أميركا تحاكم مواطنًا من أصول إيرانية بتهمة تهريب أجزاء طائرات إلى طهران

أعلنت وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء 3 سبتمبر (أيلول)، أن غلام رضا كودرزي، المعروف باسم رون كودرزي، وهو مواطن أميركي من أصل إيراني مَثُلَ أمام محكمة المنطقة الجنوبية بولاية تكساس، لاتهامه بتهريب الأجزاء المستخدمة في إنتاج الطائرات المُسيّرة وغيرها من الولايات المتحدة إلى طهران.

وبحسب بيان وزارة العدل الأميركية، فقد تم القبض على غلام رضا كودرزي، الذي يبلغ من العمر 76 عامًا، ويعيش في بورتر بولاية تكساس، يوم الجمعة 30 أغسطس (آب) الماضي، في مطار جورج بوش الدولي. واتُهم بتهريب الأجزاء المستخدمة في إنتاج الطائرات المُسيّرة وغيرها من الولايات المتحدة إلى إيران.

وقال مساعد المدعي العام ماثيو ج. أولسن، من قسم الأمن القومي بوزارة العدل: "على مدى سنوات، استخدم المدعى عليه أساليب التغطية لتهريب أجزاء الطائرات المُسيّرة وغيرها من التكنولوجيا الخاضعة للرقابة إلى إيران، حتى أنه أخفى أشياء خاضعة للرقابة في أمتعته".

وأضاف أولسن أن "وزارة العدل وجهات إنفاذ القانون ملتزمتان بالتطبيق الصارم لضوابط التصدير لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة".

وقال علمدار حمداني، المدعي العام للمنطقة الجنوبية من تكساس أيضًا: "إن تهريب أجزاء الطائرات إلى إيران يُعرّض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر، ويمكن له تعزيز القدرات العسكرية للنظام الإيراني، ويمكّن النظام من زيادة قدرته القتالية الجوية وقوته الإقليمية، ويهدد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط".

وأضاف: "نحن نعمل مع قسم الأمن القومي بوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي والجمارك وحماية الحدود لمحاكمة إجراءات كودرزي ومحاسبته؛ بسبب التحايل على العقوبات المفروضة على إيران، باعتبارها دولة معادية".

وقال روبرت ويلز، المساعد التنفيذي لمدير فرع الأمن القومي بمكتب التحقيقات الفيدرالي، في السياق نفسه: "إن التهريب غير القانوني للتكنولوجيا الأميركية الحساسة إلى دولة أجنبية يهدد أمننا القومي ويقوّض سلامة قوانيننا التجارية".

وأضاف أن "الولايات المتحدة لن تتسامح مع الاتجار غير المشروع بتكنولوجيتها المتقدمة لخصومها، وسيعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي مع شركائه على مقاضاة أولئك، الذين ينتهكون قوانيننا ويعرضون أمتنا للخطر".

ووفقًا لوثائق المحكمة، فقد قام كودرزي أيضًا بتصدير أجزاء طائرات بشكل غير قانوني إلى إيران، في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 إلى 14 يوليو (تموز) 2024، بالإضافة إلى تهريب أجزاء الحفر المتعلقة بصناعة النفط.

وأشارت الوثائق أيضًا، إلى أن كودرزي قام بشراء قطع غيار طائرات أميركية من موردين مقرهم الولايات المتحدة، ثم قام بتصديرها إلى إيران، عادة عبر دبي في الإمارات العربية المتحدة.

وجاء في لائحة الاتهام الموجهة إلى غلام رضا كودرزي أنه سافر أيضًا إلى إيران عدة مرات وأخفى أجزاء من قطع غيار الطائرات وأشياء أخرى في أمتعته.

وفي الوقت نفسه، أكد كودرزي، في العديد من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة مع مورديه وعملائه، أنه لا يمكن إرسال الأجزاء إلى إيران، بسبب العقوبات.

وجاء في لائحة الاتهام أن السلطات فتشت أمتعة كودرزي، في عدة مناسبات، وعثرت على العديد من أجزاء طائرة مخبأة في الملابس، وتحتوي بعض هذه الأجزاء على ميزات متوافقة مع إنتاج الطائرات المُسيّرة، بالإضافة إلى الأجزاء، التي تُستخدم في المحركات الكهربائية والمولدات.

وبحسب هذه اللائحة، لم يكن لدى كودرزي التصاريح اللازمة لتصدير مثل هذه البضائع إلى الدول الخاضعة للعقوبات، بما في ذلك إيران.

وفي حالة إدانته، سيواجه كودرزي عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات بتهم التهريب وغرامة محتملة تصل إلى 250 ألف دولار.

يُذكر أنه تم اعتقال عدد من المواطنين الأميركيين من أصل إيراني، وحُكم عليهم لأسباب مماثلة، خلال السنوات الأخيرة.