إدانات عالمية بعد الكشف عن تورط إيران في التخطيط لاغتيال ترامب ومسيح علي نجاد

أثار إعلان وزارة العدل الأميركية تفاصيل إضافية حول قيام النظام الإيراني بالتخطيط لاغتيال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، قبل الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، وكذلك الناشطة السياسية المعارضة مسيح علي ‌نجاد، ردود فعل وإدانات دولية واسعة.

وفي هذا السياق، أكد السيناتور الجمهوري الأميركي، ماركو روبيو، أن النظام الإيراني يرى في ترامب تهديدًا لبقائه.

وقال روبيو، خلال مقابلة تلفزيونية، إن أتباع "آية الله" في إيران يمثلون مصدر عدم الاستقرار والعنف في الشرق الأوسط، مشددًا على أن "النظام الإيراني يرى أن بقاءه في السلطة أهم بالنسبة له من التحول إلى أقوى دولة في المنطقة". وأضاف أن ترامب يشكل تهديدًا لبقاء النظام الإيراني، ولهذا السبب يسعون إلى اغتياله.

ومن جانبه، قال مدير الاتصالات لحملة ترامب الانتخابية، ستيفن تشونغ، إن الرئيس الأميركي المنتخب على علم بخطة الاغتيال، مؤكدًا أن "شيئًا لن يمنع ترامب من العودة إلى البيت الأبيض وإعادة السلام إلى العالم".

وفي مقطع فيديو نشره مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في نيويورك على منصة "X"، صرّح المسؤول الخاص في وحدة مكافحة الإرهاب، روب كيسان، بأن هذه القضية تُعد مثالاً آخر على محاولات النظام الإيراني لإسكات المعارضين واستهداف الأميركيين على أراضي الولايات المتحدة.

ردود فعل "جمعية القلم الأميركية"

أعربت جمعية القلم الأميركية عن قلقها العميق من المؤامرة الجديدة لاغتيال الناشطة الإيرانية، مسيح علي ‌نجاد، مشددة على ضرورة مواصلة الجهود الأميركية لمنع التهديدات العابرة للحدود ضد الكتّاب والمعارضين في المنفى. ودعت "الجمعية" النظام الإيراني إلى وقف محاولاته البشعة لإسكات أو قتل من يتحدون سلطته.

.. ومؤسسة حقوق الإنسان الأميركية تندد

من جانبها، نددت مؤسسة حقوق الإنسان الأميركية بمؤامرة "النظام الديكتاتوري" الإيراني لاغتيال مسيح علي‌ نجاد، ووصفت تكرار هذه المحاولات بأنه أمر محرج لإدارة بايدن، وأكدت أن هذا النمط من الاغتيالات سيتوقف فقط عندما تتخذ الحكومة الأميركية إجراءات حازمة، وتؤكد أن مثل هذه التصرفات لها عواقب على طهران.

نجاد تدعو إلى اتخاذ موقف حازم ضد الإرهاب الإيراني

ذكرت الناشطة السياسية الإيرانية، مسيح علي ‌نجاد، مساء الجمعة، 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، في منشور لها، عبر حسابها في منصة "X"، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أخبرها بمؤامرة النظام الإيراني لاغتيالها.

وقالت إنها صُدمت عندما علمت أن الشخص المكلف باغتيال ترامب كان مكلفًا أيضًا بقتلها على الأراضي الأميركية، وأعربت عن شكرها للقوات الأمنية لحمايتها، ودعت حكومة الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف حازم ضد إرهاب النظام الإيراني.

وزارة الخارجية الإيرانية تنفي الاتهامات

من جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ما وصفه بـ"مزاعم" تورط إيران في محاولات اغتيال شخصيات أميركية، واصفًا إياها بأنها "لا أساس لها من الصحة". وأضاف أن هذه الاتهامات ترتبط بمؤامرات "الدوائر الصهيونية" لزيادة تعقيد العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.

مؤامرة اغتيال دونالد ترامب

كانت وزارة العدل الأميركية، قد أصدرت، يوم أمس الجمعة 8 نوفمبر، بيانًا تضمن لائحة اتهام من المحكمة الفيدرالية في مانهاتن، وجاء فيه أن مسؤولاً مجهولاً في الحرس الثوري الإيراني أصدر أوامر، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لوسيط يُدعى فرهاد شاكري، بوضع خطة لمراقبة ترامب، ومِن ثمّ اغتياله.

وذكرت وزارة العدل الأميركية أن هذا المسؤول الإيراني أبلغ شاكري بأنه إذا لم يتمكن من اغتيال ترامب قبل الانتخابات، فيمكن تأجيل العملية إلى ما بعدها، باعتبار أن فوز ترامب بالانتخابات ليس مرجحًا، مما يجعل اغتياله أسهل لاحقًا.

ووفقًا للبيان، فقد أخبر شاكري مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه لا ينوي تنفيذ خطة الاغتيال في المهلة، التي حددها له الحرس الثوري.

مؤامرة اغتيال مسيح علي‌ نجاد

وأضاف بيان وزارة العدل الأميركية، أنه تم توجيه اتهامات لكل من فرهاد شاكري، البالغ من العمر 51 عامًا، المقيم في إيران، وكارلايل ريفيرا المعروف بلقب "بوب"، البالغ من العمر 49 عامًا، من بروكلين بنيويورك، وجوناثان لودهولت، البالغ من العمر 36 عامًا، من جزيرة ستاتن بنيويورك، بالتورط في مخطط لاغتيال مواطن أميركي من أصل إيراني في نيويورك.

وأُوقف ريفيرا ولودهولت، يوم الخميس 7 نوفمبر، ومثلا أمام محكمة المنطقة الجنوبية في نيويورك، حيث سيظلان قيد الاحتجاز حتى موعد المحاكمة، بينما لا يزال شاكري هاربًا على الأرجح في إيران.

وأشار بيان وزارة العدل إلى أن شاكري قد وعد ريفيرا ولودهولت بمبلغ 100 ألف دولار مقابل العثور على مكان إقامة "الضحية-1" وقتلها. كما ذكر البيان أنه خلال محاولاتهما لتنفيذ الخطة، تبادل ريفيرا ولودهولت رسائل وصورًا حول تقدم عملياتهما.

وفي فبراير (شباط) 2024، تواصل ريفيرا ولودهولت مع شاكري لطلب الدفعة المالية، وسافرا إلى جامعة فيرفيلد؛ حيث كانت "الضحية-1" ستحضر فعالية، والتقطا صورًا من الموقع.

وذكرت التقارير أن شاكري تواصل مع عملاء فيدراليين خمس مرات منذ نهاية سبتمبر الماضي، ضمن محاولات للحصول على تسهيلات خاصة في حكم سجين مرتبط به داخل الولايات المتحدة.