بينهم قائد بالحرس الثوري ومسؤول محلي.. مقتل وإصابة 6 أشخاص بهجومين في بلوشستان إيران
لقي عدد من الأشخاص مصرعهم في هجومين نفذهما مسلحون في منطقتين مختلفتين بمحافظة بلوشستان، جنوب شرقي إيران، وكان من بين القتلى قائد في الحرس الثوري الإيراني، ورئيس مجلس مدينة "بنت" التابعة لمقاطعة نيكشهر.
ووفقًا لوكالات الأنباء المحلية، فقد وقع الهجوم الأول في منطقة بنت التابعة لمقاطعة نيكشهر بعد انتهاء احتفالية "عيد العاطفة" في مدرسة محسنين شيخان بنت. وأطلق مسلحون مجهولون النار على سيارة تابعة لقوات الأمن، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة اثنين آخرين.
وأعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن من بين القتلى قائد الحرس الثوري في "بنت"، برويز كدخدائي، ورئيس مجلس مدينة بنت، يوسف شيراني، إضافة إلى جنديين في الحرس الثوري، هما جواد ساداتي ومجيب بلوشي. وأشارت التقارير إلى أن جميع الضحايا الأربعة من أهل السُّنّة في المنطقة.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أفادت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية بأن هجومًا آخر وقع "بعد دقائق" من الهجوم الأول، حيث أطلق مسلحون النار على سيارة تابعة لقوات الأمن أثناء مرورها في مدينة خاش، ما أدى إلى مقتل عنصرين أمنيين.
وتزايدت التقارير، في الأيام الأخيرة، عن هجمات مسلحة استهدفت أفرادًا من القوات العسكرية والأمنية الإيرانية ومراكزهم في مناطق مختلفة من محافظة بلوشستان.
ومن بين هذه الهجمات، ذكر موقع "حال واش"، المعني بحقوق الإنسان في إيران، والذي يغطي أخبار بلوشستان، أن مسلحين هاجموا، يوم الأحد 29 سبتمبر (أيلول) الماضي مركزًا للشرطة في منطقة شهردراز التابعة لمدينة إيرانشهر.
وأكدت وكالة "إيسنا" الحادثة، نقلاً عن العقيد مهدي رشودي، قائد الشرطة في إيرانشهر، الذي أفاد بإصابة ضابط شرطة وأحد المهاجمين.
كما أعلن موقع "حال واش" وقوع هجومين آخرين نُسبا إلى جماعة "جيش العدل"، التي استهدفت قوات الأمن الإيرانية في اليوم نفسه.
ووفقًا لتقارير الموقع، فقد هاجمت جماعة "جيش العدل"، صباح الأحد الماضي أيضًا، مركزًا أمنيًا في منطقة دومغ بمدينة زاهدان، حيث زعمت الجماعة أنها قتلت أو أصابت عددًا من قوات الأمن.
وفي حادثة أخرى مساء اليوم نفسه، استهدفت قوات "جيش العدل" مركبتين تابعتين لقوات مرصاد في منطقة بشامغ التابعة لمدينة راسك. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية وقوع الهجوم، مشيرة إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بينهم جندي وضابطان.
وفي اليوم نفسه، قُتل ما لا يقل عن اثنين آخرين من أفراد القوات العسكرية والأمنية الإيرانية على يد مسلحين ينتمون لجماعة "جيش العدل".
كما أفادت التقارير بمقتل عنصر من القوات الخاصة في مدينة خاش، إثر هجوم مسلح. وقدمت قيادة الشرطة في محافظة بلوشستان القتيل على أنه الضابط رامين ولايتي.
وفي حادثة أخرى، قُتل حارس حدود، يُدعى أمير محمد أميري، خلال اشتباك بين قوات حرس الحدود ومسلحين في مخفر ماكي الواقع في منطقة هيرمند بمحافظة بلوشستان إيران.
وأعلنت جماعة "جيش العدل" مسؤوليتها عن جميع الهجمات، التي وقعت يوم الأحد الماضي في بلوشستان.
يُذكر أن هذه الجماعة المسلحة المعارضة للنظام الإيراني اشتبكت مرارًا مع قوات الحرس الثوري وحرس الحدود الإيرانيين في المنطقة، وقد أخذت في السابق عددًا منهم كرهائن أو قتلتهم.
وتعتبر إيران وعدة دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، جماعة "جيش العدل" منظمة إرهابية.
وفي تطور آخر، أفاد موقع "حال واش" بوقوع حادثة إطلاق نار في شارع الخميني بمدينة زاهدان، ما أسفر عن مقتل شخص. وبحسب التقرير، استهدف الهجوم رجل دين سُنّيًا يبلغ من العمر 68 عامًا، يُدعى جلال محمداني، حيث أُطلق عليه النار داخل سيارته مما أدى إلى مقتله، وأصيب أيضًا اثنان من الركاب الآخرين، ولم يتم الكشف بعد عن هوية المهاجمين أو دوافعهم.
يُذكر أنه قبل عامين، وبالتزامن مع اشتعال الاحتجاجات العامة في إيران واندلاع انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، أثارت أنباء عن تعرض فتاة بلوشية للاعتداء من قِبل مسؤول أمني في بلوشستان موجة من الاحتجاجات في المحافظة.
وفي يوم الجمعة 30 سبتمبر (أيلول) 2022، أطلق أفراد من القوات الأمنية النار على المصلين في مسجد مكي بمدينة زاهدان، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. ووفقًا لنشطاء بلوش، فقد قُتل ما لا يقل عن 100 شخص في الحادثة، بينما أعلنت السلطات المحلية أن عدد القتلى بلغ 35 شخصًا.
وفيما اتهم السكان المحليون والنشطاء البلوش الحرس الثوري وقوات الأمن الإيرانية بالمسؤولية عن إطلاق النار على المصلين، نفت القوات الإيرانية مسؤوليتها، مشيرة إلى أن جماعة "جيش العدل" هي من تقف وراء الحادثة، وهو ادعاء نفته الجماعة.
وفي خطوة جريئة، وبعد ثلاثة أسابيع من هذه الحادثة التي أُطلق عليها "الجمعة الدامية في زاهدان"، وجه مولوي عبدالحميد، خطيب أهل السُّنة، وإمام مسجد مكي في زاهدان، اللوم إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، معتبرًا إياه المسؤول عن هذه المجزرة.
وتأتي الهجمات الأخيرة بالتزامن مع الذكرى الثانية لهذه الأحداث المأساوية.