زيارة بزشكيان لمصر.. وتحركات إسرائيل بالجولان تخدم طهران.. وتفاقم أزمة الكهرباء
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول) بزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي إلى مصر المقررة أن تبدأ اليوم، ورأت فيها فرصة لـ"رفع العقوبات عن إيران"، وإخراج طهران من حالة العزلة الدولية التي تعيشها في المنطقة.
وسيحضر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قمة مجموعة "D-8" التي ستُعقد في مصر غدا الخميس، والتي تضم الدول الإسلامية الثماني النامية، والمعروفة باسم "منظمة التعاون الاقتصادي لمجموعة الثماني".
صحيفة "آرمان ملي" قالت إن ملف سوريا سيكون محور هذه الزيارة، حيث سيبحث الجانبان الإيراني والمصري "المخاوف المشتركة" بين البلدين تجاه التطورات السورية.
وحول ملف سوريا، أشارت صحيفة "اعتماد" إلى أن تحرك إسرائيل في سوريا واحتلالها لمناطق جديدة في منطقة الجولان والجنوب السوري قد يكون في صالح إيران، كونها سيخلق فرصة جديدة لتحرك طهران أدواتها هناك بحجة مواجهة إسرائيل والوقوف أمامها.
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، فذكرت أن هناك رغبة غربية كبيرة بقطع يد إيران وروسيا من سوريا بشكل نهائي، لافتة إلى أن هناك فرصة لبناء علاقات بين إيران والنظام السوري الجديد.
وأشارت إلى تصريحات الجولاني عن إيران، وضرورة وجود علاقة وفق "المبادئ الإسلامية المشتركة"، وقالت إنه حتى الآن لا توجد تقارير عن اتصالات مباشرة بين إيران والقادة الجدد في سوريا، ويبدو أن طهران مشغولة بدراسة الوضع هناك وتقييمه.
كما اهتم عدد من الصحف بخطاب المرشد الإيراني علي خامنئي أمس، الذي توعد فيه بـ"إزالة إسرائيل" وبقاء حزب الله بعد الأحداث والتطورات الأخيرة.
وعنونت صحيفة "همدلي" بكلام خامنئي وكتبت: "سيتم استئصال إسرائيل"، كما نشرت "كيهان" قول خامنئي إن "اعتقاد الغرب وإسرائيل بانتهاء المقاومة خطأ بشكل كامل".
في شأن داخلي آخر تحدث عدد من الصحف عن عودة انقطاع الكهرباء بشكل واسع، وآثار ذلك على الأعمال والمهن، حيث يتوقف الكثير من المشاغل يوميا بسبب الانقطاع المفاجئ وغير المعلن للكهرباء، ما زاد من الانتقادات للحكومة ووزارة الطاقة.
صحيفة "جمله" أشارت إلى هذه القضية وعنونت بالقول: "انقطاع الكهرباء يزيد الانتقادات.. ومطالب بعزل وزير الطاقة"، كما تساءلت صحيفة "شهروند" بالقول: "هل قصور الحكومة أدى إلى تعطيل البلاد؟"، مشيرة إلى الانقطاع المتكرر للكهرباء وحالة الفوضى التي تعيشها المهن والمصانع.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": موضوع سوريا سيكون محور لقاءات بزشكيان مع المسؤولين المصريين
رأى الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد أن الهدف الرئيسي من زيارة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته إلى مصر هو الملف السوري والتطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا، معتقدا أن الجانبين سيناقشان المخاطر التي ستواجه البلدين بعد التغيير الذي حصل في دمشق، حسب تعبيره.
كما لفت الكاتب في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إلى أن مصر وبعض الدول العربية تشعر بالارتياح لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالقلق حيال خروج سوريا من عباءة الجامعة العربية ونفوذ لدولة غير عربية (تركيا)، وهو ما سيناقشه الطرفان بكل تأكيد.
أما على صعيد العلاقات الثنائية بين طهران والقاهرة فقال الكاتب أنه لا توجد هناك فرصة كبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين من خلال هذه الزيارة، وذلك بسبب "ظل العقوبات" الذي يخيم على أي علاقة تريد بنائها أي دولة في المنطقة مع طهران.
وأوضح فرجي راد أن الدول العربية مثل مصر لن تجازف في العلاقات الاقتصادية مع إيران بسبب وجود عقوبات اقتصادية أميركية على طهران، لاسيما وأن الإدارة الأميركية القادمة برئاسة دونالد ترامب ستكون أكثر حساسية تجاه هذا الموضوع، مؤكدا أن طهران إذا أرادت أن تكون لها علاقات بناءة مع الدول العربية- لا سيما الدول التي ليست بينها وبين إيران حدود برية أو بحرية- فيجب أولا حل مشكلتها مع أميركا، ورفع العقوبات ليتسنى لها بعد ذلك بناء علاقات اقتصادية مثمرة مع هذه الدول وغيرها.
"اعتماد": يجب أن نقبل يد بزشكيان لأنه أنقذ إيران من فخ الحرب
قال المحلل السياسي آزاد أرمكي إن الإيرانيين يجب أن يقبلوا يد الرئيس الحالي مسعود بزشكيان كونه درأ خطر الحرب عن إيران، ومنعها من الوقوع في هذا الفخ الذي نصب له في الفترة الماضية.
وأوضح الكاتب أن هذه الخطوة كانت سياسة هامة من الرئيس مسعود بزشكيان لأنه أنقذ البلاد من صراع لا ينتهي في ظل أزمات داخلية عديدة.
كما أشاد الكاتب بقرار الحكومة ورئيس الجمهورية وقف تنفيذ قانون الحجاب المثير للجدل، معتقدا أنه خطوة ذكية من الرئيس لأنه حول الملف إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، وتم تعليقها من هناك بعيدا عن الجدل السياسي والحسابات الفئوية.
"جوان": الحكام الجدد في سوريا مضطرون للاستعانة بإيران وطلب المساعدة منها
قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إن الحكام الجدد في سوريا ليس أمامهم خيار سوى الاستعانة بإيران لمواجهة إسرائيل، لأن إيران هي الدولة الوحيد التي لديها "الجرأة" على مساعدة سوريا في استرداد أراضيها من إسرائيل، زاعمة أن استراتيجية طهران الدائمة هي دعم كل من يحارب إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران دعمت النظام السوري السابق لعدد من الأسباب، الأول تعهد أخلاقي تجاه عائلة الأسد الأب والابن بسبب موقف حافظ الأسد من الحرب العراقية الإيرانية الذي وقف بجانب طهران، كما أن الأسد الابن (بشار) لم يقبل أن يبيع إيران وحزب الله بالأموال التي قدمتها له دول عربية، ورفض كل الاقتراحات والإغراءات في هذا المجال، حسب زعم الصحيفة.
أما عن السبب الآخر وراء وقوف إيران بجانب النظام السوري السابق، فقالت الصحيفة إن "وجود خط اتصال بحزب الله عبر سوريا كان السبب في مساندة إيران للنظام السوري، فلبنان ليس له طريق بري بالعالم وإيران إلا عبر سوريا، لكن مع ذلك فإن طهران ستجد طريقا لدعم حزب الله كما وجدت قبل ذلك طريقا لدعم الحوثيين والفصائل الفلسطينية في غزة".