صحف إيران:

إلغاء قيود الإنترنت.. وعزلة طهران دوليا وإقليميا.. و"خطر" المهاجرين الأفغان

إلغاء الحظر عن "واتساب" و"غوغل بلاي" كان العنوان الأبرز في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 25 ديسمبر (كانون الأول) والتي انقسمت تقريبا بين مؤيد لهذه الخطوة ومن يدعو إلى تعميم هذا القرار ليشمل تطبيقات أخرى مثل "تلغرام" و"إنستغرام" و"إكس".

صحيفة "شرق" كتبت عن الموضوع وقالت: "خطوة إلى الأمام"، وعنونت "شهروند": "تحقق الوعد.. خطوة بخطوة"، أما صحيفة "مردم سالاري" فقد أشارت إلى معارضة المتشددين والمستفيدين من أدوات كسر الحجب والوصول إلى هذه التطبيقات، وعنونت في مانشيتها ليوم الأربعاء: "ضربة مؤلمة للمتطرفين والمستفيدين من الحجب".

فيما انتقدت صحيفة "رويداد امروز" رفع الحجب عن تطبيقين فقط، وكتبت: "رفع الحجب بشكل تقطيري"، أي قطرة بقطرة، ودعت إلى أن يكون الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي متاحا دون أي قيود، في عصر باتت هذه التطبيقات جزءا لا يتجزأ من حياة البشر.

وفي المقابل تجاهلت بعض الصحف الأصولية مثل "كيهان" هذا الموضوع، ولم تتطرق له في صفحاتها الأولى كأنه لم يكن، رغم أنه كان في واجهة الأخبار في إيران خلال الساعات الماضية، ومنذ الإعلان عن الخبر مساء أمس الثلاثاء.

صحيفة "جوان، المقربة من الحرس الثوري، قالت إنه بعد قرار رفع الحجب يجب على الحكومة أن تباشر في "تنفيذ سيادة القانون" على العالم الافتراضي، وعدم تركه ليكون أداة بيد أعداء إيران لزعزعة الاستقرار وخلق الاضطرابات.

على صعيد علاقات إيران الدولية والإقليمية نقلت صحيفة "ستاره صبح" عن الخبير في العلاقات الدولية علي بيكدلي قوله إن طهران باتت اليوم في عزلة دولية وإقليمية بسبب سياساتها ونهجها الخاطئ في السابق، داعيا صناع القرار في طهران إلى عدم الاستعجال في التصريحات حول سوريا، وقبول الواقع الجديد والاعتراف بالحكومة الجديدة.

صحيفة "آرمان ملي" أشارت إلى التقارير التي تتحدث عن احتمالية أن تقوم طوكيو بوساطة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وأعربت عن أملها في أن تكون الأخبار صحيحة، لأن طهران الآن في ظرف خاص يتطلب منها التفاهم مع الولايات المتحدة لتخفيف الضغوط عن طهران.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"هم ميهن": انتقاد رفع الحجب عن تطبيقين فقط بعد أشهر من الوعود والجدل

انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية التباطؤ والضعف في حل مشكلة الإنترنت، مؤكدة أنه لا فائدة من رفع الحجب عن تطبيقين فقط من بين الكثير من التطبيقات الهامة، وذلك بعد أشهر من المفاوضات ووعود الحكومة بمعالجة القضية بشكل جذري.

وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء: "ليأتِ شخص ويوضح لنا ما هي فائدة رفع الحجب بهذا الشكل وعبر مراحل وخطوات متعددة؟ أساسا فإن تنفيذ الأشياء عبر مراحل يكون منطقيا عندما نريد أن ننجز مشروعا تكامليا، ولا يتحقق هذا الكمال إلا عبر مراحل أو نحتاج إلى تقييم كل خطوة بعد تنفيذها، لكن في مثل حالة وسائل التواصل الاجتماعي فإن المطلوب رفعها بشكل كامل وفي مرحلة واحدة".

ونوهت الصحيفة أنه ما دامت باقي التطبيقات الهامة مثل "إنستغرام" و"يوتيوب" و"تلغرام"- التي أكد رئيس الجمهورية نفسه أنها أصبحت أساسية في حياة المواطنين- لم يتم رفع الحجب عنها فلا يمكن القول إن تقدما حدث أو إن هناك تحسنا في هذا المسار.

"ستاره صبح": على إيران تغيير سياساتها الإقليمية لأنها تعيش عزلة دولية وإقليمية

قال الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، إنه يجب على إيران أن تقوم بتغيير استراتيجيتها في الشرق الأوسط بعد الأحداث والتطورات الأخيرة، منتقدا مواقف المسؤولين في إيران من التطورات في سوريا، حيث لا تزال طهران ترفض قبول الواقع السوري الجديد، وتتعهد بتغييره ليكون لصالحها وصالح ما تسميه "محور المقاومة".

وذكر الكاتب أن العديد من السفارات والبعثات الدبلوماسية باشرت أعمالها في سوريا بعد سيطرة المعارضة وإسقاط نظام بشار الأسد، وهو ما يكشف إدراك هذه الدول لأهمية هذا التغيير، لكن بالنسبة لإيران فإن مواقف المسؤولين وصناع القرار تجاه التطورات الأخيرة في سوريا لا يخدم مصلحة إيران، وهي خاطئة من منظار المقاييس الدبلوماسية وعلم السياسة الحديث.

وأكد بيكدلي أن التغيير الذي حصل في سوريا تم بإرادة أكثرية الشعب السوري، وكان الأحرى لإيران أن تقبل هذا التغيير وتعترف به وتحترم الحكومة الجديدة.

وأوضح الكاتب :"في الداخل الإيراني لا ينبغي أن يتعجل المسؤولون في إطلاق التصريحات غير المدروسة. طهران تعيش عزلة إقليمية ودولية، وفي ظل هذا الواقع يجب على طهران أن تغير من استراتيجيتها الإقليمية، لأن النهج السابق ثبت أنه فاشل وانتهى بطريقة ليست في صالح إيران".

"جمهوري إسلامي": طالبان تتعاون مع "هيئة تحرير الشام"

حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" من الخطر الذي يهدد حدود إيران الشرقية وبمحاذاة أفغانستان، وزعمت أن حركة طالبان تتعاون مع "هيئة تحرير الشام"، وأنه على المسؤولين في طهران أن ينتبهوا ويكونوا يقظين من الخطر الأمني على الحدود.

كما دعت الصحيفة المسؤولين وصناع القرار إلى اتباع سياسة صارمة تجاه هجرة الأفغانيين إلى إيران، وقالت إن اتساع هجرة المواطنين الأفغان في المدن والمحافظات الإيرانية أصبح معقدا ومريبا.

وزعمت الصحيفة أن هذا الانتشار للأفغان في إيران أصبح مدروسا ومقلقا، وتساءلت ما هي خطط المسؤولين لمواجهة التهديدات والمخاطر التي تواجه إيران من جهة حدودها الشرقية؟
وعرّضت الصحيفة بما حل بإيران في سوريا، حيث وجدت نفسها أمام الأمر الواقع وخارج اللعبة خلال أيام معدودات، وكتبت: "في هذه الحالة (مشكلة الحدود مع أفغانستان) أيضا هل سنشهد قرارات متأخرة في الدقيقة الأخيرة؟ هل تريد إيران أن تبادر بعد أن تصبح أمام أمر واقع آخر ويصبح كل شيء متأخرا؟".