الترويكا الأوروبية: نشعر بقلق بالغ إزاء زيادة تخصيب اليورانيوم في إيران

أعربت الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) عن "قلقها البالغ" بشأن زيادة قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، مطالبة طهران بوقف أعمالها في هذا المجال.

وأدانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا التحركات الأخيرة التي اتخذتها إيران لزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب بشكل كبير إلى 60٪ في منشأة "فوردو" للتخصيب تحت الأرض.

وقال رافائيل غروسي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ"رويترز"، يوم الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول)، إن إيران تزيد بشكل كبير طاقتها الإنتاجية من اليورانيوم عالي التخصيب، وتقترب من العتبة المطلوبة لصنع قنبلة ذرية.

وقدر غروسي أن كمية اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% التي تمتلكها إيران الآن، إذا تم تخصيبها إلى 90%، ستكون كافية لإنتاج أربع قنابل ذرية.

وجاء في بيان مشترك جديد للدول الأوروبية الثلاث: "نحن قلقون للغاية أيضا من أن إيران زادت قدراتها في التخصيب، وزادت عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها".

وشددت هذه الدول، التي هي من الموقعين على الاتفاق النووي مع إيران المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، على أن تصرفات طهران دمرت الاتفاق ولم يعد لاحتياطيات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب "أي مبرر مدني صالح".

وجاء في بيان حكومات لندن وباريس وبرلين: "ندعو إيران إلى إلغاء هذه الإجراءات والتوقف الفوري عن تصعيد التوترات النووية".

وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا أنه قبل هذا الشهر، أنتجت طهران نحو 5 إلى 7 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، لكن هذه الكمية زادت الآن بشكل كبير.

وردا على سؤال حول كم سيكون إنتاج إيران الشهري من اليورانيوم عند تخصيب يصل إلى 60 بالمائة أكثر من 5 إلى 7 كيلوغرامات، قال غروسي لوكالة "رويترز" للأنباء: "ربما سبع أو ثماني مرات، أو حتى أكثر".

يذكر أن تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60% يعد قريبا جدًا من الناحية الفنية من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90% المطلوب لإنتاج قنبلة ذرية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران، وبينما كانت هناك أنباء عن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع محمد إسلامي، رئيس الوكالة الذرية الإيرانية: "الهجوم على المنشآت النووية غير القانونية أمر لا ينبغي القيام به".

ووفقا لأحدث تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أبلغت طهران الوكالة بأنها تخطط لتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأتي "فوردو" و"نطنز" النوويتين.

ووافق مجلس محافظي الوكالة الذرية، بناء على اقتراح بريطانيا وفرنسا وألمانيا، على قرار ضد البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي أثار غضب طهران.

ويؤكد هذا القرار على ضرورة تعاون طهران الفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويطلب من غروسي إعداد تقرير شامل عن التقدم المحرز في البرنامج النووي الإيراني.

وقد تسارع برنامج طهران النووي منذ ذلك الحين، ورغم إنكار الحكومة الإيرانية رغبتها في الحصول على قنبلة ذرية، إلا أنها هددت مؤخراً، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، بتغيير عقيدتها النووية.

وبحسب تقرير الوكالة، فقد زادت إيران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم.

وصف جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، احتمال حصول إيران على أسلحة نووية بأنه "أمر فظيع"، وقال إن هذه ربما تكون الفرصة الأخيرة للمجتمع الدولي لمنع حدوث مثل هذا الحدث.

ومنذ تنصيب الرئيس الإيراني المقرب من الإصلاحيين مسعود بزشكيان، أبدت طهران رغبتها في استئناف المفاوضات من أجل إحياء الاتفاق النووي.