غروسي يزور موقعين نوويين في إيران.. وضغوط أوروبية لإصدار قرار جديد ضد طهران
ذكرت وسائل إعلام إيرانية بأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، زار منشأتي فوردو ونطنز النوويتين في إيران.
وقد جاءت هذه الزيارة بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، وفي ظل دعوات من بعض الدول الأوروبية لإصدار قرار ضد طهران، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، دون الخوض في التفاصيل، أن غروسي قام يوم الجمعة 15 نوفمبر (تشرين الثاني) بجولة شملت محافظتي أصفهان وقم؛ حيث تفقد مفاعل نطنز النووي ومنشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، الواقعة تحت جبل على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب العاصمة طهران.
توترات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توترًا؛ بسبب قضايا عالقة، منها منع إيران لمفتشي الوكالة المتخصصين في تخصيب اليورانيوم من دخول منشآتها النووية، وعجزها عن تقديم تفسير لآثار اليورانيوم المخصب، التي تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.
وذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير خاص يوم الخميس الماضي، نقلاً عن دبلوماسيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الدول الأوروبية تضغط على الوكالة لتمرير قرار ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين.
وأشارت "رويترز" إلى أن مثل هذه القرارات قد تزيد من حدة التوترات الدبلوماسية مع النظام الإيراني.
ردود فعل أوروبية
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، بأن القوى الأوروبية الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) ستنتظر نتائج زيارة غروسي، قبل اتخاذ أي قرار بشأن كيفية الرد، مضيفًا: "نحن نعمل بشكل كامل مع شركائنا في أوروبا والولايات المتحدة للضغط على إيران؛ لتنفيذ وعودها والتزاماتها الدولية، والتعاون بحسن نية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
وأضاف أن هذا الجهد قد يتخذ أشكالاً متعددة، بما في ذلك إصدار قرارات.
تصريحات إيرانية
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الخميس الماضي، إن إيران مستعدة للتفاوض "على أساس المصالح الوطنية وحقوقها المشروعة"، لكنها "لن تتفاوض تحت الضغط والتهديد".
وأكد عراقجي، بعد اجتماعه مع غروسي في طهران، أن "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي والقوى الأوروبية الثلاث".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي: "سنرد على أي قرار ضد برنامجنا النووي بشكل فوري وحاسم". وأضاف: "برنامجنا النووي سيستمر في إطار المصالح الوطنية".
مستقبل الدبلوماسية النووية مع عودة ترامب
إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في يناير (كانون الثاني) 2025 كرئيس للولايات المتحدة قد تؤثر بشكل كبير على مسار الدبلوماسية النووية مع إيران، التي وصلت إلى طريق مسدود بعد شهور من المفاوضات غير المباشرة مع إدارة جو بايدن.
وخلال ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي حدّ من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية. ولم يوضح ترامب بعد ما إذا كان سيعيد تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، بعد توليه الرئاسة مجددًا.
وشدد ترامب على أنه لن يسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية، بعد الإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة الأميركية، في الخامس من نوفمبر الجاري.