السلطات البريطانية تعتقل مشتبها في علاقته بالهجوم على مذيع "إيران إنترناشيونال"

أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن (المتروبوليتان) عن اعتقال رجل يبلغ من العمر 40 عامًا في إطار التحقيقات المتعلقة بالهجوم الذي وقع العام الماضي ضد مقدم البرامج في قناة "إيران إنترناشيونال" بوریا زراعتي.

وكان زراعتي قد تعرض للهجوم في 29 مارس (آذار) الماضي أثناء خروجه من منزله في حي ويمبلدون في لندن، وأصيب بجروح في ساقه. وقد خرج من المستشفى في 31 مارس.

وأعلن ضباط وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة المتروبوليتان أنه تم اعتقال رجل يبلغ من العمر 40 عامًا يوم الثلاثاء 7 يناير (كانون الثاني) في منطقة كريكلوود في لندن بتهمة "التآمر لإلحاق أذى جسيم".

ووفقًا للشرطة، فقد تم الإفراج عن المشتبه به بكفالة حتى شهر أبريل (نيسان) بعد نقله إلى أحد أقسام الشرطة في غرب لندن.

ووفقًا للشرطة، فقد قام الضباط بعمليات تفتيش في أربعة مواقع في مناطق كريكلوود وفينشلي، ولا تزال التحقيقات جارية.

وضع المشتبه بهم الآخرين في القضية

وسبق أن أعلنت النيابة العامة البريطانية يوم الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) في بيان أن مواطنين رومانيين، هما نانديتو باديا (19 عامًا) وجورج ستانا (23 عامًا)، قد تم اعتقالهما في رومانيا في إطار التحقيقات المتعلقة بالهجوم على بوریا زراعتي.

وتم اتهام نانديتو باديا، وجورج ستانا، بالاعتداء والتسبب عمدًا في إصابات جسدية خطيرة. ومثلا أمام محكمة ويستمنستر في 18 ديسمبر الماضي. وسيظلان قيد الاحتجاز حتى مثولهما أمام محكمة أولد بيلي في 17 يناير.

وقد تم تسليم المشتبه بهما إلى بريطانيا يوم الثلاثاء 17 ديسمبر (كانون الأول) بموجب اتفاقية تسليم المجرمين بين رومانيا وبريطانيا.

وبعد عقد الجلسة الأولى للمحكمة وإبلاغ التهم، تم الإعلان عن أن محاكمتهما ستبدأ يوم 17 يناير (كانون الثاني) في المحكمة الجنائية المركزية لإنجلترا وويلز.

ولم يشر البيان الصادر عن النيابة العامة إلى دور إيران في التخطيط لهذا الهجوم أو التحريض عليه.

في حين أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 11 أكتوبر (تشرين الأول) إلى استهداف زراعتي، وأفادت بأن إيران تستخدم عصابات إجرامية لتنفيذ هجمات ضد أهدافها في الدول الغربية.

وفي المقابل، نفت السلطات الإيرانية أي تورط لها في الهجوم على زراعتي.

وفي وقت سابق، أعربت ميشيل تايلور، الممثلة الأميركية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 27 يونيو (حزيران) الماضي عن قلقها إزاء إجراءات طهران خارج حدود إيران لقمع وسائل الإعلام، وخاصة "إيران إنترناشيونال". وقد نفت طهران تورطها في الهجوم على زراعتي.

كما وصفَت صحيفة "ديلي ميل" في 6 أبريل (نيسان) الماضي الأعمال التخريبية للنظام الإيراني في بريطانيا بأنها "حقيقة مرعبة"، وكتبت أن طهران تعد بشكل متكرر هجمات بأسلوب العصابات الإجرامية في شوارع بريطانيا.

وحذرت "ديلي ميل"، في إشارة إلى تهديدات النظام الإيراني ضد "إيران إنترناشيونال" على مدى السنوات الخمس الماضية، وخاصة الهجوم على زراعتي، من أن النظام الإيراني يستخدم عصابات الجريمة المنظمة لاستهداف معارضيه في أوروبا.

وتناولت صحيفة "لوموند" في تقرير لها في يوليو (تموز) الماضي عمليات بقيادة النظام الإيراني لاستهداف الصحافيين المعارضين للنظام في أوروبا، مشيرة إلى زراعتي ومهران عباسيان، صحافيي "إيران إنترناشيونال"، كهدفين لهذه العمليات.

ورحب آدم بيلي، المتحدث باسم "إيران إنترناشيونال"، بالتطورات الأخيرة في التحقيق بقضية الهجوم على زراعتي، قائلًا: "نحن سعداء من أجل بوریا الذي كان ضحية هذا الهجوم، ومسرورون لأن تحقيقات الشرطة البريطانية بشأن هذا الهجوم وصلت إلى هذه المرحلة".

وأعرب بيلي عن تقديره لـ"التزام بريطانيا بمكافحة القمع العابر للحدود" في البلاد، مضيفًا أن التطورات الأخيرة "مطمئنة لصحافيينا، وكذلك لأشخاص آخرين في منظمات تواجه تهديدات مماثلة".