قراصنة تابعون لإيران ينشرون رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من حملة ترامب
أفادت وكالة "رويترز" للأنباء بأن مجموعة القرصنة المرتبطة بالنظام الإيراني، المتهمة باختراق رسائل البريد الإلكتروني لحملة دونالد ترامب الانتخابية، تمكنت أخيرًا من نشر هذه المعلومات المسروقة.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ القراصنة بإرسال رسائل حملة ترامب بشكل واسع إلى أحد الناشطين السياسيين الديمقراطيين، الذي قام بنشر مجموعة منها على موقع لجنته، وأرسلها إلى صحافيين مستقلين.
وتتضمن هذه الرسائل اتصالات داخلية لحملة ترامب مع مستشارين وحلفاء خارجيين؛ حيث تم التطرق فيها إلى قضايا مختلفة متعلقة بانتخابات عام 2024.
محاولة التسلل
وأشارت "رويترز" إلى أن تتبعها لأنشطة هذه المجموعة من القراصنة كشف عن صورة جديدة من محاولات تدخل النظام الإيراني في الانتخابات الأميركية.
ووفقًا لهذا التقرير، فإن طهران تواصل التدخل في الانتخابات الأميركية، رغم الاتهامات التي وجهتها إليها وزارة العدل الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي حول ضلوعها في هذا التسلل.
وتشير الاتهامات إلى أن مجموعة قراصنة مرتبطة بحكومة طهران، تُعرف باسم "عاصفة الرمل النعناعية" (Mint Sandstorm)، قد نجحت في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) في سرقة كلمات مرور موظفي حملة ترامب.
كما أصدرت شركة "مايكروسوفت" للبرمجيات، تقريرًا يوم الأربعاء، أفاد بتصاعد نشاط مجموعة قرصنة أخرى مرتبطة بالحرس الثوري تُدعى "عاصفة الرمل القطنية" (Cotton Sandstorm)، والتي لديها تاريخ من التدخل في الانتخابات الأميركية.
أنشطة القراصنة
ووفقًا للائحة الاتهام الصادرة عن وزارة العدل الأميركية، فإن القراصنة المبلغ عنهم هم ثلاثة إيرانيين يتعاونون مع قوات "الباسيج" في إيران.
وقد باءت محاولات التواصل مع هؤلاء القراصنة، الذين ذُكرت أسماؤهم في لائحة الاتهام، عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية بالفشل.
وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد أعلنت سابقًا أن طهران لا تملك أي هدف أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
رد حملة ترامب
أعلنت حملة ترامب الانتخابية، في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أن هذا الهجوم الإلكتروني نُفِّذ بهدف إحداث اضطراب في انتخابات الرئاسة لعام 2024 وإثارة الفوضى في العملية الديمقراطية.
وأكدت حملة ترامب أن "أي صحافي يعيد نشر هذه الوثائق المسروقة فإنه يخدم أعداء أميركا".
تحركات الأجهزة الأمنية
قامت شركة "ياهو" بحظر حسابات بريد إلكتروني تخص القراصنة، الذين حددتهم "رويترز"، من قبل في سبتمبر، التي تمتلك أيضا "AOL"، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي استطاع تحديد هوية هذه المجموعة.
وأصدرت دائرة الأمن الداخلي الأميركية، في وقتٍ سابق من هذا الشهر، تحذيرًا بأن القراصنة ما زالوا يستهدفون موظفي حملة ترامب، وحذرت من أن أي شخص يتم اعتباره مذنبًا سيواجه عقوبات بالسجن وغرامات مالية.
كما حذرت "FBI" بعض الصحافيين، الذين تواصلوا مع هؤلاء القراصنة بأن هذه الاتصالات "جزء من عمليات نفوذ أجنبي".
هدف إيران من نشر الوثائق
ويعتقد كبار المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين الأميركيين أن الهدف من أفعال طهران في هذه الدورة الانتخابية هو إضعاف موقف ترامب؛ الذي أصدر في عام 2020 بصفته رئيسًا، أمرًا باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
تأثير الوثائق المسربة
وحتى الآن، لم يكن لهذه الوثائق المنشورة أي تأثير كبير على مسار حملة ترامب الانتخابية.
وقد أكدت "رويترز" صحة إحدى الوثائق المنشورة، التي تشير إلى وجود علاقة مالية غير واضحة بين محامي روبرت إف. كينيدي جونيور وترامب.
وفي تسريبات لاحقة، نشرت مجموعة القراصنة التابعة لإيران وثائق من انتخابات مهمة أخرى، تشمل اتصالات حملة ترامب الانتخابية مع المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية كارولينا الشمالية، مارك روبنسون، والنائبة الجمهورية عن ولاية فلوريدا، آنا بولينا لونا، إلا أن روبنسون نفى وجود مثل هذه الاتصالات.
وقال الصحافي المستقل المتخصص في قضايا الأمن القومي، كين كليبنشتاين، أحد الذين نشروا هذه الوثائق على منصة "سابستاك"، إن وسائل الإعلام لا ينبغي لها أن تقوم بدور "حارس البوابة"، فيما يتعلق بالمعلومات التي يجب أن يعرفها الشعب.