طهران: عودة ترامب لا تسبب لنا أي قلق.. وبرلمانيون إيرانيون: سننتقم لسليماني

قللت الحكومة الإيرانية وعدد من المسؤولين الإيرانيين من انعكاس فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة للولايات المتحدة الأميركية، على إيران، وأكدت المتحدثة باسم الحكومة أن هذا الفوز لا يسبب أي قلق لطهران، فيما شدد نواب في البرلمان على ضرورة الانتقام لمقتل قاسم سليماني.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، قالت تعليقًا على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، اليوم الأربعاء 6 فبراير (تشرين الثاني): "انتخاب ترامب لا يسبب لنا أي قلق؛ لأنه لم يكن هناك فرق كبير بين هذين الشخصين في رأينا، عقوبات الـ45 عامًا الماضية جعلتنا أصحاب خبرة وتجربة".

وعقّب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، على فوز دونالد ترامب، قائلاً: "سنستمر في متابعة أهدافنا الاستراتيجية، وخططنا لا تتأثر بذهاب أو إياب الرؤساء في الولايات المتحدة".

القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم، قال تعليقا على فوز ترامب: "ملف مقتل قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة الأميركية لا يزال مطروحا، وسيبقى سيف الانتقام مسلولا فوق رأس ترامب والمتورطين في الحادث".

وقال كامران غضنفري، ممثل طهران في البرلمان الإيراني: "الإدارات الجمهورية والديمقراطية في أميركا حاولت الإطاحة بالنظام الإيراني مرات عديدة، لذلك لا يهمنا من هو الرئيس في الولايات المتحدة".

أما النائب في البرلمان الإيراني أحمد نادري، أشار إلى فوز ترامب وغرد بهشتاغ لقاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة عام 2020، وقال: "لدينا ثأر مع ترامب".

فيما قال محمد رضا محسني ثاني، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: "سجل بايدن خلال فترة رئاسته سيظل مظلما للغاية". وأضاف: "ترامب لا يختلف عن أمثال بايدن، ربما لديه قوة أكبر لتمرير السياسية الأميركية في عدد من القضايا".

أما عبد الرضا داوري، أحد مستشاري الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، فقال إن "حكومة بزشكيان، التي واجهت منذ البداية الاغتيالات والصواريخ والحرب، تجد نفسها الآن أمام ترمب؛ لتكون الأسوأ حظا بين الحكومات الإيرانية السابقة".

رضا بهلوي يدعو للتخلص من النظام

وهنأ رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، دونالد ترامب لانتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وكتب في تغريدة له: "خلال فترة ولايتك الأولى كرئيس، وقفت بحزم إلى جانب شعب إيران وضد نظام الجمهورية الإسلامية؛ نظام لا يهدد الشرق الأوسط فحسب، بل يهدد الشعب الأميركي أيضًا بالإرهاب وعدم الاستقرار والفوضى".

وقال بهلوي مخاطبا ترامب: "الآن هي فرصتك لصنع التاريخ، وترك إرث من السلام الدائم، من خلال المساعدة في إنهاء هذا التهديد (النظام الإيراني) مرة واحدة وإلى الأبد. وفي هذه المهمة، فإن الشعب الإيراني هو أفضل شركاء السلام لكم".

اضطراب الأسواق الإيرانية

ورغم محاولات النظام التقليل من انعكاس فوز ترامب على طهران، فإن الأسواق الإيرانية استقبلت خبر الفوز بالمزيد من القلق والاضطراب، حيث أفادت مواقع إيرانية متخصصة في رصد أسعار العملات بأن سعر الدولار الواحد سجل 70 ألف تومان في سوق الصرف الحرة بطهران.

وقد تحدث ترامب، في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل خوضه انتخابات الرئاسة الأميركية، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، عن فترة ولايته السابقة وعلاقته مع إيران، قائلاً: "أبلغت الصينيين بألا يشتروا النفط الإيراني، وقد استجابوا، وأخبرتهم بأنهم إذا واصلوا الشراء، فلن يتمكنوا من التجارة مع أميركا"، وأكدت البيانات تلك التصريحات.

وتعتمد إيران بشكل أساسي على مبيعات النفط وصادراته للحصول على العملة الأجنبية؛ حيث إن إيراداتها الرئيسة من الدولار تأتي من عوائد النفط.

وقد بلغت مبيعات النفط الإيراني، في خريف عام 2016 بعد توقيع الاتفاق النووي، نحو 3.2 مليون برميل يوميًا، لكنها انخفضت إلى نحو 190 ألف برميل يوميًا، في شتاء 2019، خلال إدارة ترامب.

ومع تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية، استعادت صادرات النفط الإيراني بعض الانتعاش؛ حيث ارتفعت إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا في أغسطس (آب) 2023، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ساعد بايدن في السماح بتحرير الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.