إعلام مقرب من "الحرس الثوري": انتحار مواطن سويسري في سجن إيراني بـ"طريقة استخباراتية"
ذكرت وكالة "مشرق نيوز"، المقربة من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أن المواطن السويسري الذي أعلن عن "انتحاره"، أمس الخميس 9 يناير (كانون الثاني)، في سجن بمحافظة سمنان، شمالي إيران، "استخدم في انتحاره تدريبات خاصة تلقاها من أحد أجهزة الاستخبارات".
وأضافت "مشرق نيوز" مساء أمس، نقلاً عن مصدر أمني مطّلع، أن هذا المواطن السويسري تم اعتقاله بالتزامن مع هجوم إسرائيلي استهدف مواقع في إيران، بما في ذلك في منطقة شاهرود، أثناء قيامه بـ"جمع معلومات وأخذ عينات من التربة في الصحراء"، بإحدى مدن محافظة سمنان.
وزعمت الوكالة أن المعتقل كان قد تم احتجازه، إلى جانب "شبكته المتعاونة"، وتم تحديد الروابط التي كان يستخدمها للتواصل، ليتم نقله لاحقًا إلى سجن سمنان لمتابعة الإجراءات القضائية.
وفي السياق نفسه، أعلنت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، أمس الخميس، أن مواطنًا سويسريًا "انتحر" في سجن سمنان. ولم يتم الكشف عن اسم المواطن أو تفاصيل اعتقاله أو كيفية انتحاره داخل زنزانة تحت الحراسة، إلا أن الوكالة أشارت إلى أن "كل الأدلة والوثائق المتعلقة بمكان احتجاز هذا الشخص قد تم فحصها، وتؤكد الأدلة أنه انتحر".
وفي تعليق رسمي، أكدت وزارة الخارجية السويسرية وفاة أحد مواطنيها في سجن بإيران، وقال المتحدث باسم الوزارة، بيير آلان التشينغر: "إن السفارة السويسرية في طهران على اتصال بالسلطات المحلية؛ للتحقق من ظروف وفاة المواطن السويسري". كما أشار إلى أن الوزارة تقدم الدعم القنصلي لعائلة المتوفى، لكنها لا تستطيع تقديم مزيد من التفاصيل في الوقت الحالي.
وتأتي وفاة هذا المواطن السويسري، أثناء احتجازه لدى جهاز استخبارات الحرس الثوري، في وقت يُحتجز فيه عدد من المواطنين الغربيين في السجون الإيرانية، وسط محاولات مستمرة من الدول الغربية للإفراج عنهم، لكنها لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.
ويواجه النظام الإيراني اتهامات باستخدام المعتقلين الأجانب كورقة ضغط على الحكومات الأجنبية لتحقيق مآربه.
تاريخ من الوفيات المشبوهة لمعتقلين أجانب أو مزدوجي الجنسية
تشهد السجون الإيرانية تاريخًا طويلاً من الوفيات الغامضة للمعتقلين الأجانب أو مزدوجي الجنسية.
وفي أحدث تلك الحالات، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، بشكل مبهم، في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفاة المواطن الإيراني-الألماني جمشيد شارمهد، الذي كانت أسرته قد أثارت تساؤلات حول ظروف وفاته. وبعد أسبوع، صرحت السلطة القضائية الإيرانية بأنه تُوفي بسكتة قلبية أثناء احتجازه، نافية تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وفي 8 فبراير (شباط) 2018، أعلنت السلطات الإيرانية أن أستاذ علم الاجتماع وعضو الهيئة العلمية بجامعة "الإمام صادق"، كاووس سيد إمامي، انتحر في سجن "إيفين" بطهران، بعد اتهامه بالتورط في قضية نشطاء البيئة. ومع ذلك، لم تُعلن أي تفاصيل شفافة حول ملابسات وفاته، رغم المطالبات البرلمانية بالتحقيق.
وفي 11 يوليو (تموز) 2003، توفيت المصورة الصحافية الإيرانية-الكندية، زهرا كاظمي، في السجن، بعد اعتقالها أثناء تصويرها تجمعًا أمام سجن "إيفين"؛ حيث ادعت طهران في البداية أنها توفيت بسبب جلطة دماغية، لكن تقارير لاحقة أشارت إلى تعرضها للتعذيب حتى الموت.
وتُعد وفاة زهرا كاظمي من أبرز الحالات، التي كشفت عن انتهاكات جسيمة داخل السجون الإيرانية. ووفقًا للرئيس الإيراني الحالي، مسعود بزشكيان، الذي شارك سابقًا في التحقيق بتلك القضية، فإن سبب الوفاة كان نتيجة لضربة بجسم صلب على الرأس.
وبالإضافة إلى مزدوجي الجنسية، تُوفي العديد من السجناء السياسيين في السجون الإيرانية بظروف غامضة، وغالبًا ما تعلن السلطات أن أسباب الوفاة هي "الانتحار". ومع ذلك، يرفض النظام الإيراني تحمل المسؤولية عن الوفيات أو الإصابات الناتجة عن التعذيب أثناء الاحتجاز.