تناقضات حول سقوط طائرة رئيسي.. وكالة "فارس" الإيرانية: لم يتم مراعاة البروتوكولات الأمنية

كتبت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، الأربعاء 21 أغسطس (آب)، خلافا للتقارير الرسمية السابقة، أنه في حادث تحطم مروحية إبراهيم رئيسي ورفاقه، لم يتم مراعاة حالتين من "البروتوكولات الأمنية الضرورية لرئاسة الجمهورية".

وكتبت وكالة "فارس" أنه تم تحديد "الوزن الزائد" و"الظروف الجوية" كأسباب للحادث.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تذكر اسمه، أنه بناء على تقارير الطقس، تم إبلاغ فرق رحلة رئيسي ورفاقه بأن الرحلة يجب أن تتم قبل الساعة 13:00.

وأضافت: "عندما بدأت الرحلة، فإن التأخير الذي سببته زيارات الرئيس جعل الوضع الجوي غير مناسب، ومن ناحية أخرى فإن ارتفاع وزن المروحية في الضغط الجوي لتلك المنطقة كان عاملاً مهماً في عدم قدرة الطيار في السيطرة على المروحية".

وتحطمت المروحية التي كانت تقل رئيسي وعددًا من كبار المسؤولين في إيران، بمن فيهم حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية، ومحمد علي آل اشم، خطيب جمعة تبريز، في 19 مايو (أيار) في منطقة ورزقان الجبلية. في محافظة أذربيجان الشرقية، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.

وقال المصدر الأمني، في حديثه مع وكالة أنباء "فارس"، إن المروحية التي تقل رئيسي كانت تقل شخصين أكثر من البروتوكولات الأمنية، الأمر الذي أثر على رد فعل الطيار في الظروف الجوية غير المواتية.

وأضاف: "عندما رأى الطيار كتلة الضباب وقام بتعديل المروحية على ارتفاع طيران مناسب، لم تكن قوة جر المروحية كافية لهذا الإجراء، وحدث الاصطدام بالجبل بسبب تدني الرؤية الناتج عن الضباب".

ويأتي نشر تصريحات هذا المصدر المطلع في وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني، في حين أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، باعتبارها الهيئة المسؤولة عن التحقيق في قضية تحطم مروحية رئيسي، في تقرير بتاريخ 29 مايو (أيار) أنه قد تمت مراعاة "السعة المسموح بها للمروحية".

وبحسب هذه المؤسسة العسكرية، لم يتم ملاحظة أي مشكلات في صيانة وإصلاح مروحية رئيسي يمكن أن تتسبب في هذا الحادث، كما يستبعد احتمال حدوث انفجار ناجم عن عمل تخريبي في هذا الحادث.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء "فارس"، أفاد المصدر الأمني أيضاً أن المروحية التي تقل رئيسي ورفاقه في أذربيجان الشرقية لم يكن بها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتم تغيير قادة الرحلة في الطريق ذهاباً وإياباً، وكلاهما كان في إطار البروتوكولات الأمنية.

وأضاف: "بما أن معظم أنظمة هذه المروحيات ميكانيكية، فإن احتمال التشويش على الأنظمة الإلكترونية واختراقها مستبعد بشكل أساسي".

وبحسب هذا المصدر، فإن نحو 30 ألف شخص "خضعوا للتحليل الأمني والاستخباراتي" بعد مقتل رئيسي، وتظهر نتائج هذه الدراسات عدم وجود "أي عامل مشبوه" في هذه الحادثة.

وفي 23 مايو (أيار)، بحثت صحيفة "جمهوري إسلامي" الصادرة في طهران في تكهنات حول احتمال وجود "مؤامرة أجنبية" في مقتل رئيسي.

وكتبت هذه الصحيفة أن "نشر منشآت عسكرية واستخباراتية واتصالات إسرائيلية على الجدار الحدودي لجمهورية أذربيجان يسلط الضوء على احتمال تورط إسرائيل في إسقاط مروحية رئيسي".

وفي بيان لها يوم 30 مايو (أيار)، اعتبرت منظمة "تضامن الجمهوريين الإيرانيين" رواية النظام الإيراني عن تحطم طائرة رئيسي بأنها "تحتوي على غموض وتناقضات".

وأعلنت: "في حال تحطمت مروحية رئيسي بمؤامرة داخلية، فإن خطر تكثيف العلاقات المافيوية للنظام أمر مثير للقلق".