تقرير الوكالة الدولية وشبح البند السابع.. وملاطفة الأعداء.. والبحث عن اتفاق نووي جديد
نشبت أزمة دبلوماسية جديدة أمام إيران، بعد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ حيث أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن طهران سترفع تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير"، ردًا على قرار المجلس.
وقال كمالوندي، أمس الجمعة 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لوسائل إعلام إيرانية، إن هذا القرار يأتي في إطار "إجراءات إيران للرد على قرار مجلس المحافظين"، وأضاف أن التنفيذ "بدأ على الفور".
واختلفت قراءات الصحف الصادرة اليوم السبت حول هذه القضية بين من هاجم الحكومة الحالية، مثل صحيفة "كيهان"، التي اعتبرت هذا القرار ضد إيران وأنه نتيجة ضعف وتردد الحكومة في المواقف تجاه الدول الغربية.
ودعت الصحيفة، كما هو الحال في العديد من الحالات السابقة، إلى إغلاق مضيق هرمز أمام السفن الأوروبية "بدل إعطائها الجوائز والتكريمات"، حسب ما ورد في تقرير الصحيفة.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق: "قلنا إذا لم يصدروا قرارًا ضدنا، فسوف نوقف التخصيب بنسبة 60 في المائة، وهو حق إيران القانوني، في حين كان الأولى بنا أن نقوم بمنع مرور جميع السفن الأوروبية عبر مضيق هرمز؛ ردًا على العقوبات، التي شملت قطاع الملاحة البحرية الإيرانية.
أما صحيفة "خراسان" المقربة من رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، فدعت النظام إلى عدم الاستعجال في القرارات، والتفكير في التوصل لاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ لأن خطر عودة إيران تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة بات حقيقيًا ويهدد البلاد.
وأشارت صحف أخرى إلى تغريدة لمستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، ورئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني؛ حيث تحدث عن "اتفاق جديد" مع الولايات المتحدة الأميركية، وذكر، في تغريدة له، أن الولايات المتحدة تقول "إن الاتفاق النووي غير مقبول وإن الإيرانيين خدعونا.. إذن تعالوا لكي نعقد اتفاقًا جديدًا.. الاتفاق النووي ليس وحيًا منزلاً.. تعالوا نبحث عن حل آخر".
وعنونت صحيفة "آرمان ملي" حول هذا الموضوع، وكتبت: "احتمالية التوصل لتوافق مع واشنطن دون الاتفاق النووي"، كما كتبت صحيفة "خراسان" حول ذلك: "فكرة لاتفاق جديد".
ومن الملفات الأخرى، التي حظيت باهتمام وترحيب عدد من الصحف الإصلاحية، زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى محافظة بلوشستان السُّنية، في أول زيارة له على مستوى المحافظات الإيرانية.
وأشاد الكاتب الإصلاحي، عباس عبدي، بهذه الزيارة ودلالاتها، وقال إن زيارة بزشكيان كانت بعيدة عن الزيارات الروتينية؛ حيث يتم استقبال الرئيس بحشود جماهيرية موالية وتصفق له، ويعارض بزشكيان مثل هذا النهج، الذي كان سائدًا لدى الرؤساء والمسؤولين الإيرانيين السابقين، ولم تكن هناك أي برامج واضحة لزياراتهم إلى هذه المحافظات، سوى أخذ الصور التذكارية والدعاية الإعلامية.
وفي شأن آخر، ذكرت صحيفة "فرهيختكان"، في مقالها الافتتاحي، أن بعض التيارات والأطراف الداخلية باتت تعتقد أن حكومة بزشكيان سوف تسقط ولن ترى نهاية الشتاء.
وانتقدت الصحيفة هذه الأطراف، وقالت إن هذه التيارات تتجاهل الآثار المخربة لمثل هذه المواقف على الصعيد الدولي، كما تتجاهل تعليمات خامنئي (الداعم للحكومة) وتعتبر أن نهاية هذه الحكومة المبكرة بات أمرًا واردًا.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": تصريحات بزشكيان حول "ملاطفة الأعداء" تظهر إيران في موقف ضعف وعجز
عادت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إلى انتقاد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بسبب ما اعتبرته مواقف وتصريحات صدرت عنه تجعل إيران في موقف ضعيف، على صعيد سياساتها ومواقفها الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى استخدام بزشكيان بيتًا شعريًا لأحد الشعراء الإيرانيين يقول فيه إنه يجب استخدام اللين واللطف مع "الأعداء"، معلقة على ذلك بأن مثل هذه العبارات والاستخدام الخاطئ لبعض الأدبيات يبعث برسائل ضعف وعجز للخارج.
وذكرت الصحيفة أن البيت الشعري قيل أصلاً على مستوى الأفراد والعلاقات الاجتماعية، وليس على مستوى سياسات الدول الخارجية، التي تعتمد على نهجين، هما نهج الضعف أو القوة.
وكتبت أيضًا في هذا السياق: "مع الأسف الشديد فإن أدبيات بعض المسؤولين تضعف النظام أمام الضغوط التي يتعرض لها من الأعداء وهذه المواقف إذا لم يتم إصلاحها وعدم تكرارها فإنها ستجلب خسائر كبيرة على البلد".
"شرق": كيف نعيد ترامب إلى الاتفاق النووي؟
تساءلت صحيفة "شرق" الإصلاحية عما يجب القيام به من قِبل إيران لإعادة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مرة أخرى إلى الاتفاق النووي، مشددة على أنه يجب أخذ نقطتين بعين الاعتبار في هذا الخصوص.
النقطة الأولى، حسب الصحيفة، أن يكون الاتفاق بصيغة يعتبرها ترامب فوزًا وانتصارًا له، وأن يستطيع إظهار ذلك وعرضه أمام العالم والأميركيين كمكسب اقتصادي لبلاده، والنقطة الثانية هي أن تبتعد إيران عن الجدل والخلافات الأيديولوجية أثناء التخطيط والعمل على إبرام اتفاق جديد بحيث يقتصر الاتفاق على الأهمية الاقتصادية، مؤكدة أن ترامب لن يهتم بالأيديولوجيات والقضايا الخلافية في هذا المسار، وسيكون تركيزه على الجوانب والأبعاد الاقتصادية للاتفاق المستقبلي.
"دنياي اقتصاد": الإيرانيون باتوا أكثر فقرًا بعد انهيار الاتفاق النووي
أكدت صحيفة "دنياي اقتصاد" أن الفقر يعصف بالإيرانيين عامًا بعد عام، مستندة إلى تقرير لمركز الإحصاء الإيراني ورد فيه أن الإيرانيين في الـ13 عامًا الأخيرة أصبحوا أكثر فقرًا بنسبة 20 في المائة.
وأشار التقرير إلى صافي الدخل القومي للفرد الإيراني خلال الـ13 عامًا الأخيرة، ومتوسط دخل كل إيراني في هذه السنوات، لافتة إلى أن متوسط الداخل تحسن بشكل ملحوظ عام 2015، بعد التوقيع على الاتفاق النووي لكن في السنوات التي تلت ذلك وتحديدًا عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي تراجعت هذه النسبة، واستمرت في الانخفاض، خلال الأعوام التالية.