صحف إيران:

مخططات إسقاط النظام.. و"قطع يد" طهران في المنطقة.. وانهيار العملة الإيرانية

حذر عدد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر (كانون الأول) مما سمته "الخطط والمؤامرات التي تحاك ضد إيران بعد التخلص من النظام السوري".

صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إن على المسؤولين في إيران أن يفكروا بحال الشعب الإيراني ووضعه المعيشي، لأن هناك خططا بدأ الأعداء يعملون عليها واستغلال الاستياء وعدم الرضا الشعبي تجاه الوضع القائم في إيران.

وشددت الصحيفة على ضرورة تجنب سيناريو سوريا في إيران، وقالت إن المشكلات الاقتصادية- بجانب باقي العوامل- كانت السبب في سقوط نظام بشار الأسد.

صحيفة "هم ميهن" رأت أنه من الضروري حدوث إجماع لدى صناع القرار في إيران على أهمية التفاوض مع الغرب من أجل رفع العقوبات عن إيران، لأن الطريق الوحيد لتحسين الوضع الاقتصادي يكمن في انفتاح دبلوماسي إيراني على العالم.

في المقابل حذرت بعض الصحف الأصولية من مخاطر المفاوضات والحوار مع الغرب، وقالت صحيفة "آكاه" إن الدول الغربية بدأت تنصب "فخ المفاوضات" لطهران، وتحاول بعض الأطراف الداخلية الضغط على الحكومة للذهاب في هذا "المنحدر"، رغم التجارب الفاشلة السابقة.

فيما أشارت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى تهديد الأطراف الغربية بتفعيل "آلية الزناد"، قائلة إن هذه التهديدات أصبحت "فارغة"، زاعمة أن تفعيل هذه الآلية لن يؤدي إلى خلق ضغوط جديدة على إيران، لأن هذه الدول فرضت كل ما تستطيع من عقوبات وقيود على طهران.

وفي شأن اقتصادي آخر تناولت بعض الصحف أزمة انهيار التومان الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تراجع أمام الدولار إلى 76 ألف تومان لكل دولار أميركي واحد أمس الاثنين، وتخطى 77 ألف تومان اليوم الثلاثاء، وسط تحذيرات الخبراء من تفاقم وضع العملة الإيرانية، في ظل المخاوف من انعكاسات عودة ترامب على الوضع الاقتصادي في إيران، وكذلك بعد التطورات الأخيرة في المنطقة وتحديدا في سوريا، وسقوط حليف طهران التقليدي بشار الأسد.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"اعتماد": ترامب وسياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران

قالت صحيفة "اعتماد" إنه ومع اقتراب بدء الدورة الثانية لرئاسة دونالد ترامب ازدادت التكهنات حول سياساته تجاه طهران، حيث يرى بعض الخبراء أن الرئيس الأميركي المنتخب سيعود مباشرة إلى سياسة "الضغط الأقصى" لإجبار إيران على قبول شروط واشنطن، والتوصل لاتفاق شامل للعديد من الملفات، وليس الملف النووي وحده.

الكاتب والمحلل السياسي حسن بهشتي بور قال للصحيفة إن دونالد ترامب سيعتمد على سياسة "الضغط الأقصى" التي تهدف إلى إسقاط النظام، وليس تغيير سلوكه فقط كما يقول البعض.

وأوضح الكاتب أن دونالد ترامب ومن حوله خططوا لخلق حالة من الاستياء والغضب الشعبي لتغيير شكل الحكم في إيران، دون الحاجة إلى إنفاق مليارات الدولارات كما حصل في أفغانستان والعراق.

ونوه الكاتب إلى أن "إدارة ترامب هذه المرة قد تركز على حلفاء إيران في المنطقة، إذ قطعوا يد طهران في غزة ولبنان وسوريا وحان الدور الآن في العراق، حيث سيضغط ترامب وإدارته على بغداد لقطع يد إيران عن الحركة والنشاط في الأراضي العراقية".

وعن السياسة التي يجب على إيران أن تعتمدها، قال بهشتي بور إن على طهران أن تسكت الأصوات المتطرفة في الداخل، والتي تؤكد أن الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية حتمية ولا مفر منها، وتعتمد في المقابل على أسلوب الحوار والدبلوماسية، معتقدا أنه لا يزال الوقت متاحا لهذا الخيار رغم كل التعقيدات.

"دنياي اقتصادي": 4 عوامل وراء انهيار التومان الإيراني

في تقرير لها حول أسباب انهيار التومان الإيراني في الأيام الأخيرة مقابل الدولار والعملات الصعبة، ذكرت صحيفة "دنياي اقتصاد" 4 عوامل رئيسية تكمن وراء هذا الانهيار التاريخي.

الصحيفة قسمت هذه العوامل إلى قسمين: سياسي واقتصادي، فعلى الصعيد السياسي قالت إن اقتراب موعد تسلم دونالد ترامب لمنصبه في البيت الأبيض ترك العديد من المخاوف في الأسواق الإيرانية، ما خلق إقبالا كبيرًا من الإيرانيين على ادخار الدولار والتخلص من التومان الإيراني، خوفا من الخسارة.

كما ذكرت الصحيفة سقوط النظام السوري باعتباره أحد أهم حلفاء إيران في المنطقة كعامل سياسي آخر في تدهور حالة التومان الإيراني.

وعلى الصعيد الاقتصادي ذكرت الصحيفة أن اعتماد السياسات المالية المتساهلة في طباعة النقود بالتزامن مع فرض العقوبات أدى إلى زيادة مفرطة في حجم السيولة، وبالتالي زيادة التضخم وفقدان التومان لقيمته الحقيقية.

وختمت الصحيفة بالقول إن هذا الارتفاع في التضخم دفع بالعديد من الإيرانيين إلى اللجوء لعملات آمنة أو الذهب، ما ساهم في زيادة انهيار قيمة العملة الإيرانية المحلية.

"جمهوري إسلامي": هناك خطط يقوم بها الأعداء ضد إيران بعد الانتهاء من سوريا

قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن الوضع الاقتصادي السيئ هو العامل الأكبر في تسهيل سيطرة القوى الكبرى على الدول والبلدان الفقيرة، وإيران اليوم تعيش وضعا سيئا من الناحية الاقتصادية، ما يزيد من مخاطر السقوط والانهيار.

وأضافت الصحيفة: على المسؤولين وصناع القرار أن تكون لديهم رؤية وإجراءات مهمة وحاسمة وسريعة من أجل الحفاظ على النظام، والعمل بكل ما في وسعهم لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين.

وتابعت "جمهوري إسلامي": على المسؤولين أيضا أن يدركوا أن معظم الإيرانيين اليوم غير راضين عن الوضع المعيشي والاقتصادي، وهذا قد يخلق الفرصة المناسبة للأعداء الذين لديهم خطط ضد إيران لاستغلال هذا الوضع الاقتصدي السيئ للسعي لإسقاط النظام في طهران أيضا، بعد أن أسقطوا النظام السوري، مستغلين الوضع الاقتصادي السيئ هناك، حسب الصحيفة.