هجرات واستقالات وتنظيم احتجاجات.. تفاقم أزمة التمريض في إيران

أفاد رئيس منظمة التمريض في إيران، أحمد نجاتيان، بأن نحو 1500 ممرضة وممرض يتركون وظائفهم سنويًا، فيما هاجر 500 منهم خلال العام الماضي، وذلك بالتزامن مع استمرار احتجاجات الكوادر التمريضية في البلاد، وإطلاق حملة "الشريط الأسود" من قِبل مجموعة من الممرضين، مع اقتراب يوم التمريض.

واستمرارًا للاحتجاجات، نظم ممرضون في مدن فسا، ومشهد، ويزد، تجمعات، يوم السبت 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، معربين عن اعتراضهم على الأوضاع المهنية، وأكد موظفو الطوارئ في "مشهد" أن الإرهاق في القسم أدى إلى زيادة الوفيات بين المرضى.

وأوضح نجاتيان، في حديثه لوكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن هناك نقصًا في عدد الممرضين؛ حيث قال: "يجب أن يكون هناك 1.8 ممرض لكل سرير في المستشفيات، إلا أن المعدل الحالي هو 0.9 ممرض لكل سرير، أي أقل من ممرض واحد لكل سرير".

وأشار إلى أن إجبار الممرضين على العمل الإضافي وحرمانهم من التقاعد المبكر يؤدّيان إلى تفاقم مشاكلهم ويزيدان من حالات ترك العمل والهجرة.

وأشار نجاتيان إلى ضرورة رفع الأجر الإضافي للممرضين ليصل إلى 100 ألف تومان لكل ساعة عمل إضافي، معتبرًا أن الأجر الحالي غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم واحتياجات النظام الصحي.

وكان نجاتيان، قد صرح، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أيضًا، بأن معدل هجرة الممرضين قد تضاعف منذ 2021، وأن الأعداد في تزايد مستمر؛ حيث حذرت جمعيات تمريضية عدة من تزايد أعداد الممرضين الذين يغادرون البلاد أو يتركون العمل الصحي.

حملة "الشريط الأسود"

أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة ممرضين في حملة "الشريط الأسود"؛ حيث ارتدوا أشرطة سوداء للمطالبة بتحسين أوضاعهم.

ووفقًا لتقارير، فقد تلقى ممرضون في عدة مستشفيات بمدينة مشهد، مثل مستشفيي أميد وهاشمي نجاد، رسائل تهديدية، إذا لم يتخلوا عن الشريط الأسود خلال نوبات عملهم. ووصفت وسائل الإعلام هذه الحملة بأنها جزء من حركة "لا للعمل الإضافي الإجباري".

وفي تعليق ساخر، تساءل اتحاد العمال الأحرار في إيران: "هل أصبحت هذه العشرة سنتيمترات من الشريط الأسود مصدرًا للقلق؟".

مقاطعة احتفالات يوم الممرض

أعلنت هيئة التمريض في مدينة ياسوج، بمحافظة كهكيلوية وبوير أحمد، جنوب غربي إيران، مقاطعتها احتفالات يوم الممرض، في رسالة لرئيس جامعة ياسوج للعلوم الطبية، مشيرةً إلى عدم وفاء المسؤولين بتعهداتهم وعدم حل مشكلات القطاع، وجاء في الرسالة، التي نُشرت على وسائل التواصل، أن هذه الخطوة تهدف إلى دفع المسؤولين لحل مشكلات الطاقم التمريضي.

وأبرزت الرسالة مطالب مثل "توفير علاوات خاصة للممرضين، وزيادة الأجور الأساسية، وتصنيف التمريض ضمن المهن الشاقة، وزيادة الأجر الإضافي إلى 100 ألف تومان للساعة، وتثبيت العاملين المؤقتين والمتعاقدين".

وتضمنت أيضًا مطالب بتحسين قانون تسعير خدمات التمريض وسداد المستحقات المتأخرة، بالإضافة إلى تحسين المزايا الاجتماعية.

وكان مجلس تنسيق احتجاجات الممرضين، قد حذّر في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من عواقب عدم الاستجابة لمطالب الممرضين، مشيرًا إلى أن تجاهلها سيؤدي إلى مزيد من التصعيد. ودعا المجلس إلى توحيد صفوف الممرضين، معلنًا تنظيم إضراب، يوم 7 نوفمبر الحالي، المصادف ليوم الممرض.

وعلى مدار السنوات الأخيرة، نظّم الممرضون في إيران العديد من التجمعات والإضرابات؛ احتجاجًا على تدهور ظروفهم المهنية. ومن أبرز هذه الاحتجاجات إضراب ممرضين من نحو 50 مدينة و70 مستشفى في أنحاء البلاد، والذي استمر لأكثر من شهر في أغسطس (آب) الماضي.