روسيا تحذر إسرائيل من "كارثة" إذا "فكرت" في استهداف المنشآت النووية الإيرانية
في ظل تصاعد التكهنات حول توقيت وأهداف وامتداد الهجوم الانتقامي الذي قد تشنه إسرائيل ضد إيران، حذر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، من أن إسرائيل يجب أن لا تفكر حتى في استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وقال ريابكوف، اليوم الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول): "لقد حذرنا مرارًا وسنستمر في التحذير من أنه يجب على إسرائيل أن تتجنب حتى مجرد التفكير في إمكانية مهاجمة المنشآت النووية والبنية التحتية النووية الإيرانية".
ووصف ريابكوف الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية كجزء من أي عملية محتملة من قبل إسرائيل بأنه سيكون "تحولا كارثيا"، مضيفًا أن مثل هذا الحدث سيشكل انتهاكًا كاملاً لكافة المبادئ المتعلقة بضمان السلامة النووية.
وأفادت وكالة "رويترز" بأنه لم يتضح كيف نقلت روسيا هذه الرسالة إلى إسرائيل.
وفي وقت سابق، يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول)، ذكرت "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في تقرير لها أن روسيا لا تنوي الدخول بشكل مباشر في المواجهة بين إسرائيل وإيران.
وبحسب المؤسسة، "لا تستطيع روسيا إنقاذ إيران في صراعها مع إسرائيل والولايات المتحدة، ولن تتخذ أي إجراء في هذا الشأن".
وأضافت مؤسسة كارنيغي: "روسيا مشغولة للغاية في أوكرانيا لدرجة أنه ليس لديها الوقت لخوض حرب أخرى، كما لم يظهر أبدًا أن موسكو ترغب في القتال من أجل المصالح الإيرانية".
وفي مساء 1 أكتوبر، استهدفت طهران بحوالي 200 صاروخ باليستي أراضي إسرائيل، وهو الهجوم المباشر الثاني لإيران ضد إسرائيل.
وأفاد موقع "بلومبرغ" الإخباري في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، مستندًا إلى بيانات من هيئة الضرائب الإسرائيلية، أن الهجوم الأخير للنظام الإيراني ألحق أضرارًا تتراوح بين 150 إلى 200 مليون شيكل (ما يعادل 40 إلى 53 مليون دولار) بممتلكات المواطنين الإسرائيليين الخاصة.
وقد أكد المسؤولون الإسرائيليون في الأيام الماضية، مرارًا، أن بلادهم سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في 14 أكتوبر (تشرين الأول) عن مصدرين مطلعين، أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أبلغ الولايات المتحدة أن إسرائيل ستستهدف في هجومها الانتقامي المراكز العسكرية الإيرانية، وليس لديها خطة لمهاجمة المنشآت النووية والنفطية في إيران.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الجديد لنتنياهو يشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي سيكون "أكثر محدودية" مما كان متوقعًا.
كما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في 12 أكتوبر عن مصادر دبلوماسية أن إيران أرسلت رسالة إلى الدول الأوروبية تفيد بأنه إذا كان الهجوم الانتقامي الإسرائيلي محدودًا، فإن طهران ستغض الطرف عنه ولن ترد عليه.
وقد سعى المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
ووفقًا لآخر التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تواصل طهران برنامج إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، الذي يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة النووية.
وقدرت الوكالة الدولية في أحد تقاريرها كمية مخزون اليورانيوم بنسبة تخصيب 60 في المائة في إيران بحوالي 164.7 كيلوغرام.
ويمكن تحويل اليورانيوم المخصب بتركيز 60 في المائة بسرعة ومن خلال عدة خطوات قصيرة إلى يورانيوم بتركيز 90 في المائة، والذي يُستخدم في إنتاج الأسلحة النووية.
وفي 9 أكتوبر، طالب 39 نائبًا في البرلمان الإيراني بـ"إعادة النظر في العقيدة الدفاعية للنظام الإيراني والسماح بتوفير الإمكانيات لصنع أسلحة نووية".
وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، قال ألكس وطن خواه، خبير أمن الشرق الأوسط ومدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، إن هذه الصراحة غير المسبوقة من المسؤولين ووسائل الإعلام الإيرانية حول احتمال تصنيع قنبلة نووية- وهو أمر كان غير قابل للتصور قبل عدة سنوات- يعود إلى الخوف والشعور المتزايد بعدم الأمان لدى النظام الإيراني.
وأضاف: "هذا يدل على الخوف الكبير الذي يعاني منه النظام الإيراني، بينما ينتظر ليرى ماذا ستفعل إسرائيل بشأن الانتقام".