صحف إيران: هجوم "غير تقليدي" على إسرائيل وتنسيق روسي إيراني والوضع الاقتصادي غير مستقر
رأت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء 6 أغسطس (آب)، أن العد التنازلي للهجوم الإيراني على إسرائيل قد بدأ، وأن أياما قليلة أو ربما ساعات تفصل بيننا وبينا انطلاق الهجوم الإيراني على إسرائيل، والذي يتوقع أن يكون أوسع نطاقا من الهجوم السابق في أبريل (نيسان) الماضي.
ونقلت صحيفة "اعتماد" عن وسائل إعلام غربية أن إيران قد أبلغت العواصم الأجنبية بأن طهران لن تعرف خطوطا حمراء في الرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء الماضي.
أما صحيفة "خراسان" فرأت أن الرد الإيراني سيكون عبر تنفيذ عملية اغتيال على شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى، تكون بنفس الوزن والثقل السياسي لإسماعيل هنية، داعية النظام الإيراني إلى التخلص من "الإدمان" على الصواريخ والمسيرات.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، قالت إن كثرة الاتصالات التي تجريها الأطراف المختلفة والوسطاء مع طهران لم ثنن إيران عن عزمها في الرد على إسرائيل، مشددة على أن المسؤولين في طهران أبلغوا الوسطاء بأن عدم الرد على إسرائيل سيكون "قصورا أخلاقيا"، بالإضافة إلى أنه سيجعل إسرائيل "تعتاد" على مثل هذه التصرفات.
فيما أشارت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، إلى أن "الرد الإيراني هذه المرة سيكون مختلفا، وأن إيران لن ترحم إسرائيل".
في شأن غير بعيد تطرقت بعض الصحف إلى زيارة أمين مجلس الأمن القومي الروسي "سيرغي شويغو" إلى طهران، بالتزامن مع زيارات المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأميركيين إلى تل أبيب، ولفتت إلى أن هذه الزيارات تعكس التحركات الخطيرة والمقلقة للأطراف الدولية الكبرى، التي سيكون لها بكل تأكيد دور في أي صراع قادم بين إيران وإسرائيل.
كما لفتت بعض الصحف إلى الخسائر الاقتصادية التي ضربت البورصات الكبرى في العالم، وقالت بعض الصحف إن التوتر في الشرق الأوسط والمخاوف من اندلاع حرب إقليمية كان له أثر في حدوث الخسائر والأضرار التي ضربت الأسواق والعملات الرقمية، بالإضافة إلى انخفاض أسهم بعض الشركات الكبرى في العالم.
والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في موضوعات الصحف التالية:
"خراسان": الرد على اغتيال هنية سيكون باستهداف شخصية إسرائيلية كبرى
كتبت صحيفة خراسان الأصولية أن الرد الإيراني على إسرائيل لن يكون باستخدام الصواريخ والطائرات، وإنما سيكون بنفس النهج الذي اغتيل فيه هنية بطهران.
وقالت الصحيفة في هذا السياق: "كما كان الرد على استهداف القنصلية الإيرانية باستخدام الصواريخ، فكذلك سيكون الرد على اغتيال هنية بنفس الشكل والأسلوب، وأن يتم اغتيال شخصية بنفس المستوى والثقل".
وأضافت: "يجب تخليص محور المقاومة من "إدمان الصواريخ والمسيرات" وتوظيف الطاقات والإمكانيات الأخرى".
وقالت صحيفة خراسان، المقربة من الحكومة السابقة: "يجب أن يحول النظام هذه الظروف إلى فرصة، ويجعل من تل أبيب هدفا جديدا للعملية القادمة".
"آرمان ملي": الوضع الاقتصادي غير مستقر في إيران
في مقال بصحيفة "آرمان ملي" تناول الكاتب والخبير الاقتصادي، هادي حق شناس، التعقيدات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني في المرحلة المقبلة، فبينما يحاول الرئيس الجديد بوعوده الانتخابية بث الأمل في حياة الإيرانيين الاقتصادية، بعد سنوات من التأزم والتدهور المعيشي والاقتصادي، نلاحظ أن صعوبة المرحلة والأزمات الدولية التي تواجهها إيران تقف عائقا كبيرا أمام أي محاولات لإنقاذ الاقتصاد، وتحسين الوضع المعيشي للمواطن.
وأكد الكاتب في مقاله أن حكومة بزشكيان استلمت السلطة في وقت عصيب، حيث تعاني الحكومة من ديون مثقلة للبنك المركزي، والتضخم مرتفع بنسب كبيرة.
وقال: كل هذه المؤشرات تدل على أن حال الاقتصاد الإيراني ليس بخير، وأنه اقتصاد "مريض"، وعلى الحكومة الجديدة التعامل مع هذا الوضع انطلاقا من هذه الحقيقة.
كما شدد حق شناس على أهمية السياسة الخارجية في تحسين الوضع الاقتصاد للمواطن في إيران، داعيا بزشكيان إلى إعطاء الأولوية القصوى لحلحلة مشكلات إيران الدبلوماسية مع دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وأضاف أن أي جهود من قبل الحكومة تتجاهل هذه القضية فإنها ستمنى بالفشل، ولن تحقق الأهداف والغايات المرجوة.
"جمله": فشل ذريع لسياسات النظام الاجتماعية
سلطت صحيفة "جمله" في تقرير لها الضوء على ظاهرة الطلاق بين الإيرانيين، وقالت إن الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات ألغت الترفيه والسياحة والسفر والتسلية من حياة الإيرانيين، ما خلق أزمات أسرية كثيرة، انتهت العديد منها إلى تفكيك الأسرة والطلاق بين الزوجين.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى إحصاءات منظمة السجل المدني الإيراني التابعة للحكومة، وقالت إن نسب الطلاق في العام الإيراني المنصرم ارتفعت بنسبة 17 في المائة، فيما انخفضت نسبة الزواج بين الشباب الإيرانيين إلى 40 في المائة، ما يدق ناقوس خطر رهيب في الحياة الاجتماعية في إيران.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي أبو القاسم حسيني أبهري قوله إن من بين كل 5 حالات زواج في إيران تنتهي واحدة منها إلى الطلاق.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الأرقام والإحصاءات المقلقة تأتي في وقت تحاول فيه السلطات بشتى السبل والطرق تعقيد أمور الطلاق ومنعه، وفي المقابل تقدم تسهيلات وخدمات كثيرة بهدف تشجيع الشباب على الزواج، لكن نرى أن النتائج عكسية، وأن الشباب- بسبب الأزمة الاقتصادية- عازفون عن الزواج وتشكيل أسرة وحياة زوجية.