انتقادات برلمانية حادة للبنك المركزي الإيراني بعد التراجع الكبير في قيمة العملة الوطنية

مع استمرار الانخفاض الحاد في قيمة العملة الإيرانية، وتخطي سعر الدولار 77 ألف تومان، حمّل البرلماني الإيراني، علي رضا زنديان، البنك المركزي مسؤولية هذا التراجع، مضيفا أن شدة وسرعة تراجع العملة الوطنية في إيران لا تحدث "حتى في أفقر دول أفريقيا".

وقال علي رضا زنديان، اليوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، إن إيران من الناحية الاقتصادية ليست "دولة فقيرة جدًا"، وأن حتى أفقر الدول الأفريقية لا تشهد انخفاضًا في قيمة عملتها بهذه الطريقة.

وأضاف: "ماذا يفعل البنك المركزي ومجلس النقد والتسليف؟ يجب تعديل السياسات في هذه الظروف من الحرب الاقتصادية. المشكلة الأساسية تكمن في البنك المركزي نفسه".

ووصل سعر الدولار في سوق الصرف الحرة في إيران، اليوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، إلى حوالي 77 ألفًا و200 تومان، فيما بلغ سعر الجنيه الإسترليني 98 ألفًا و700 تومان، ليقترب من دخول نطاق الـ100 ألف تومان. أما اليورو فقد بلغ سعره 81 ألفًا و500 تومان.

وصباح أمس الأربعاء، وبعد ساعات من تأكيد رئيس البنك المركزي بشأن تأمين احتياجات البلاد من العملة، وصل سعر الدولار في سوق الصرف الحرة في طهران إلى 78 ألف تومان.

وفي مساء يوم الثلاثاء 17 ديسمبر (كانون الأول)، قال محمد رضا فرزين، رئيس البنك المركزي، في مقابلة تلفزيونية، إن التقلبات غير المسبوقة في سوق الصرف "نتيجة حرب نفسية من العدو"، مؤكدًا أن جميع هذه الأخبار تم نشرها بهدف التأثير على السوق في ظل المبادرة الجديدة للبنك المركزي (التي تتيح شراء وبيع العملة الأجنبية).

وأضاف: "لسوء الحظ، يسعى المستفيدون من ارتفاع سعر العملة والأعداء من خلال الشائعات إلى إثارة الذعر وبث الخوف في قلوب الناس. وفي اليوم السابق تم عرض 220 مليون دولار، وسوف يتم عرض المزيد بالتأكيد. لذا لا يوجد أي نقص أو مشكلة".

يذكر أن سعر الدولار سجل، منذ بداية هذا العام، عدة أرقام قياسية جديدة.

وكانت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتوقعات بتراجع الإيرادات النفطية للنظام الإيراني، وزيادة التوترات العسكرية مع إسرائيل، من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار العملات في عام 2024.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم أمس الأربعاء، عن تأثير العقوبات التي فرضتها إدارة جو بايدن على سلوك النظام الإيراني: "بفضل العقوبات الأميركية، فإن طهران تتلقى فقط جزءًا من عائدات النفط مقابل بيعها، وقد وصلت العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار".