خبير أميركي: إسرائيل أثبتت قدرتها على الوصول لأي مكان بإيران.. ورد طهران سيحدد مسار الصراع
أكد جون سبنسر، الخبير البارز في الحروب الحديثة والضابط السابق في الجيش الأميركي، في مقابلة حصرية مع "إيران إنترناشيونال"، أن البُعد الجغرافي لا يشكل أي عائق أمام الجيش الإسرائيلي، الذي أثبت قدرته على الوصول إلى أي مكان في إيران والعمل وفق إرادته.
سبنسر، الذي يمتلك خبرة تمتد 25 عامًا في الجيش الأميركي كجندي مشاة وضابط ومستشار لقادة الجيش، قال: "أظهرت إسرائيل في هجومها يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) قدرتها على الوصول إلى إيران والتصرف بحذر".
وأضاف: "كان هذا عرضاً لقوة إسرائيل، حيث أظهرت أنها قادرة على الوصول إلى الأراضي الإيرانية وتجاوز جميع أنظمة الدفاع الجوي، بما فيها "إس-300"، وأن بإمكانها تنفيذ أي هجوم تريده متى شاءت".
الهجوم على المنشآت العسكرية الإيرانية
وتُظهر صور الأقمار الصناعية من شركة “"بلانت لابز" (PBC) أن مركز الفضاء بشاهرود التابع للحرس الثوري الإيراني في محافظة سمنان، شمالي إيران، والمتخصص في البرنامج الفضائي والصواريخ الباليستية، قد تضرر جراء الهجمات الأخيرة. هذا المركز استخدم في 2020 لإطلاق قمر صناعي عسكري.
كما أظهرت الصور تضرر القاعدة العسكرية في بارشين قرب طهران، والتي يُعتقد أنها كانت موقعًا لاختبارات نووية، في هجوم استمر 4 ساعات ليلة السبت.
وتُعرّف إيران هذا الموقع على أنه "منشأة عسكرية" وليست نووية، كما مُنع مفتشو الأمم المتحدة من الوصول إليه.
ورغم أن إيران اعترفت ببعض الهجمات في محافظات إيلام وخوزستان وطهران، إلا أنها شددت على أن الأضرار كانت محدودة.
وقال سبنسر إن إسرائيل استهدفت أنظمة "إس-300"، التي تحمي أهدافًا حيوية، بما فيها مقر المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأضاف: "تمتلك إسرائيل القدرة على استهداف أي نقطة في إيران".
تحذيرات القادة الإسرائيليين
وحذر رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، يوم الثلاثاء 29 أكتوبر (تشرين الأول)، قائلاً: "إذا أخطأت إيران وأطلقت صواريخ أخرى تجاه إسرائيل، فنحن نعرف كيف نرد عليها".
وأضاف أن إسرائيل لم تستخدم كل قدراتها العسكرية في هذا الهجوم، ملمحاً إلى إمكانية توجيه ضربات أكثر قوة.
لماذا لم تستخدم إسرائيل كل قدراتها؟
يرى سبنسر أن عدة عوامل وراء هذا القرار، أبرزها موقف الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لتل أبيب، لعدم إشعال حرب شاملة.
وأوضح أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات في المقابل، مثل فرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، بما فيها استهداف "أسطول الأشباح" الذي ينقل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات.
كما أخذت إسرائيل بعين الاعتبار مواقف الدول العربية المجاورة، التي طالبت بتجنب استهداف منشآت النفط والغاز الإيرانية خوفاً من الهجمات الانتقامية.
وأضاف أن الانتخابات الأميركية المقبلة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) قد لعبت دوراً في هذه الحسابات.
وأشار جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي لدونالد ترامب، إلى أن قرب الانتخابات دفع إسرائيل لتنفيذ هجوم محدود على إيران.
خلافات داخل إسرائيل وردود فعل شعبية
وأفاد مصدر حكومي إسرائيلي لـ"إيران إنترناشونال" أن الهجمات الأخيرة لم تكن كافية للانتقام من هجوم طائرة مسيرة لحزب الله على مقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذكرت "قناة 13" الإسرائيلية أن مجلس الأمن الإسرائيلي ناقش هذا الموضوع لساعات، مع تزايد التوقعات برد أكبر.
كما أعرب بعض الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن خيبة أملهم من الأهداف المستهدفة، مشيرين إلى أملهم في أن تستهدف إسرائيل القادة السياسيين في إيران، لا سيما بعد تصريحات نتنياهو للشعب الإيراني بأنهم "يستحقون حياة أفضل".
ما هو رد إيران؟
ورداً على سؤال حول احتمال رد إيران، قال سبنسر لـ"إيران إنترناشيونال": "إذا صدقنا تصريحات قادة إيران، فالجواب نعم".
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أكد نائب الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان أن إيران تحتفظ بحق الرد القانوني والمشروع في الوقت المناسب على هذه الهجمات الإجرامية.
كما صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران سترد، مشيراً إلى أن "الرد على هجوم إسرائيل حق لنا، لكننا لن نسمح لأحد بجرّنا إلى ردود فعل عاطفية".
وأكد عراقجي أن طهران تعلم الدول التي سمحت لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي للهجوم، معتبراً أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية.
وفي جلسة لمجلس الأمن، اتهم ممثل إيران الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل في الهجمات، وحذر من تبعات هذا التنسيق.
تحذير من تصعيد الصراع
كما حذر الممثل الأميركي في الأمم المتحدة إيران من أن أي هجوم آخر ضد إسرائيل أو القوات الأميركية سيواجه برد قوي. وقال: "لا تشعلوا نيران الصراع في المنطقة".
ويرى سبنسر أن الهجوم الإسرائيلي الأخير هو تحذير رادع، مشيراً إلى أن إسرائيل قد ترد بقوة أكبر إذا أقدمت إيران على الانتقام.
وأشار إلى أن نظام الجمهورية الإسلامية يمتلك آلاف الصواريخ الكروز والباليستية القادرة على شن هجمات بعيدة المدى ضد إسرائيل، وأن استهداف المناطق المدنية قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
ورغم أن إسرائيل أظهرت رغبتها في تجنب التصعيد، إلا أن رد فعل إيران هو ما سيحدد مسار الصراع خلال الأيام المقبلة.