متابعو "إيران إنترناشيونال": نظام طهران رد على احتجاجات الممرضين بالقمع والعنف
بالتزامن من موجة الاعتقالات والتهديدات ضد الممرضين؛ بسبب احتجاجاتهم، أرسل متابعو قناة "إيران إنترناشيونال" رسائل يظهرون من خلالها تضامنهم مع الممرضين، مشيرين إلى دورهم في مكافحة "كورونا"، ومؤكدين أن الجمهورية الإسلامية ردت على احتجاجاتهم ومطالبهم المشروعة بالقمع والعنف.
وقد احتج الممرضون، وأضربوا عن العمل في 39 مدينة ونحو 70 مستشفى، خلال الأسابيع الماضية، للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والاقتصادية.
وشهدت مدن: کرج، وشیراز، وبندرعباس، ورفسنجان، وأصفهان، وأراك، ویزد، ومشهد، والأهواز، وعبادان، وجهرم، وفسا، وآباده، واقلید، وکنكان، وإسلامآباد غرب، وهمدان، وبوشهر، وداراب، وتبریز، ویاسوج، وقزوین، ونیشابور، ودهدشت، وکرمانشاه، ومریوان، ورشت، وطهران، وسیرجان، وتبریز، وبیرجند، وزنجان، ولامرد، وتشابهار وشهرکرد، مظاهرات وإضرابات نظمها الممرضون في الأيام القليلة الماضية.
واستمرت احتجاجات الممرضين والطواقم الطبية خلال هذه الفترة، فيما تم استدعاء عدد من الممرضين المحتجين إلى الأجهزة الأمنية في مدن مختلفة من البلاد، كما تم اعتقال وتهديد عدد آخر منهم.
وسألت "إيران إنترناشيونال" متابعيها حول احتجاجات الممرضين وإضراباتهم وما هي مواقفهم من هذه المضايقات التي تُمارس بحقهم؟
وبعث عشرات المواطنين رسائل للقناة، مفادها أن "الجمهورية الإسلامية تنظر إلى الممرضين نظرة متدنية، وأنها ردت على مطالبهم بالقمع والعنف".
وأكد عدد كبير من المتابعين أنه في ظل حكم الجمهورية الإسلامية في إيران، تستخدم جميع الأجهزة والمؤسسات أسلوب القمع كأداة وحيدة للتعامل مع المشاكل والأزمات.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد ذكرت، في تقرير نشرته أمس الأول الجمعة، أن الأجهزة الأمنية استدعت ما لا يقل عن 18 ممرضًا وممرضة في مدن مختلفة.
كما تم اعتقال بعض الممرضات، مثل زهرا تمدن وفيروزه مجريان شرق وبويا اسفندياري وآخرين في مدينة أراك؛ بسبب دورهم في تلك الاحتجاجات.
وتشير المعلومات، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، إلى أن استدعاء واعتقال الممرضات في مختلف المدن، بما فيها طهران، مستمر، وتحاول المؤسسات الأمنية في إيران وقف موجة احتجاجات الممرضين والطواقم الطبية.
ودعا المجلس التنسيقي لاحتجاجات الممرضين في إيران، يوم الجمعة الماضي، السلطات الأمنية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن زملائهم المعتقلين في "طهران" و"أراك"، وإيقاف المضايقات التي يتعرضون لها؛ بسبب دورهم في الحراك الاحتجاجي للممرضين، كما ناشد الإيرانيين بدعم مطالبهم.
وقال مواطن، في رسالته لقناة "إيران إنترناشيونال"، إن "إضرابات الممرضين هذه الأيام تذكّرنا بانتفاضة (المرأة والحياة والحرية)، والتي انطلقت من مدينة صغيرة وامتدت إلى جميع المدن"، مؤكدًا أن إضرابات الممرضين الآن انتشرت في معظم مستشفيات إيران، ويواصلون احتجاجهم لكن نظرًا إلى أن احتجاجاتهم ليست في الشوارع وإنما في محيط المستشفيات، فإن الأجهزة الأمنية لا تستطيع قمعها بسهولة".
ووفقًا لهذا المواطن، فإن إيران تحاول قمع الممرضين ووقف احتجاجاتهم من خلال استدعائهم واعتقالهم والضغط على عائلاتهم.
وقال محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار الممرضين في إيران، عبر مقابلة مع موقع "مرصد إيران": "إن المستشفيات الحكومية في إيران تجبر الممرضين على العمل الإضافي الإجباري مقابل 20 ألف تومان لكل ساعة" (الدولار يعادل 58 ألف تومان).
وأكد شريفي مقدم أن مهنة التمريض فقدت جاذبيتها في إيران بشكل نهائي، مشيرًا إلى أن ما بين 2000 و3000 ممرض يهاجرون من البلاد سنويًا، وأن الكثيرين من الممرضين، الذين لم يهاجروا بعد، يفكرون في تغيير مهنتهم.
ودعا مواطن آخر الإيرانيين إلى دعم احتجاجات الممرضين، مؤكدًا أن هذه الاحتجاجات ليست مقتصرة على تلك الفئة؛ لأن جميع الفئات من معلمين وعمال وذوي احتجاجات خاصة لديهم مطالب واحتجاجات تجاه المسؤولين.
وأوضح هذا المواطن أن الاقتصاد الإيراني "تديره العصابات وهو اقتصاد فاسد، وقد تم توزيع كل شيء بين هذه العصابات. النظام ليس لديه مصدر مالي، وينفق كل ما لديه من أجل ضمان بقائه. هذه بداية النهاية وسيؤدي ذلك إلى نهاية الجمهورية الإسلامية مثلها مثل باقي الأنظمة الشمولية".
وأشار مواطن آخر، إلى أن الممرضين أنقذوا حياة الناس خلال فترة انتشار فيروس "كورونا" ووصلوا لنجدتهم، مؤكدًا أن واجب كل المواطنين دعم احتجاجاتهم والإسراع بمساعدتهم في هذا الوضع.
ويرى جواد توكلي، عضو المجلس المركزي لدار رعاية المسنين في البلاد، أن السبب الرئيس وراء احتجاجات الممرضين اليوم يعود إلى عقدين من الظلم وتجاهل مطالبهم.
يُذكر أنه في 5 أغسطس (آب) الجاري، وبعد وفاة الممرضة الشابة، بروانة ماندني، بدأت إضرابات واسعة النطاق للممرضين في مدن إيرانية مختلفة.
ويعمل أكثر من 220 ألف ممرض وممرضة في المستشفيات العامة والخاصة في إيران.
ويبلغ متوسط عدد الممرضين في جميع أنحاء البلاد 1.5 ممرض لكل ألف شخص، بينما يبلغ المتوسط العالمي لعدد الممرضين لكل ألف مريض 3 ممرضين.
وقد أدت الأجور المنخفضة للغاية وظروف العمل الصعبة إلى تقليل الطلب على هذه الوظيفة، وواجه النظام الطبي في إيران وضعًا معقدًا.
ولم تقتصر احتجاجات نظام التمريض والطواقم الطبية بشكل عام في إيران على الإضرابات الأخيرة، بل إنها بدأت منذ شهر يوليو (تموز) من هذا العام أيضًا.
وأعلن فريدون مرادي، عضو المجلس الأعلى لقطاع التمريض، في وقت سابق من هذا الشهر، أن ما بين 150 و200 ممرض يهاجرون من البلاد شهريًا.