ناشطون إيرانيون.. تعليقًا على سقوط الأسد: مصير مشابه ينتظر خامنئي

أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ردود فعل واسعة بين المستخدمين الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أشار العديد من الشخصيات السياسية والمحللين إلى أن مصير الأنظمة الديكتاتورية، بما في ذلك النظام الإيراني ومرشده، علي خامنئي، هو الانضمام إلى "مزبلة التاريخ".

وقال الناشط السياسي المعارض للنظام الإيراني، أمير اعتمادي، عبر حسابه على منصة "إكس": "إن بشار الأسد المجرم ونظامه انضما إلى مزبلة التاريخ"، مضيفًا أن "خامنئي ونظامه سيواجهان المصير ذاته".

وأشار الناشط الإيراني البارز في حركة "المطالبة بالعدالة"، حامد إسماعيليون، إلى أن بشار الأسد "ارتكب الجرائم لسنوات طويلة" وقتل "مئات الآلاف من السوريين".

وقال: "إن النظام الإيراني دعّم الأسد ووالده المجرم لعقود طويلة، وأنفق مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني لإبقائه في السلطة، وشارك في جرائمه بمساعدة شخصيات نافذة، مثل قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري، قاسم سليماني". وأضاف أن "سقوط الأسد يمثل بداية سلسلة من الأحداث التي ستؤدي إلى سقوط النظام الإيراني"، متمنيًا أن يُحاكم الأسد أمام شعبه يومًا ما.

واستخدم عدد من المستخدمين الفكاهة والسخرية في التعبير عن ردود فعلهم؛ حيث نشر لاعب كرة القدم الإيراني الشهير والمعارض للنظام، علي كريمي، صورة لزينب، ابنة قاسم سليماني، وسخر قائلاً: "العم بشار رحل أيضًا! اذكروا أسماء الأعمام الباقين لزينب".

وعلقت الصحافية الإيرانية، هدية كيميائي، قائلة: إن سقوط الأسد أدى إلى "صدى نداء الحرية في دمشق"، مشيرة إلى أن "حماس وحزب الله وسوريا وروسيا قد انتهوا، ولم يتبقَ سوى علي خامنئي ومن حوله".

كما عبر السجناء السياسيون في إيران عن فرحتهم، ووفقًا لقول سعيد أفكاري، فإن شقيقه المسجون، وحيد أفكاري، كان سعيدًا للغاية بسقوط نظام الأسد لدرجة أن "الابتسامة لم تفارق وجهه طوال اللقاء". يُذكر أن وحيد أفكاري محتجز في الحبس الانفرادي منذ أكثر من 1556 يومًا.

أصغر سهبري، الناشط المدني وشقيق السجينين السياسيين: محمد سهبري وفاطمة سهبري، دعا المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحق بشار الأسد، مشيرًا إلى أن سقوطه فرصة لتحقيق العدالة.

وأبدت الصحافية مولود حاجي زاده، دهشتها من الصور والأخبار القادمة من السجون السورية، حيث أُطلق سراح سجناء كانوا مفقودين منذ سنوات أو يُعتقد أنهم قُتلوا. وأضافت: "عندما يسقط خامنئي، سنشهد أشياء مروعة من سجون النظام الإيراني".

وأشارت الناشطة الحقوقية، آتنا دائمي، إلى إطلاق سراح "آلاف السجناء" من السجون السورية بعد سقوط الأسد. وقالت إن الأسد "قتل الآلاف، واحتجز معارضيه لسنوات طويلة، وأجبر ملايين السوريين على النزوح، لكنه سقط في النهاية كما سقط غيره من الطغاة".

دائمي، التي قضت سنوات في سجون النظام الإيراني، قالت إنها "شاهدت بفارغ الصبر لحظات فتح أبواب السجون في سوريا"، وأضافت: "بلا شك، سنحتفل قريبًا بسقوط النظام الإيراني ومحاكمة خامنئي وجميع المسؤولين عن جرائم هذا النظام، وسيصبح حلم الحرية حقيقة".

وقال الصحافي والمحلل السياسي الإيراني، نجات بهرامي: "إن الأنظمة القمعية تصبح أكثر هشاشة عند تعرضها للفشل الخارجي"، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني الآن "نظام مهزوم ومنهار بلا أي شرعية". ودعا إلى ثورة وطنية تهدف إلى تحقيق الحرية والمساواة لكل المواطنين الإيرانيين، لتجنب السيناريوهات المدمرة، مثلما حدث في سوريا أو ليبيا أو العراق.

وأكد أيضًا: "لا ينبغي أن ننسى أن سقوط الأنظمة وإزالة التماثيل يمكن أن يؤدي إلى الفوضى والحرب الأهلية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. طبيعة إيران تختلف عن سوريا، ويجب على الجميع الحذر من أن المشاريع السياسية والجهات التي تتلقى الدعم المالي من الخارج لا توجه العقول نحو نماذج خطيرة. يجب علينا أن نحارب النظام الإيراني، وفي الوقت ذاته نحمي وحدة بلدنا".

ووصف حسين رونقي، الناشط السياسي الإيراني، بشار الأسد بـ "الديكتاتور الدموي والسفاح" في سوريا، واعتبر سقوطه "درسًا كبيرًا لكل الأنظمة الاستبدادية".

وأضاف: "لقد ضحى نظام طهران، خلال العقود الماضية، بإيران ومواردها المالية تحت ذريعة الدفاع عن الحرم، من أجل دعم هذا الديكتاتور. عشرات المليارات من الدولارات من الثروة الوطنية الإيرانية، التي كان يمكن استخدامها لتطوير البنية التحتية وتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب، أُهدرت في بناء التحالفات الطائفية وإشعال الحروب ودعم الجرائم، التي ارتكبها نظام لا علاقة له بالمصالح الوطنية لإيران".

وشدد رونقي على أن: "التاريخ أظهر أن مصير جميع الديكتاتوريين هو السقوط. وكما سقط بشار الأسد، فإن النظام الإيراني أيضًا لن يتمكن من الهرب من هذا المصير المحتوم. لا توجد أي قوة، وخاصة قوة نظام غير شرعي، قادرة على الصمود أمام إرادة ووحدة شعب دما. اليوم الذي يستعيد فيه الشعب الإيراني مجده وحريته أقرب مما يُتصور. هذا الحدث لن يكون فقط نهاية للاستبداد في المنطقة، بل يبشر بالحرية واستعادة السلطة الحقيقية للشعب الإيراني".

واستعاد مغني الراب المعارض للنظام الإيراني، حامد فرد، جزءًا من إحدى أغانيه السابقة، التي يقول فيها: "أقسم بنحيب الأمهات ودموعهن، ستدفع الثمن يا بشار الأسد". وكتب: في عام 2012 عندما كنت أكتب كلمات أغنية "المعركة من أجل حمص" في غرفتي الصغيرة بمنزلنا في رشت، كنت مؤمنًا بأن سقوط الأسد قريب.
وأضاف: "في ذلك الوقت، بقي نظام الأسد شبه الميت على قيد الحياة بتنفس صناعي قدمته طهران وروسيا، لكنه في النهاية اليوم، أُلقي بنظامه الدموي في مزبلة التاريخ".

وعلق المعارض الإيراني، عبدالله موسولجي، الذي نشر مؤخرًا صورة لرفع علم إسرائيل بجانب برج "آزادي" في طهران، على سقوط الأسد، قائلاً: "حماس سقطت خلال عام، حزب الله في شهر، بشار الأسد خلال أسبوع، والنظام الإيراني سيسقط في يوم واحد!".

وأشار الصحافي الإيراني، شهرام رفيع زاده، إلى صورة لعشاء جمع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أحد مطاعم دمشق الأسبوع الماضي، وسخر قائلاً: "من زيارة عراقجي وإعلان الدعم الكامل للأسد، وتناول ذلك العشاء المشؤوم في دمشق، إلى سقوط الأسد وتدمير صور نصر الله وسليماني على مدخل السفارة الإيرانية في العاصمة السورية، كل ذلك حدث خلال أسبوع واحد فقط".

والجدير بالذكر أنه في ظل التقدم السريع والسلس لقوات المعارضة السورية المسلحة لنظام بشار الأسد، تمكنت هذه الجماعات، بعد السيطرة على مدن حمص ودير الزور ودرعا، يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، من دخول العاصمة دمشق، دون أي مقاومة تُذكر من القوات الحكومية.