التفاوض مع ترامب.. والعلاقة بالنظام الجديد في دمشق.. وأموال إيران لدى سوريا
سلطت الصحف الإصلاحية اليوم الاثنين 16 ديسمبر (كانون الأول) الضوء، بشكل واسع، على موضوع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في رئاسة ترامب القادمة، مؤكدة أن الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب مستعد للغاية لإجراء مفاوضات شاملة مع طهران.
وكتبت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية أن لترامب شروطا لكي يدخل في مفاوضات مع إيران وعلى رأس هذه الشروط أن يكون الاتفاق المقبل شاملا لدور إيران الإقليمي بالإضافة إلى نشاطها النووي.
وذكرت صحيفة "إسكناس" الأصولية أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أصبح يسلك خيار التهديد والتخويف في التعامل مع إيران وإجبارها على تنفيذ السياسات التي يريدها الغرب في الملف النووي وغيره من الملفات.
وأشارت الصحيفة إلى تهديد الدول الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد" (العودة للعقوبات الأممية)، وذكرت أن الغرب سابقا كان يستخدم سياسة "العصا والجزرة" لكنه اليوم بات يعتمد على العصا فقط لدفع طهران إلى السياسات التي يرغب فيها.
وعلى صعيد الملف السوري والتطورات الجديدة دعت صحيفة "اعتماد" النظام الإيراني إلى التعامل مع النظام الجديد في سوريا من أجل مصلحة إيران وشعبها.
وأوضحت الصحيفة أن صفحة جديدة فتحت في سوريا كما قالت إن هيئة تحرير الشام التي بسطت سيطرتها على سوريا شهدت تحولا في مسارها الفكري والسياسي ما يجعل التوصل إلى اتفاق وبناء علاقة بينها وبين إيران أمرا ممكنا.
ونشرت صحيفة "ستاره صبح" تصريحا لرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام السابق هاشمي رفسنجاني أثناء اندلاع ثورات الربيع العربي وامتدادها إلى سوريا. حيث انتقد، حسب الصحيفة، القمع الذي مارسه النظام السوري السابق ضد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت من درعا وامتدت إلى المدن والمحافظات الأخرى.
وقالت الصحيفة إن رفسنجاني أشار إلى استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه وقال إن استخدام الأسلحة الكيماوية هو نتيجة للتطرف أو الاستبداد من الحاكم السياسي والذي أدى إلى مقتل مئات السوريين بهذه المواد السامة والمحرمة دوليا.
والآن إلى المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"اعتماد": تغيير الوضع الحالي في سوريا غير وارد وعلى إيران التعامل مع الحكام الجدد
في كلام يشبه أن يكون ردا على كلام خامنئي الذي زعم قبل أيام أن الأوضاع في سوريا لن تبقى كذلك وأن "شباب سوريا" سيعيدون المناطق التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة إلى سلطة النظام مرة أخرى، قال المحلل السياسي شعيب بهمني في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إن على إيران أن تكون واقعية في تعاملها مع التطورات الجديدة في سوريا.
وذكر الكاتب أن تغيير الوضع الحالي في سوريا غير وارد ولا يمكن تحقيقه بسهولة، لأسباب كثيرة، مثل انهيار هيكل النظام السابق والحجم الواسع للرفض الشعبي لحكومة بشار الأسد ودور الأطراف الخارجية في المشهد السياسي الجديد.
وأضاف بهمني: "على إيران قبول الواقع الجديد في سوريا. إن التعامل مع الجماعات والأطراف التي وصلت إلى السلطة هناك يعد استراتيجية واقعية يجب أن تسلكها إيران دون تردد".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد قال بعد يومين من سقوط بشار الأسد إن الوضع لن يبقى كذلك، متوعدا باستعادة سوريا من المعارضة وتغيير المشهد لصالح "محور المقاومة" الذي زعم أنه لم يضعف بسقوط النظام السوري.
"جهان صنعت": يجب مطالبة دمشق الجديدة بإعادة أموال إيران التي أنفقتها في سوريا
صحيفة "جهان صنعت" نشرت كلاما لرئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، حول ديون إيران لدى النظام السوري المخلوع وضرورة أن تطالب طهران الحكومة الجديدة في سوريا بإعادة أموال إيران ومستحقاتها هناك.
وقال فلاحت بيشه إنه من الممكن لطهران أن تحصل على هذه الأموال كون مجلس الشعب السوري السابق قد حدد هذه الأموال وأيدها ولذا تصبح الحكومة الجديدة في سوريا ملزمة قانونيا بإعادة الأموال الإيرانية، وأمام طهران طرق قانونية ودولية للمطالبة بحقوقها.
وذكر فلاحت بيشه أن إيران هي البلد الوحيد الذي قام بمشاريع إعمار في سوريا في السنوات الماضية مشددا على ضرورة أن تدرج إعادة الأموال الإيرانية ضمن أي مفاوضات مع الحكومة الجديدة في سوريا كون النظام السوري السابق قد حدد نسبة ديون طهران وآلية استرجاعها.
"آرمان أمروز": إشكاليات الوجود الاستشاري العسكري لإيران في سوريا
في مقاله بصحيفة "آرمان امروز" تناول الكاتب والخبير في الشؤون الاجتماعية علي ميزرا محمدي فكرة "الوجود الاستشاري العسكري" في الدول الأخرى، وقال إن هذا المصطلح هو مصطلح حديث في السياسة الإيرانية وظهر للعلن بشكل كبير أثناء الحرب السورية حيث تصف إيران وجودها العسكري هناك بالوجود الاستشاري وذلك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية في دمشق.
وذكر الكاتب أن فكرة الوجود الاستشاري يجب أن تسبقها العديد من الإجراءات قبل أن تقوم السلطات بتفعيل هذه الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع لكي لا تحدث نتائج عكسية وآثار سلبية، في إشارة إلى ما حل بالنظام السوري وتبعات الوجود العسكري (الاستشاري) لإيران في سوريا.
وأكد الكاتب أن أول إجراء كان ينبغي لإيران أن تقوم به في هذا الخصوص هو أن يكون لها تحليل جامع للحالة الاجتماعية والثقافية لسوريا حيث أغفلت طهران هذه الحالة وأرسلت قواتها تحت اسم الوجود الاستشاري لقادتها العسكريين وتحملت التبعات الاقتصادية والحقوقية اليوم في التعامل مع النظام السوري الجديد.
وأضاف: "الإجراء الآخر الذي ينبغي القيام به قبل أي تطبيق للوجود الاستشاري للعسكريين في بلد آخر هو دراسة المكاسب والأضرار التي قد تنجم عن هذا الوجود".
كما شدد الكاتب على أنه كان يجب على النظام في إيران أن يعرف مدى مشروعية السلطة التي دعتها بغض النظر عن قانونيتها وكونها معترفا بها دوليا، فالنظام في سوريا لم يكن يحظى بشعبية بين شعبه وهذا ما لم تهتم به طهران في ذلك الحين.
وآخر إجراء كان على إيران أن تقوم به، حسب الكاتب، هو أن تكون هناك ضمانات لتنفيذ الاتفاق بين البلدين حتى في حال سقط النظام في سوريا، وهذا أيضا كان غائبا في نشاط طهران العسكري حيث لم تضع في الحسبان سقوط نظام الأسد وذهاب جهودها العسكرية وإنفاقها الاقتصادي هناك.