الممرضون في إيران يطلقون حملة "شريط أسود" احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالبهم

مع اقتراب يوم الممرض في إيران الموافق السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلق عدد من الممرضين الإيرانيين المحتجين حملة "شريط أسود"، معلنين أنهم لن يشاركوا في أي من الاحتفالات والمناسبات المخصصة لهذا اليوم، وأكدوا أنهم سيواصلون الاحتجاج والإضراب حتى تحقيق مطالبهم.

وتشير الصور التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشاركة مجموعة من الممرضين في حملة "شريط أسود"، حيث ارتدوا أساور وأربطة سوداء للمطالبة بمتابعة مطالبهم المهنية والمعيشية.

وقد أظهرت الصور من مستشفيي "أميد" و"هاشمي نجاد" في مشهد أن المسؤولين في هذين المستشفيين قد هددوا الممرضين المحتجين بإجراءات تأديبية ووقفهم عن العمل، عبر رسائل نصية.

وذكر اتحاد العمال الإيراني الحر أن الحركة الاحتجاجية للممرضين مستمرة في ارتداء "الأشرطة السوداء" خلال ساعات العمل، مشيراً إلى أن الممرضين قد تلقوا تهديدات تطالبهم بإزالة الأشرطة السوداء وإلا فإن ورديات عملهم لن تُحتسب.

ووصف الاتحاد هذه الحملة بـ"حملة لا للعمل الإضافي الإجباري"، متسائلاً: "هل أصبحت هذه الـ10 سنتيمترات من القماش الأسود تشكل خطرًا؟".

في نفس السياق، قال أحمد نجاتيان، رئيس منظمة نظام الممرضين في إيران، إن الأجر الإضافي للممرضين يجب أن يصل إلى حد أدنى قدره 100 ألف تومان لكل ساعة. وأكد أن أي مبلغ أقل من هذا لن يلبي احتياجات النظام الصحي والممرضين.

مقاطعة احتفالات يوم الممرض في ياسوج

وأعلنت هيئة إدارة نظام الممرضين في مدينة ياسوج، في رسالة موجهة إلى رئيس جامعة العلوم الطبية بياسوج، أنه نظراً للوعود غير الملموسة من المسؤولين، لن تُقام احتفالات يوم الممرض في هذه المدينة.

وأكدت الرسالة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أنه من خلال هذه الحركة الاحتجاجية قد يفكر المسؤولون في حل مشكلات الممرضين.

وذكرت هيئة إدارة نظام الممرضين في ياسوج بعض المشكلات التي تعاني منها المجموعات الصحية مثل "توفير مكافآت خاصة لمجموعات التمريض، وإصلاح وزيادة الرواتب الأساسية، وتصنيف الممرضين ضمن المهن الشاقة، وزيادة أسعار العمل الإضافي إلى 100 ألف تومان في الساعة".

وتشمل المطالب الأخرى إصلاح قانون تسعير خدمات التمريض، وتسديد المستحقات المتأخرة، وزيادة بدل السكن والملابس تماشياً مع التضخم، وضمان تجهيز غرف الراحة بشكل كامل.

وفي 27 أكتوبر (تشرين الأول)، حذرت هيئة تنسيق احتجاجات الممرضين السلطات الإيرانية من أن عدم الاستجابة لمطالبهم سيؤدي إلى ردود فعل قوية ومنسقة.

ورأت أن تقليل مطالب الممرضين إلى مبالغ صغيرة سيؤجج الاحتجاجات بدلاً من تهدئتها. وقد وصفت هذه الهيئة الوحدة والاحتجاج على مستوى إيران بأنه مفتاح نجاح المجتمع التمريضي.

ونظم الممرضون وأعضاء الطواقم الطبية في إيران العديد من الاحتجاجات والإضرابات على مدى السنوات الماضية بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم.

وفي أحد آخر الأمثلة، أضرب الممرضون في أكثر من 50 مدينة و70 مستشفى في إيران لمدة تزيد عن شهر بدءًا من الخامس من أغسطس (آب).

وفي حديث له في الثاني من سبتمبر (أيلول)، أشار أحمد نجاتيان إلى زيادة متوسط هجرة الممرضين سنويًا تضاعفت من 2021 حتى 2023، مبينًا أن هذا الرقم في تزايد مستمر.

وقد حذر عدد من الجمعيات والنقابات التمريضية في السنوات الماضية من ارتفاع معدلات هجرة الممرضين وتغيير وظائفهم.

وحاليًا، يعمل أكثر من 220 ألف ممرض في المستشفيات الحكومية والخاصة في إيران، حيث يوجد في المتوسط 1.5 ممرض لكل ألف نسمة، بينما المعدل العالمي هو ثلاثة ممرضين.

وأكد العديد من الممرضين وأعضاء الطواقم الطبية أنهم يعانون من الإرهاق، وأنهم لا يستطيعون تقديم خدمات تمريض كاملة للمرضى.