صحف إيران:

"التعاون الاستراتيجي" مع موسكو.. وتهويل ترامب.. ووقف الحرب في غزة

كان التوقيع النهائي على اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشاملة بين إيران وروسيا، خلال زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى موسكو أحد العناوين الرئيسة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 18 يناير/كانون الثاني.

وأشارت بعض الصحف، مثل صحيفة "سازندكي"، إلى هذه الاتفاقية، وعنونت في صفحتها الأولى بخط عريض: "الاتفاق في الكرملين"، لافتة إلى أن هذا التوقيع النهائي يأتي في وقت لم يتم بعد الكشف عن تفاصيل هذه الاتفاقية، التي سبق أن انتقد بعض الخبراء أطرها العامة ومضامينها الكلية، التي يسربها الإعلام بين الحين والآخر.

وعنونت صحيفة "همشهري" الأصولية والمؤيدة للعلاقة مع موسكو، حول الموضوع بالقول: "اتفاقية تاريخية بين طهران وموسكو" مؤكدة أن هذه الاتفاقية هي "رد قوي وجاد على الضغوط الغربية، التي تُمارس على إيران وروسيا".

كما احتفلت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، بهذه الاتفاقية، ونقلت عن بزشكيان قوله: "إن طهران ستبطل أثر الضغوط الأميركية والغربية بالتعاون مع روسيا"، فيما استخدمت صحيفة "سياست روز" الأصولية عنوان "اتفاقية منقطعة النظير".

أما صحيفة "ابتكار" الإصلاحية، فذكرت أن العلاقة بين إيران وروسيا تدخل في مرحلة جديدة من التعقيد والحساسية خلال العشرين عامًا المقبلة، وعنونت في صدر صفحتها الأولى: "فصل مهم في العلاقة بين إيران وروسيا".

لكن صحيفة "مردم سالاري" دعت النظام أيضاً إلى الواقعية في التعامل مع روسيا، وعنونت في الصفحة الأولى بالقول: "ضرورة النظرة الواقعية لإيران في التعامل مع روسيا".

ومن الملفات الأخرى في تغطية الصحف الإيرانية، اليوم السبت، موضوع وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، بعد 469 يومًا من الحرب الدموية، التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، إثر هجوم حماس المفاجئ في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.

واعتبرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، هذا الاتفاق "استسلامًا لإسرائيل وأميركا أمام حماس" بعد 469 يومًا من "القتل والإجرام".

وفي شأن داخلي آخر لا يزال الجدل محتدمًا حول ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة في إيران، قبيل مجيء ترامب وتسلمه قيادة الولايات المتحدة الأميركية رسميًا؛ حيث تعارض الصحف الأصولية، مثل "كيهان"، هذه المفاوضات وتنتقد الداعين إليها.

وآخر من هاجمتهم الصحيفة؛ بسبب موقفهم من المفاوضات هو وزير الخارجية الأسبق ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، الذي كان قد انتقد تهويل أمر ترامب والتحذير من التفاوض معه، ووصفت ظريف الداعي للتفاوض مع أميركا بأنه "مريض"، وأنه أُصيب بداء "النسيان".

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"آرمان امروز": المفاوضات مع أميركا.. نعم أم لا؟

أشارت صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية إلى احتدام الجدل في إيران، خلال الأيام الأخيرة، حول موضوع التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية من عدمه، لافتة إلى أن الإصلاحيين والمؤيدين للحكومة يدفعون باتجاه التفاوض مع الغرب وأميركا لتخفيف حدة الضغوط على إيران، في حين يستميت المتشددون برفض أي شكل من أشكال المفاوضات، ويدعون إلى رفض الانضمام إلى المنظمات الدولية، مثل "مجموعة العمل المالي الدولية" (FATF) .

ونقلت الصحيفة تصريحات الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت فلاحت بيشه، الذي شدد على أهمية تفاعُل إيران بشكل إيجابي مع ملف التفاوض والضوء الأخضر الأميركي لهذا الموضوع، معتقدًا أن أي تعلل في الرد على هذه الدعوات والرغبة الأميركية، ستكون له تبعات سلبية كبيرة على إيران.

ولفت إلى أن القرار النهائي حول موضوع المفاوضات مع أميركا يرجع إلى مجلس الأمن القومي الإيراني، الذي يمثل مختلف المؤسسات الحاكمة في إيران، وحتى الآن لا تبدو هناك بوادر من هذا المجلس بحسم ملف التفاوض، وأن أغلب المسؤولين وصُنّاع القرار في إيران ينتظرون اتضاح السياسات الأميركية المقبلة تجاه طهران.

"ستاره صبح": روسيا.. شريك أم منافس؟

حذرت صحيفة "ستاره صبح" النظام في إيران من الثقة المفرطة في روسيا وقيادتها، واستحضرت الصحيفة قائمة من الخلافات والسجل السيئ للروس تجاه إيران قديمًا وحديثًا.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا باعت سوريا بشكل زهيد إلى أميركا وإسرائيل وتركيا، وتساءلت: هل تكون روسيا مستعدة للتعامل بورقة إيران في اللعبة مع أوروبا وأميركا من أجل الحصول على امتيازات جديدة؟

وأشارت الصحيفة إلى الاتفاقية الأخيرة بين البلدين، وقالت إن الكثير من الخلافات قد تفشل تطبيق هذه الاتفاقية، موضحة أن هناك قواسم مشتركة قليلة تجمع بين البلدين، مثل الخضوع للعقوبات الغربية والرغبة في الالتفاف عليها.

كما أوضحت الصحيفة أنه وفقًا لهذه الاتفاقية لا يوجد اتفاق للدفاع المشترك بين البلدين؛ بمعنى إذا هاجمت أميركا وإسرائيل الأراضي الإيرانية، فلن تقوم روسيا بالدفاع عن إيران.

"اعتماد": روسيا استخدمت الأسد كورقة سياسية لتحقيق مصالحها وتواصل السياسة نفسها مع إيران

حذر الدبلوماسي الإيراني السابق ووزير الثقافة والإرشاد في عهد حكومة الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، عطاء الله مهاجراني، النظام الإيراني ضمنيًا من الاعتماد على الخارج في سياساته، وقال إن بعض الأنظمة تلجأ إلى الاعتماد والاتكاء على الأطراف الخارجية، عندما تتآكل شعبيتها، وتفقد الدعم من الشارع والنخب المجتمعية، وهذا ينذر بالسقوط والزوال، كما حدث لنظام الشاه الإيراني السابق عام 1979، أو كما رأينا في الأسابيع الأخيرة للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

وذكر الكاتب أن روسيا استخدمت سوريا كورقة سياسية لتحقيق مصالحها الكبرى، وستواصل استخدام إيران كورقة أيضًا، مع الفرق أن إيران ليست معتمدة بشكل كلي على روسيا.

"شرق": ملف الطاقة بيد المتشددين وغير الأكفاء.. وبزشكيان آخر فرصة للنظام

دعت صحيفة "شرق" الإصلاحية الرئيس الإيراني إلى إعادة النظر في المسؤولين والوزراء، الذين عيَّنهم من التيار الأصولي المتشدد في إدارة ملف الطاقة، وقالت إن هؤلاء يفتعلون الأزمات من أجل خلق المشاكل للحكومة الإصلاحية، بقيادة مسعود بزشكيان.

ووصفت الصحيفة الرئيس الحالي، مسعود بزشكيان، بأنه "آخر فرصة" للنظام أمام الأزمات المتزايدة؛ نتيجة السياسات القهرية، التي سلكها البعض في إيران، خلال العقود والسنوات الماضية.

كما أكدت الصحيفة أن أزمة الطاقة والانقطاع المتكرر للكهرباء في إيران هما نتيجة تراكم سنوات من الإدارة الخاطئة، التي قد جعلت حياة الإيرانيين مضطربة ومختلفة، ناهيك عن الضغط الذي سببته على البلاد.