بعد الاعتداءات الممنهجة.. "طالبان" تدعو إيران إلى إنهاء العنف ضد المهاجرين الأفغان

دعت حكومة "طالبان" في أفغانستان، إيران، إلى إنهاء العنف ضد المهاجرين الأفغان، بعد نشر شريط فيديو لضابط شرطة يضرب بوحشية مهاجرًا أفغانيًا مراهقًا في مدينة دماوند.

وقالت وزارة اللاجئين التابعة لـ "طالبان"، في بيان يوم الجمعة، إن الحركة تشعر بقلق بالغ إزاء نشر مقاطع فيديو "مفجعة" تظهر الشرطة الإيرانية وهي تسيء معاملة مهاجر.

كما طلبت حركة طالبان من النظام الإيراني معالجة مشاكل المهاجرين الأفغان، وإنهاء العنف ضدهم.

وجاء في بيان حكومة "طالبان" أن الترحيل القسري للمهاجرين الأفغان من إيران "يتعارض مع المبادئ الإسلامية والدولية ومبادئ حسن الجوار، وينبغي تحقيق هذا الهدف بالتنسيق بين البلدين وإطلاق برامج تحفيزية لعودتهم".

كما حثت "طالبان" المهاجرين الأفغان في إيران على العودة إلى أفغانستان "طوعًا وبكرامة"، و"إذا بقوا في إيران، عليهم احترام القوانين الإيرانية".

وشددت حركة طالبان على رغبتها في علاقات جيدة مع جيران أفغانستان، ودعت إيران إلى القضاء على القضايا التي تضر بالعلاقات وتوفر "أساسًا للدعاية الكاذبة في بعض المجالات".

وهذه هي المرة الأولى التي ترد فيها حركة طالبان رسميًا على تعذيب مهاجر أفغاني على يد عناصر الشرطة الإيرانية.

وقد أفادت قناة "أفغانستان إنترناشيونال"، في تقرير، يوم الأربعاء الماضي، بأن رجل شرطة إيرانيًا أمسك بيدي وقدمي مراهق أفغاني يبلغ من العمر 15 عامًا، يُدعى سيد مهدي، وقام شرطي آخر بوضع ركبته على رقبته في قرية أبسرد بمدينة دماوند.

وأضاف التقرير أن هذا المراهق يرقد الآن في المستشفى، وهو من ولاية دايكوندي الأفغانية.

وفي الفيديو المنشور، يمكن رؤية عدد من رجال الأمن بجانب سيارة الشرطة، وهم يضعون هذا المراهق على الأرض.

وفي بداية هذا الفيديو، ألقى الشرطيان بثقلهما الكامل على جسد المراهق، ثم وضع الشرطي، الذي يرتدي الزي الرسمي ركبته على رقبته، وقام بالضغط عليه.

وفقًا لتقرير "أفغانستان إنترناشيونال"، فقد هاجر عدد كبير من اللاجئين الأفغان إلى إيران، بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.

والعديد من هؤلاء المهاجرين هم من النساء والفتيات المحرومات من الحق في التعليم والعمل في أفغانستان، وجزء آخر من المهاجرين موظفون عسكريون وحكوميون سابقون فروا إلى إيران؛ خوفًا من انتقام طالبان.

كما توجه عدد من المهاجرين إلى إيران للعمل في أعقاب الأزمة الاقتصادية وانتشار البطالة في أفغانستان، التي تسيطر عليها حركة طالبان.

وأثار نشر مقطع الفيديو، الذي يظهر تعذيب هذا المهاجر الأفغاني البالغ من العمر 15 عامًا ردود فعل واسعة النطاق، خلال الأيام الماضية.

وقال مدير عام جنوب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، رسول موسوي، إنه لا توجد سلطة أو مؤسسة في إيران تقبل بمناهضة الهجرة، وتعتبرها "حقًا مشروعًا للأجانب".

وأضاف أنه يجب على الأجانب اتباع اللوائح تمامًا، كما يُطلب من الشعب الإيراني اتباع القوانين.

وقارن مستخدمو التواصل الاجتماعي ضغط الشرطي الإيراني على رقبة هذا المراهق الأفغاني، بقصة جورج فلويد في أميركا عام 2020، والتي تسببت في احتجاجات واسعة النطاق في الولايات المتحدة.