اعتقال والدة إحدى ضحايا الاحتجاجات الشعبية في إيران وإغلاق صفحتها على "إنستغرام"
استمراراً للضغوط التي يمارسها النظام الإيراني على عائلات الضحايا، تم اعتقال نسرين شاكرمي، والدة نيكا شاكرمي، المعارضة ابنة الـ17 عامًا التي قُتلت خلال احتجاجات 2022 بمدينة خرم آباد، غربي إيران، كما تم إغلاق صفحة نسرين على "إنستغرام" بالتزامن مع اعتقالها.
آيدا، شقيقة نيكا شاكرمي، أعلنت مساء 16 أكتوبر (تشرين الأول) عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اعتقال والدتها نسرين في خرم آباد، مشيرة إلى أنها لا تملك معلومات عن أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة ضدها.
وبعد ساعات من إعلان آيدا، تم إغلاق صفحة "إنستغرام" الخاصة بنسرين شاكرمي، مما أثار مزيدًا من التساؤلات حول ملابسات الاعتقال.
يذكر أن نيكا شاكرمي، التي كانت تبلغ من العمر 17 عامًا، خُطفت في 19 سبتمبر (أيلول) 2022 خلال الاحتجاجات المعروفة بـ"المرأة، الحياة، الحرية" في منطقة بلوار كشاورز بطهران، وتم قتلها بعد ذلك.
عائلة نيكاً عثرت على جثتها بعد تسعة أيام من اختفائها في إحدى المشارح، وتحت ضغط من الأجهزة الأمنية، تم دفنها في قرية نائية في خرم آباد بمحافظة لرستان.
وقد زعمت السلطات القضائية والإعلام الحكومي أن نيكا توفيت نتيجة سقوطها من مكان مرتفع، وأن جثتها عُثر عليها في "مبنى غير مكتمل". إلا أن والدة نيكا نفت هذه الادعاءات مرارًا، مؤكدة أن ابنتها قُتلت خلال الاحتجاجات في 19 سبتمبر 2022، واتهمت النظام بالكذب حول ملابسات مقتل ابنتها.
وذكرت نسرين شاكرمي أن أفراد عائلتها تعرضوا للتهديد والضغوط الأمنية لتكرار رواية النظام بشأن وفاة نيكا، وأن شقيقتها، آتش شاكري، أُجبرت على الإدلاء باعترافات تلفزيونية.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، نشرت شبكة "سي إن إن" تقريرًا حللت فيه 50 مقطع فيديو جديدًا، وأجرت مقابلات مع شهود عيان، حيث أكدت أن نيكا كانت محتجزة وقت وفاتها، مما نفى صحة ادعاءات المسؤولين الإيرانيين حول انتحارها.
وفي 29 أبريل (نيسان) 2023، كشفت "بي بي سي" العالمية عن وثيقة "بالغة السرية" تُظهر أن نيكا تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل ثلاثة رجال من قوات الأمن الإيرانية قبل أن تُقتل.
وفي فبراير (شباط) 2024، أكدت إحدى الوثائق التي حصلت عليها مجموعة "عدالة علي" بعد اختراق أنظمة القضاء الإيراني، تعرض نيكا للاعتداء الجنسي قبل قتلها.
ووفقا لتقارير منظمات حقوق الإنسان، فقد قتل النظام الإيراني أكثر من 550 متظاهرًا خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، وأصاب مئات آخرين بجروح أدت إلى فقدان بصرهم.
وتشير التقارير إلى أن عشرات الأطفال والمراهقين قُتلوا برصاص أو ضرب قوات الأمن خلال هذه الانتفاضة، وتم توثيق هوية أكثر من 70 منهم.