جهود طهران في سوريا "تبخرت".. وبشار لم يستمع لنصائح خامنئي.. والابتعاد عن روسيا
"سقوط الأسد" و"الشام بلا أسد" و"أسباب السقوط"، و"نهاية مأساوية لبشار الأسد"، هذه وغيرها كانت العناوين البارزة في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 9 ديسمبر (كانون الأول).
صحف أخرى ذكرت أن المرشد الإيراني علي خامنئي كان قد حذر بشار الأسد قبل خمسة أشهر من خطورة موقفه الحالي، لكن الأسد لم يصغ لهذه التحذيرات والتوصيات، وكتبت صحيفة "همشهري" الأصولية وعنونت في المانشيت: "الوصايا التي لم تسمع".
سوريا ومصير الأموال والضحايا الذين قدمتهم إيران من أجل الحفاظ على بشار الأسد ونظامه كان موضوعا آخر في الصحف اليومية في إيران.
وحاولت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، الإجابة على هذه الأسئلة التي تطرح كثيرا اليوم من قبل العديد من الإيرانيين، سواء من قبل المواطنين العاديين أو حتى من قبل النخب والمسؤولين والنواب السابقين، الذين كانت لهم مواقف منتقدة لانخراط إيران في الحرب الأهلية في سوريا.
وفي تبريرها لهذا الحضور والإنفاق الإيراني الكبير في سوريا، قالت الصحيفة إن إيران أساسا لم تكن في سوريا من أجل بشار الأسد، بل من أجل القيم والمبادئ السامية، وقد تحققت جميع الأهداف من الحضور الإيراني في سوريا، حسب ما ورد في الصحيفة.
وأضافت "جوان": "مع ذلك ينبغي القول إن بشار الأسد قدم خدمات كثيرة لم يقدمها أحد لإيران، فقد فتح الطريق أمام طهران لدعم محور المقاومة، كما أنه وقف في وجه إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لربع قرن".
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية دعت النظام وصناع القرار إلى الإجابة عن أسئلة واضحة وصريحة يرددها كثير من الإيرانيين، وهي: "أين كان الخطأ بالتحديد؟ وما هو حجم الإنفاق الذي قامت به إيران في سوريا؟ وماذا سيكون مصير ذلك؟".
ونوهت الصحيفة إلى أن جميع ما أنفقته إيران في سوريا على الصعيد العسكري والاقتصادي والسياسي طوال هذه الأعوام "تبخر" في غضون أسبوع واحد.
كما انتقدت الصحيفة صمت المسؤولين الإيرانيين هذه الأيام، وقالت: لو كنتم قد سمعتم انتقادات معارضي الحضور الإيراني في سوريا لما وصلتم إلى هذه الحالة، لكنكم اكتفيتم بسماع أصوات مؤيديكم "قليلي الفهم".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": العملاء داخل النظام السوري كانوا يعملون لتنفيذ أجندة الأعداء
قال حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، إن النظام السوري وجيشه كان غاصا بالعمالة والخونة الذين ينفذون أجندة إسرائيل، كما اتهم بشار الأسد بأنه كان يعقد الأمل على الوعود الخارجية.
وعن أسباب سقوط الرئيس السوري، قالت الصحيفة إن المستشارين الإيرانيين عندما ذهبوا إلى سوريا لمواجهة "الاضطرابات" لاحظوا ضعف أداء الجيش النظامي، فأوصوا بشار بتسليح المواطنين العاديين لمواجهة هذه الأحداث، وقد نجح ذلك سابقا، لكن هذه المرة غاب الحضور الشعبي في دعم النظام، وبقي معتمدا على جيشه الضعيف.
وأضافت "كيهان" أن الثقة بالوعود والإغراءات التي قدمتها الدول الأخرى هي أحد الأسباب الأخرى وراء سقوط النظام السوري، موضحة أن النظام السوري كان يواجه أزمة اقتصادية طاحنة، ولم تكن الرواتب تكفي لتلبية حاجات المواطنين، وفي مثل هذه الحالة أعطت بعض الدول المعروفة بنقضها للعهود والوعود مقترحات وإغراءات جعلت النظام في سوريا يعول عليها، ثم تبين أنها وعود فارغة، وكانت من أجل أن تفاقم الوضع على النظام وقيادته.
"جوان": الإصلاحيون يضخمون الأحداث في سوريا لتبرم إيران اتفاقا مع الغرب
قالت صحيفة "جوان"، الأصولية والمعروفة بولائها للحرس الثوري، إن التيار الإصلاحي بدأ يستغل ما يجري في سوريا للضغط على الحكومة والمسؤولين في إيران لإبرام اتفاق جديد مع الغرب، وذلك من خلال تضخيم الأحداث في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن هؤلاء الإصلاحيين يريدون من النظام الآن أن يبرم اتفاقا حول "الأوضاع الإقليمية"، متجاهلين حجم الغدر الذي مورس على طهران في الاتفاق النووي.
كما حذرت الصحيفة من مغبة الخوف من الولايات المتحدة الأميركية، وقالت إن كثيرا من القادة أمثال مصدق في إيران وحسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وعمر البشير سقطوا كونهم كانوا خائفين من أميركا، ووثقوا بوعودها التي قدمتها لهم.
"جمهوري إسلامي": على إيران أن تنظم سياساتها الخارجية دون الاعتماد على روسيا
زعمت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن إسرائيل أصبحت الآن هي الحاكم الفعلي في سوريا، وهي تخطط ليكون العراق محكوما من قبلها في المرحلة القادمة، واصفة الجماعات المسلحة في سوريا بـ"التكفيرية" و"الإرهابية".
وأضافت الصحيفة أن هزيمة بشار الأسد ليست شيئا يدعو للقلق، لكن انتصار الكيان الصهيوني هو ما يدع إلى القلق والتخوف، حسب تعبير الصحيفة.
كما شددت الصحيفة على ضرورة أن لا تعول إيران كثيرا على روسيا بعد تخلي هذه الأخيرة عن بشار الأسد رغم أهميته العسكرية لها، وكتبت: "على إيران أن تنظم سياساتها الخارجية دون الاعتماد على روسيا".
وأضافت: "على المسؤولين الإيرانيين أن يدركوا أن الظروف الجديدة في سوريا ستعزز خطط إسرائيل ضد إيران، وأن الإسرائيليين سيسعون لتحقيق شعار من "النيل إلى الفرات"، ويصبحون جيرانا لإيران"، حسب ما ذكرت الصحيفة.