صحيفة المرشد الإيراني تتهم وزير الاقتصاد بالتسبب في أزمة الدولار وانهيار العملة المحلية

كتبت صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي، متهمة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي بالإدلاء بتصريحات "تحريضية" حول سعر العملة الأميركية، معتبرةً أنه وبعض المقربين منه كان لهم دور في زيادة سعر الدولار أمام العملة المحلية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن همتي في اجتماع له بالبرلمان أن سعر الدولار يجب أن يكون في حدود 73 ألف تومان.

وفي عددها الصادر اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، تناولت الصحيفة في مقال بعنوان: "إشارة إلى غلاء الأسعار من وزارة الاقتصاد.. السيد بزشكيان.. احذر!"، تناولت تصريحات وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي حول تحديد سعر الدولار بـ73 ألف تومان، ووصفتها الصحيفة بأنها "غير مدروسة" و"تحريضية"، محذرة من أن همتي ومقربيه يتبنون سياسة "العلاج بالصدمات"، ويمهدون الطريق لـ"زيادة الأسعار".

الصحيفة التي يشرف خامنئي على تعيين رئيس تحريرها، والمعروفة بتمثيلها لمواقف المرشد الإيرني، تناولت أيضًا وجهة نظر محمد صادق الحسيني، أحد المقربين من همتي، قائلةً إنه "لم يقتصر على اعتبار العلاج بالصدمات هو المنقذ للاقتصاد الألماني والصيني، بل ذهب إلى حد اعتبار مذبحة ميدان "تيان آن من" في بكين تكلفة طبيعية ومقبولة لهذه الإصلاحات الاقتصادية التي ينفذها أصحابها".

ماذا قال همتي؟

في 23 ديسمبر (كانون الأول)، تم نشر فيديو من اجتماع همتي مع أعضاء البرلمان في وسائل الإعلام المحلية. في هذا الفيديو، استخدم وزير الاقتصاد نموذج تعادل القوة الشرائية (PPP)، وأشار إلى أن سعر الدولار وفقًا لمعدل عام 2022 يجب أن يكون 73 ألف تومان في 20 ديسمبر الجاري.

وقال همتي إنه بناءً على تقرير من البنك المركزي، فإن المستوى العام للأسعار (التضخم) في 20 ديسمبر الجاري قد تضاعف بحوالي 2.8 مرة مقارنة بعام 2022.

وأضاف أنه بناءً على تضخم الدولار في أميركا، فإن مؤشر الأسعار للعملة الأميركية قد تضاعف 2.7 مرة خلال هذه الفترة. واستنتج همتي أن سعر الدولار يجب أن يكون 73 ألف تومان.

واختتم الوزير تصريحاته بالإشارة إلى "التوقعات النفسية" في السوق، موضحًا أن هذا السعر البالغ 73 ألف تومان يعد مناسبًا للظروف الطبيعية من الناحية السياسية والأمنية.

ومع ذلك، أشار إلى أن الشهر الماضي شهد العديد من التطورات المؤثرة، مثل أحداث سوريا، وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، وتهديداته لطهران، وكذلك تهديدات الترويكا الأوروبية بشأن تفعيل "آلية الزناد"، والتهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري على إيران.

وقال همتي إن البنك المركزي تصرف بشكل دفاعي في ضوء هذه المعطيات.

طريقة حساب سعر الصرف

وتعد هذه الطريقة في حساب سعر العملة من الطرق المعتادة، إلا أن اختيار السنة الأساسية (التي اختارها همتي هنا سنة 2022) يؤثر بشكل كبير على النتيجة النهائية. وعادةً ما يتم اختيار السنة التي كانت فيها قيمة الدولار "حقيقية" كأساس.

وكان سعر الدولار في بداية العام الإيراني الجاري 1403 (21 مارس/آذار 2024) في حدود 61 ألف تومان، لكن بعد مرور حوالي 9 أشهر، وصل إلى 78 ألف تومان.