مصدر دبلوماسي لـ"إيران إنترناشيونال": الأسد يتقرب من أميركا.. "لإخراج إيران من سوريا"
صرّح مصدر دبلوماسي لـ"إيران إنترناشيونال" بأن بشار الأسد يسعى للابتعاد عن محور "إيران- روسيا" والتقرب من الولايات المتحدة، بهدف إنهاء الوجود الإيراني في سوريا بشكل كامل.
وأكد المصدر الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الأسد توصّل إلى قناعة بعد التطورات الأخيرة بأن روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على إبقائه في السلطة، ولذلك يسعى إلى التقرب من الولايات المتحدة مع محاولة الاحتفاظ بدعم روسيا عبر الحفاظ على قواعدها في سوريا، بينما يعتزم إنهاء النفوذ الإيراني بالكامل.
وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة طلبت من الأسد، خلال الأيام الأخيرة، إنهاء وجود روسيا وإيران في سوريا. كما أشار إلى أن تقارير سابقة ذكرت أن واشنطن عرضت على الأسد الابتعاد عن إيران، بما في ذلك تقارير لوكالة "رويترز" حول اتصالات بين الولايات المتحدة والإمارات مع دمشق، بهدف تأكيد قطع الطرق المستخدمة لنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا.
وكانت إسرائيل قد طالبت أيضاً بوقف شحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله من الأراضي السورية. وفي ظل عجز القوات الإيرانية عن مواجهة الهجوم الواسع من قبل المسلحين المعارضين للأسد، ظهرت تقارير عن انسحاب تلك القوات من سوريا.
ووفقاً لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، بدأت إيران يوم أمس الجمعة سحب قادتها العسكريين وقواتها من سوريا، بالإضافة إلى طاقم سفارتها في دمشق. وكانت الولايات المتحدة قد دعت سابقاً إلى انسحاب إيران من سوريا، حيث صرّح وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو عام 2020 قائلاً: "لقد أوضحنا بشكل جلي للنظام السوري والروس أن على الإيرانيين المغادرة."
وفي سياق متصل، قُتل محمد رضا زاهدي، قائد القوات الإيرانية في سوريا ولبنان، يوم 2 أبريل (نيسان) الماضي، إلى جانب عدد من أفراد فيلق القدس وأحد أعضاء حزب الله، في هجوم إسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
ووفقاً للمصدر، فقد قرر الأسد عدم التدخل في المناطق الكردية، مما يعني بقاء السيطرة على هذه المناطق في يد الأكراد. حيث تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على منطقة واسعة تمتد بين الحدود التركية والعراقية ونهر الفرات في شمال شرقي سوريا، وهي منطقة تثير حفيظة تركيا.
وفي مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على ضرورة أن يبدأ الأسد حواراً مع المعارضة وإطلاق عملية سياسية لتحقيق التغيير.
وأضاف: "يجب على جميع الأطراف الإقليمية أن تلعب دوراً بنّاءً في هذا المسار."
وفي الوقت نفسه، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية العراق وسوريا وإيران في بغداد أمس الجمعة، إن الوضع في سوريا "حساس للغاية"، مؤكداً استعداد طهران الكامل لدعم "الحكومة والشعب والجيش السوري".
من جهة أخرى، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن تتقدم المعارضة السورية نحو دمشق "بأمان ودون وقوع حوادث". وأضاف أنه طلب من الأسد التعاون لتحديد مستقبل سوريا معاً، لكنه لم يتلقَّ رداً إيجابياً.