صحف إيران:

ترقب لقرارات ترامب.. و"ضعف" الأجهزة الأمنية.. و"التناقض" بين الرئيس ومستشاريه

سيتسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الاثنين 20 يناير (كانون الثاني)، رسميا منصب رئاسة الولايات المتحدة لدورة ثانية تستمر لأربع سنوات، ستكون بكل تأكيد حبلى بالمفاجئات والتحولات الكبيرة والهامة على المستويين العالمي والإقليمي.

الصحف الإيرانية اليومية الصادرة الاثنين 20 يناير (كانون الثاني) اهتمت بمجيء ترامب، ورأى بعضها- مثل "هم ميهن"- أن الشواهد والمؤشرات تدل على أن خيارات وقرارات إدارة ترامب تجاه إيران ستكون أكثر صرامة من ولايته الأولى.

وقال كاتب الصحيفة عادل عبدالغفار إن ترامب قد يستأنف سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران، و"ستشمل العقوبات الشديدة والعزلة الدبلوماسية ودعم الحلفاء الإقليميين لواشنطن من أجل مواجهة النشاط النووي الإيراني".

صحيفة "آرمان أمروز" عنونت حول مجيء ترامب، وكتبت في صفحتها الأولى: "اليوم عودة ترامب إلى البيت الأبيض"، فيما كتبت "مردم سالاري" بخط عريض: "الاتفاق هو البديل المناسب للحرب بين إيران وأميركا"، أما صحيفة "ستاره صبح" فكتبت عنوانين كبيرين عن عودة ترامب في الصفحة الأولى، الأول كان بعنوان "جاء ترامب"، وهو شبيه بعناوين انتشرت في إيران في بداية الثورة عند مجيء الخميني من المنفى لتبدأ في إيران مرحلة جديدة من التطورات والتغييرات الكبرى. أما العنوان الثاني للصحيفة: "هزات ارتدادية لعودة ترامب".

من الملفات الهامة الاخرى في صحف اليوم بإيران موضوع وقف إطلاق النار في غزة بعد ما يقارب 471 يوما من الحرب الدموية على القطاع المحاصر، ومقتل الآلاف من الأبرياء والمدنيين الفلسطينيين.

عدد كبير من الصحف اعتبر ما حصل "انتصارا" لحماس و"هزيمة" لإسرائيل، فيما تحدثت صحف أخرى مثل "خراسان" عن "دور إيران" في هزيمة إسرائيل، وقالت إن "هذا الانتصار لم يكن نتيجة إرادة ومقاومة أهل غزة فحسب بل هو نتيجة أيضا للدعم المتواصل من إيران لمحور المقاومة".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"هم ميهن": الشارع الإيراني لا يصدق الإعلام الرسمي

أشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى حادث اغتيال قاضيين كبيرين في المحكمة العليا بإيران صباح السبت الماضي، في هجوم مسلح نفذه عامل سابق بالمحكمة، موضحة أن الحادث الأخير كشف أمرين للعيان وهما أنه وبسبب الشرخ الحاصل بين الشعب والسلطة فإن هناك تجاهلا ولا مبالاة لنسبة كبيرة من الشعب لمثل هذه الأحداث، والثاني عدم الثقة والقبول لدى الشارع الإيراني حيال الأخبار والمعلومات التي تصدر من وسائل الإعلام الرسمية، بعبارة أخرى فإن الإيرانيين لا يقبلون كثيرا من المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام حول هذه الأحداث وملابساتها.

الباحث الحقوقي سعيد شريعتي انتقد في مقابلته مع الصحيفة تسارع بعض وسائل الإعلام والشخصيات المحسوبة على النظام على ربط هذه الحادثة بمنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، وقال إنه وبدل انتظار التحقيقات والرواية الرسمية بادر البعض في الساعات الأولى من الحادث باتهام جهة معينة بالوقوف وراء الحادث، وكأن سيناريو الاغتيال هو السيناريو الجاهز دائما لربط كل شيء وتبرير ما تمر به إيران من أزمات.

البرلماني السابق غلام علي جعفر زاد إيمن آبادي قال أيضا للصحيفة إن القاضيين القتيلين هما "رأس مال النظام"، وهناك فرق بينهما وبين باقي القضاة من حيث الأهمية وخطورة المنصب الذي كانا يشغلانه، لافتا إلى حالة الاستياء والاحتقان الموجودة في إيران، حيث بات اللجوء إلى العنف وسيلة للتنفيس عن هذا الاحتقان، ودعا النظام إلى خلق بيئة آمنة للمصالح الوطنية.

كما قال الكاتب إنه لطالما انتقد "ضعف الأجهزة الأمنية" الذي يتسبب بالوصول إلى شخصيات بهذا الوزن والمكانة بسهولة، وأضاف: "منذ اغتيال إسماعيل هنية في طهران كنت أقول إن أجهزتنا الأمنية تعاني من الضعف، ويجب إعادة النظر في هيكلتها وتنظيمها".

"كيهان": تناقضات بين تصريحات بزشكيان ومستشاريه حول المفاوضات مع أميركا

انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، ما اعتبرته "تناقضا واضطرابا" بين تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان ومساعديه ومستشاريه حول التفاوض مع أميركا، حيث يبادر المستشارون ومساعدو الرئيس بالتأكيد على موضوع التفاوض مع واشنطن والترحيب به دون أن يصدر ذلك من رئيس الجمهورية.

وتساءلت الصحيفة المعارضة للمفاوضات مع أميركا بالقول: "هل يجب أن تكون نتيجة هذه اللقاءات بين الخبراء ومستشاري الرئيس الفوضى والتناقض اللذين سيكون لهما تبعات كثيرة على إيران؟"

واكدت أن تصريحات بزشكيان الأخيرة لا يمكن أن يفهم منها ما يضخمه مستشاروه من استعداد إيران للتفاوض مع أميركا، بل إن بزشكيان- حسب ما ترى الصحيفة- أكد على أن إيران لم تحصل حتى الآن على أي فائدة من المفاوضات، وأن أميركا لم تف بتعهداتها المكتوبة حيال طهران.

وهاجمت الصحيفة الداعين إلى المفاوضات، وقالت إن هؤلاء المستشارين والمساعدين لبزشكيان يدركون جيدا أن أميركا ستتملص من تعهداتها والتزاماتها، لكنهم يشددون على موضوع المفاوضات والحوار معها.

"شرق": يجب استئناف العلاقات بين طهران وواشنطن

السياسي والبرلماني السابق علي مطهري دعا في مقال له بصحيفة "شرق" الإصلاحية النظام الإيراني إلى بدء مفاوضات جادة مع الولايات المتحدة الأميركية، واستئناف العلاقات مع واشنطن التي قطعت بعيد الثورة الإيرانية عام 1979.

الكاتب لفت إلى رغبة ترامب في التفاوض والتوصل لاتفاق كبير مع إيران، وقال إن الظروف والتطورات الإقليمية الأخيرة ربما تكون قد خلقت بيئة أكثر مواتية لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.

وانتقد مطهري التيار المتشدد الذي يعارض أي فكرة للتفاوض والحوار مع أميركا، وقال إن هذا التيار بات يصنف كل من يدعو إلى الدبلوماسية والسلام مع أميركا في خانة "الخيانة".