تنديدًا بالأوضاع الوظيفية الصعبة.. عاصفة احتجاجات الممرضين في إيران تصل إلى طهران

في مشهد يعكس احتدام الأزمة وتزايد الإحباط، وصلت احتجاجات الممرضين في إيران، إلى العاصمة طهران، بعد أكثر من أسبوعين من التظاهر؛ تنديدًا بالأوضاع الوظيفية الصعبة وعدم تلبية المطالب.

وأظهرت الصور المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، تجمع الممرضين أمام مبنى وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في طهران، يوم أمس الأربعاء 21 أغسطس (آب).

وردد الممرضون المحتجون عدة شعارات، ومنها: "العمل الإضافي بـ 20 تومان، عار عليكم"، و"إذا لم يكن الممرض سوف ينهار النظام".

وفي الوقت نفسه، أُقيمت تجمعات احتجاجية أخرى في مدن أصفهان وتبريز ورشت والأهواز ومريوان ودهدشت وكرمانشاه.

واستمرت التجمعات الاحتجاجية للممرضين منذ أشهر، لكن الجولة الجديدة بدأت في الثالث من الشهر الجاري، باحتجاجات وإضرابات مستشفيات مدينة شيراز، جنوب إيران، والتي امتدت إلى مدن أخرى.

وتوقف ممرضو مستشفيات شيراز بمحافظة فارس عن العمل، منذ يوم السبت 3 أغسطس الجاري؛ احتجاجًا على "العمل الإضافي القسري، وعدم تطبيق القوانين، وانخفاض الرواتب، وظروف العمل الصعبة، والإهانات والتهديدات"، ودعوا إلى اتخاذ إجراء مباشر من قِبل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان.

وتوقف الممرضون عن العمل، في بعض المدن، بما في ذلك شيراز، بينما هدد الممرضون، في بعض المدن الأخرى، مثل أصفهان، بالإضراب، إذا استمرت السلطات في تجاهلهم.

وذكرت صحيفة "هم ميهن"، الأحد 11 أغسطس، أن 90 بالمائة من الممرضين في مستشفيات شيراز توقفوا عن العمل، وبدلاً من تواصل مديري المستشفيات مع هؤلاء الممرضين، "تواصلت معهم المؤسسات الأمنية والمشرفون وهددوهم بالفصل ورفع القضايا والاستدعاء".

وكانت النقابات قد أعلنت، في وقت سابق، عن تهديد الممرضين في هذه المدينة من قِبل الأجهزة الأمنية.

وقال الأمين العام لدار الممرضين في إيران، محمد شريفي مقدم، يوم الخميس 15 أغسطس، إنه تم إغلاق غرف العمليات في خمسة أو ستة مستشفيات في شيراز بالكامل؛ بسبب إضراب الممرضين، خلال الأيام الماضية.

وأشار شريفي مقدم، إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها مهنة التمريض، وقال إن عدد حالات الانتحار بين الممرضين "أعلى بكثير من بقية الفئات، ولا يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام".