الممرضون الإيرانيون يواصلون احتجاجهم ويهددون بالاستقالة الجماعية.. والأمن يهاجم المحتجين

واصل الممرضون الإيرانيون المحتجون، يوم الثلاثاء 20 أغسطس (آب)، تنظيم مسيرات احتجاجية في عشرات المدن الإيرانية. وبحسب التقارير، هاجمت قوات الأمن بعض هذه التجمعات.

وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن ممرضي مستشفى "الإمام الرضا" في مشهد واصلوا احتجاجهم وإضرابهم يوم الثلاثاء 20 أغسطس (آب)، ورددوا هتافات مثل: "أيها الممرض اصرخ من أجل حقك".

ويظهر في أحد هذه الفيديوهات قيام أمن مستشفى "الإمام الرضا" بالاعتداء على تجمع الممرضين المحتجين.

وأدانت منظمة التمريض في مشهد والمدن التابعة لها في بيان لها "أي أعمال مضايقة ومعاملة غير لائقة للممرضين، الأمر الذي سيؤدي إلى تكثيف احتجاجاتهم".

وأشار البيان إلى بعض مطالب الممرضين المحتجين، بما فيها "الشفافية في القوانين واللوائح"، و"الزيادة في الرواتب والمزايا، وزيادة أجور العمل الإضافي".

وحذرت هذه المنظمة النقابية: "إذا لم يتم تلبية المطالب المتعلقة بحقوق الزملاء، فسنضطر إلى إعلان الاستقالة الجماعية لأعضاء مجلس إدارة نظام التمريض، والوقوف إلى جانب الزملاء كما هو الحال دائما”.

دعم احتجاجات الممرضين

وأيد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين في بيان له مطالب الممرضين.

وجاء في هذا البيان: "إن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران يدعم مطالب الممرضين واحتجاجاتهم، ويدين أي نوع من الإجراءات الأمنية ضد الممرضين".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الممرضون المحتجون للاعتداء.

وفي يوم الاثنين 19 أغسطس (آب)، هاجم عناصر الأمن الممرضين المحتجين في مستشفى "ولي عصر" في مدينة "أراك"، وحاولوا اعتقال شخص واحد.

وردد المتظاهرون في هذا التجمع شعارات منها: "قوات الشرطة.. ستدخلون المستشفى أيضًا".

يذكر أن الإضرابات الجماعية للممرضين في مدن مختلفة بدأت منذ 5 أغسطس (آب) وبعد وفاة بروانه ماندني، الممرضة البالغة من العمر 32 عاماً من مستشفى "الإمام الحسين" في سبيدان بمحافظة فارس، والتي توفيت في 2 أغسطس (آب)، بعد أن رافقت ثلاثة مرضى أثناء إرسالهم من هذا المستشفى إلى أحد المستشفيات في شيراز، بسبب ضغط العمل المفرط.

وامتدت احتجاجات الممرضين في إيران إلى العديد من مدن البلاد في الأيام الأخيرة.

وقد توقف الممرضون عن العمل في مدن أراك والأهواز وأصفهان، من بين مدن أخرى، واتسع نطاق إضرابهم في جميع أنحاء البلاد.

وعلى الرغم من انتشار الاحتجاجات وإضرابات الممرضين في مدن مختلفة من البلاد للمطالبة بحل مشكلاتهم النقابية والمعيشية، سافر بهرام عين اللهي، وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي، إلى حدود مهران "لتفقد الخدمات والبنية التحتية الصحية لزوار الأربعين"، وشدد في هذه الزيارة على ضرورة توزيع الخدمات.

وبحسب قول محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار الممرضين، فإن الممرضين في حوالي 50 مستشفى أضربوا عن العمل يوم الاثنين 19 أغسطس (آب).

وقال مساعد وزير الصحة عباس عبادي، لموقع "جماران"، الثلاثاء: "الحقيقة أننا أمام تحديات جدية في مجال التمريض الذي أصبح على حافة الغليان والأزمة".

وأضاف: "إذا لم تتعاون الحكومة والسلطات الأخرى، أي السلطتين التشريعية والقضائية، فقد يؤدي ذلك إلى خلق مشكلة عامة واجتماعية".

كما أدت احتجاجات الممرضين إلى تعطيل عمل المستشفيات.

وبحسب مقاطع الفيديو والتقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، تم إغلاق قسم المرضى الداخليين في مستشفى "أمير المؤمنين" في أراك يوم الاثنين 19 أغسطس (آب)، بعد إضراب الممرضين احتجاجاً على الأوضاع المعيشية.

وأفاد موقع "جماران" أنه فقط إذا تمت مراجعة أخبار الأشهر القليلة الماضية، فسوف يتضح ما حدث للممرضين.

ومن بين الحالات التي ذكرها هذا الموقع: هجرة ثلاثة آلاف ممرض وممرضة خلال عام واحد فقط، واحتجاجات متفرقة بسبب سوء تطبيق تعرفة الخدمة التمريضية، خاصة في النصف الثاني من العام الماضي، واستقالة 20 ممرضا من مستشفى "طالقاني" بمدينة تشالوس، واستقالة 40 ممرضا وعضوا في هيئة التمريض في مستشفى "شهداء تجريش" في طهران، واستقالة 30 ممرضا من مستشفى "طالقاني" في عبادان، وانتحار الممرضين في مدن طهران وسنندج وكرمانشاه.

ولم تقتصر احتجاجات نظام التمريض والطواقم الطبية بشكل عام في إيران على الإضرابات الأخيرة، وقد احتج الممرضون في يوليو (تموز) من هذا العام.

وأعلن فريدون مرادي، عضو المجلس الأعلى لنظام التمريض، هذا الشهر أن 150 إلى 200 ممرض يهاجرون كل شهر.

الممرضون وانهيار النظام الصحي

لقد أدى ضغط العمل والأجور غير المتناسبة وتأخر الرواتب، من جهة، والاعتداءات المتكررة على الممرضين في مستشفيات البلاد، من جهة أخرى، إلى تفاقم حالة عدم الرضا لدى هذه الفئة من الكوادر الطبية.

وأدت الهجمات على الممرضين إلى قيام دار الممرضين بالسعي إلى تزويد هذه المجموعة بمعدات الحماية.