خامنئي للمسؤولين الإيرانيين: أميركا تكرهنا وتحاول تعويض هزائمها فلا تهتموا بها
وصف المرشد الإيراني علي خامنئي المؤيدين للمفاوضات مع الولايات المتحدة بأنهم "مرعوبون من العدو"، وطالب المسؤولين الإيرانيين بـ"عدم مراعاة مطالب الأميركيين غير المبررة" عند اتخاذ القرارات في قضايا مثل الحجاب والتضخم والعملة، مشيرا إلى أن أميركا "تكره إيران بشدة".
وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية لاحتجاجات 9 يناير (كانون الثاني) 1978 في قم، قال خامنئي حول رفض النظام الإيراني التفاوض والاتصال مع الولايات المتحدة رغم التواصل مع أوروبا: "الولايات المتحدة هُزمت في إيران، وهي تسعى الآن إلى تعويض هذه الهزيمة".
وأكد خامنئي أن "الولايات المتحدة كانت تملك هنا (إيران) لكنها أُخرجت من قبضتها؛ لذا فإن كرهها للبلد والثورة هو كره شديد". وأضاف أن الولايات المتحدة "أخطأت في التعامل مع القضايا الإيرانية بعد الثورة".
جاءت هذه التصريحات قبل أسبوعين تقريبًا من بدء دونالد ترامب رسميًا مهامه كرئيس للولايات المتحدة، والتقارير التي تتحدث عن عودة سياسة "الضغط الأقصى"، واحتمال شن هجوم عسكري على المواقع النووية الإيرانية.
وفي الوقت نفسه، طالب بعض مسؤولي حكومة مسعود بزشكيان ونشطاء سياسيون، بما في ذلك علي عبد العلي زاده، رئيس حملة بزشكيان خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة لعام 2024، طالبوا بالتفاوض مع دونالد ترامب، الذي سيصبح رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.
من ناحية أخرى، كتب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد في صحيفة "كيهان"، في افتتاحية الصحيفة يوم السبت 4 يناير، أن أولئك الذين يطرحون موضوع التفاوض مع الولايات المتحدة "إما نائمون أو سكارى أو مجانين".
وفي الوقت نفسه، طالب المرشد الإيراني المسؤولين بعدم مراعاة "مطالب الأميركيين غير المبررة" عند اتخاذ القرارات في قضايا مختلفة مثل الحجاب والتضخم والعملة، ومراعاة "مصالح إيران". وأضاف أن مواقف بزشكيان تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل "كانت حازمة وجيدة".
وقد تزامنت هذه التصريحات مع إعلان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم الجمعة 3 يناير (كانون الثاني) في مقابلة مع شبكة "سي سي تي في" الصينية أن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات "بناءة ودون تأخير" حول برنامجها النووي.
كما أشار خامنئي في جزء آخر من خطابه إلى الجماعات التابعة لطهران قائلًا: "المقاومة حية ويجب أن تصبح أقوى يومًا بعد يوم"، مضيفا: "لا تتركوا دعاية العدو تؤثر على الرأي العام".
وأعرب خامنئي عن قلقه من تأثير الهزائم الإقليمية للنظام الإيراني على الرأي العام داخل إيران، ووصف المؤيدين للمفاوضات مع الولايات المتحدة بأنهم "مرعوبون من العدو".
وطالب المرشد أجهزة الدعاية التابعة للنظام بالتعامل مع "دعاية العدو"، قائلًا: "البرمجيات الدعائية للعدو تهدف إلى خلق فجوة بين الواقع وتصوّر الرأي العام. أنتم تحققون تقدّمًا، بينما هو يروّج أنكم تضعفون".
ولم يشر خامنئي في هذا الخطاب إلى سوريا، على عكس الخطابات الثلاثة السابقة التي ألقاها بعد سقوط بشار الأسد.
وكان خامنئي قد وعد في 1 يناير (كانون الثاني) الجاري، للمرة الثالثة، باستعادة سوريا من الحكام الجدد، قائلًا إن دماء القوات المسمّاة بـ"المدافعين عن الحرم" التي أريقت في سوريا لم تذهب سدى.