بعد ضجة إعلامية وهجوم على بزشكيان.. المرشد الإيراني يؤكد استشارته في اختيار أعضاء الحكومة
بعد ضجة إعلامية على مدار الأيام الماضية، وهجوم على الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بسبب تصريحه أمام البرلمان بأن اختيار تشكيلته الوزاريه جاء بعد استشارة المرشد، قال علي خامنئي خلال لقاء مع أعضاء الحكومة اليوم، إن رئيس الجمهورية استشاره في اختيار الوزراء وتقديمهم.
وقال خامنئي، خلال اللقاء الذي عقد اليوم الثلاثاء 27 أغسطس (آب) مع رئيس الحكومة الرابعة عشرة مسعود بزشكيان وأعضاء الوفد الحكومي، إنه أيّد كفاءة بعض الوزراء، الذين وردت تقارير عنهم من "مصادر موثوقة"، وأكد على حضور بعضهم في الحكومة.
وتأتي هذه التصريحات للمرشد الإيراني بعد أن وصف حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، في مقال تصريحات بزشكيان حول اختيار الوزراء بالتنسيق مع المرشد بـ"الادعاءات غير الحقيقية"، التي تم الترحيب بها على نطاق واسع من قبل "أعداء النظام اللدودين".
وطلب شريعتمداري من بزشكيان تصحيح هذه التصريحات.
وفي كلمته الأخيرة للدفاع عن حكومته المقترحة في البرلمان يوم الأربعاء 21 أغسطس (آب)، قال بزشكيان: "لقد سلمت جميع القوائم إلى خامنئي. لقد جاء الجميع بانسجام وتفاهم".
وكتب شريعتمداري في مقاله، الذي نشر الخميس 22 أغسطس (آب)، أن هذه التصريحات "أصبحت على الفور ذريعة لأعداء النظام لاستخدامها في "تقويض الديمقراطية ومكانة البرلمان وحتى صلاحيات الرئيس في الجمهورية الإسلامية".
وفي لقاء مع الوفد الحكومي، قال خامنئي عن حكومة بزشكيان: "لم أكن أعرف الكثير [من الوزراء] وقلت ليس لدي رأي فيهم".
وأثارت مسألة تنسيق بزشكيان كرئيس للجمهورية مع خامنئي لاختيار أعضاء الحكومة الإيرانية ضجة إعلامية في الأيام الماضية، وجذبت الكثير من الاهتمام، لكن مجتبى ذو النوري، ممثل مدينة "قم" في البرلمان، قال في هذا الصدد: "الحكومات السابقة اختارت أيضا وزراءها بالتنسيق مع خامنئي، لكن لم تتحدث عن ذلك".
وقدم بزشكيان توضيحات مقتضبة حول التنسيق مع خامنئي. وفي وقت سابق قال، في إشارة إلى مرشحه المقترح لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي: "إن (عباس صالحي) الذي قدمناه لم يوافق على المشاركة في الحكومة، وأمره [خامنئي] بالمشاركة عبر الهاتف".
وشدد بزشكيان أيضًا على وزارة الطرق والتنمية الحضرية: "أخذت القائمة، وأخبروا السيدة صادق (فرزانة صادق مالوجراد) بالتواجد. لا تجعلوني أقول بعض الأشياء".
وحتى إبراهيم رئيسي، رئيس الحكومة الثالثة عشرة، لم يشدد كثيراً على الحصول على موافقة المرشد الإيراني في خطاب تقديم حكومته للبرلمان الذي ألقاه في أغسطس (آب) 2021.
وفي لقاء مع أعضاء الحكومة الرابعة عشرة، دافع خامنئي مرة أخرى عن سجل حكومة رئيسي وشبهه بـ"أمير كبير" من حيث زمن حكومته.
وقال المرشد الإيراني: "أمير كبير حكم البلاد ثلاث سنوات؛ أسس أعمالا عظيمة. السيد رئيسي نفسه حكم وترأس لمدة ثلاث سنوات. لقد عمل أعمالاً صالحة وأسس بعض الأعمال".
وطلب خامنئي من حكومة بزشكيان استخدام"شباب مخلصين وثوريين وملتزمين" في المناصب الحكومية.
وقال: "كنت أتحدث مع رئيس الجمهورية وأثرت نفس القضية. إذا تمكن، على سبيل المثال، من إعداد مائة شاب متدين ومتحمس وملتزم، وفي نهاية مدة حكومته تمكن من تسليم هؤلاء الشباب المائة إلى البلاد، في رأيي، فسيكون قد أنجز عملا عظيما".
وتحدث خامنئي أيضاً عن "العمق الاستراتيجي" لنظامه، وأضاف: "كانت إيران تُعرف ذات يوم بالسجاد والنفط. إيران اليوم معروفة بالعلم، معروفة بتقدمها العسكري، معروفة بقوتها الإقليمية، معروفة بعمقها الاستراتيجي في العالم".
ودعمت إيران في العقود الماضية الجماعات المسلحة في المنطقة، وحولتها إلى وكلاء لها فيما تسميه "العمق الاستراتيجي".
ويأتي تأكيد النظام الإيراني على "العمق الاستراتيجي" في ظل تزايد التوتر بين طهران وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران.
وقال خامنئي أيضًا عن اعتقال بافيل دوروف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تلغرام" في فرنسا: "لقد رأيتم أن هذا الشاب البائس تم اعتقاله في فرنسا، وتهديده بالسجن لمدة 20 عامًا. وهذا يدل على أنه انتهك حكمهم. ويجب أن يكون لدينا أيضًا حكم القانون في الفضاء الإلكتروني".
وتأتي هذه التصريحات في وضع تفرض فيه إيران قيودًا مشددة على الوصول إلى الإنترنت والمواقع الإلكترونية وبرامج المراسلة والشبكات الاجتماعية.
وكان ستار هاشمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في حكومة بزشكيان، قد قال مؤخرا إن الوزارة ستتابع بشكل جدي موضوع "شبكة المعلومات الوطنية"- التي يشار إليها بـ"الإنترنت الوطني"- خلال فترة ولايته.