إعلام إيران يشن هجوما على أنقرة.. وصحيفة المرشد: مغامرات أردوغان في سوريا ستدمر تركيا

دخلت إيران وتركيا في أزمة بعد سقوط نظام بشار الأسد، وطهرت دلائل هذا التصعيد في تصريحات بعض المسؤولين ووسائل الإعلام المؤيدة للنظام في طهران.

وفي عدد اليوم الاثنين 16 ديسمبر (كانون الأول)، قالت صحيفة "كيهان"، إن الرئيس رجب طيب أردوغان دخل في "مقامرة خطيرة" بسوريا.

الصحيفة، التي يديرها حسين شريعتمداري ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، نشرت مقالاً بعنوان: "هذا الجار لم يعد موثوقاً به"، وقالت إن تركيا تحت قيادة أردوغان، منذ اندلاع الاحتجاجات والحرب الأهلية في سوريا عام 2012، كانت "الفاعل الرئيس في الأزمة" السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هدف الرئيس التركي هو "إحياء الخلافة العثمانية"، مضيفة: "أردوغان نسي أنه إذا كان من المفترض أن يتم تقسيم جغرافيا المنطقة وفقاً لسيادة الدول في القرن الماضي، فإن العديد من المناطق ستشهد تغييرات، وهناك العديد من الأطراف التي لن تترك لتركيا وأردوغان مكانا في هذا السياق".

وعلى الرغم من أن المسؤولين الأتراك نفوا رسمياً التدخل في سقوط حكومة الأسد، فإن المصالح السياسية والاقتصادية الكبيرة لأنقرة تشير إلى تأثير حكومة أردوغان في الأحداث الأخيرة بسوريا.

صحيفة "كيهان"، أشارت إلى ما سمته "غطرسة أردوغان الكاذبة" وانتصاره في إسقاط نظام الأسد، وقالت: "يجب أن تعلم تركيا أنها ما زالت في بداية الطريق، وأن العواقب طويلة المدى للمقامرة التي بدأت اليوم وطالت سوريا، قد تكون في المستقبل القريب مدمرة بالنسبة لنظام أردوغان كما كانت بالنسبة لبشار الأسد".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة لحكمه من أن تركيا كانت تدعم بنشاط هجوم المعارضة للإطاحة به. وقال وزير خارجية إيران عباس عراقجي للأسد إنه سيبحث هذا الموضوع مع أنقرة.

وفي 8 ديسمبر (كانون الأول)، وبعد 11 يوماً من بدء الهجمات من الجماعات المسلحة المعارضة، سقط نظام بشار الأسد، وأعلن المعارضون السيطرة على العاصمة السورية دمشق.

وخلال الأسبوع الماضي، خصص العديد من وسائل الإعلام الإيرانية العناوين الرئيسية لدور أردوغان في تغيير نظام سوريا، مما جذب انتباه الناشطين السياسيين والمستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.

على سبيل المثال، نشر الصحافي التركي أوغوز آكار صوراً من الصفحات الأولى لصحيفتي "شرق" بعنوان "رجب وحلم العثمانية الجديدة"، و"فرهيختكان" بصورة لأردوغان وكمال أتاتورك، بعنوان: "السلطان والراعي"، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار آكار إلى المقال الذي نشرته "فرهيختكان" قائلاً: "منذ تحرير سوريا، صار اسم رئيس تركيا أردوغان يتصدر الأخبار والعناوين في الصحف الإيرانية. وكل عنوان يحتوي على إهانات مختلفة. ولأول مرة، تم ذكر اسم أتاتورك في أحد هذه العناوين".

ومنذ بدء هجمات "هيئة تحرير الشام"، أكد العديد من وسائل الإعلام والمحللين أن الهجوم على نظام حزب البعث السوري بدأ بـ"دعم وضوء أخضر من تركيا".

وفي تقرير لوكالة "رويترز"، ذكرت أن الصراع العسكري الإسرائيلي في لبنان ضد حزب الله جعل إيران في صراع شديد لدعم نظام الأسد، بينما تشتت انتباه روسيا عن سوريا.

من جهة أخرى، وبعد فشل محاولة أردوغان للتعامل مع حكومة سوريا، قدم المعارضون للأسد خططهم إلى أنقرة لإسقاطه، مؤكدين: "ليس عليكم القيام بشيء، فقط لا تتدخلوا".

وفي تصريحات له في 13 ديسمبر (كانون الأول)، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تركيا أبلغت روسيا وإيران بأنها لن تدخل في المعادلات العسكرية في سوريا.

وفي 11 ديسمبر، أكد خامنئي في خطابه حول التطورات السورية أن "دولة جارة لسوريا" لعبت وتلعب دوراً واضحاً في التطورات هناك، مشيراً إلى تركيا دون أن يذكر اسمها.