ناشطون مدنيون وأسر ضحايا النظام يؤكدون مقاطعة الانتخابات الرئاسية في إيران
شدد عدد من الناشطين المدنيين وأسر ضحايا النظام المطالبين بتحقيق العدالة على مقاطعة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وذكروا أن "أتون الانتخابات الصورية لا تسخّنه الدعاية"، مؤكدين أنه لن يكون هناك غدٌ لإيران بوجود نظام الجمهورية الإسلامية، وعدم المشاركة في مسرحية انتخابات خامنئي.
وكتبت سبيده ريشنو، الكاتبة والناشطة المدنية المعارضة للحجاب الإجباري، على صفحتها بموقع "إنستغرام": "بالنسبة لإيران وشعبها، ليس هناك غدٌ مع الجمهورية الإسلامية"، مضيفة: "مع أي فزاعة (رئيس جمهورية) لايزال هناك رصاص في البندقية. التغيير كان دائمًا مصحوبًا بإرادة الناس ومقاومتهم".
وأشارت كول جهان أشرف بور، والدة أكبر محمدي، الناشط الطلابي الذي توفي في السجن، في رسالة من المستشفى، إلى أن الرئيس لا يملك السلطة، وطالبت المواطنين بعدم المشاركة في الانتخابات و"الجلوس في منازلهم طوال يوم الانتخابات" و"عدم المشاركة في مسرحية انتخابات خامنئي".
ونشرت آتش شاكرمي، خالة نيكا شاكرامي، المراهقة المحتجة التي قُتلت على يد عناصر الأمن الإيراني، منشورًا على صفحتها بـ "إنستغرام"، مؤكدة أن أتون الانتخابات الصورية لا تسخنه الدعاية، وكتبت: "الشعب ليس وقودًا لهذا الفرن، ويد كل عميل في النظام ملطخة بدماء أبناء الوطن".
وأشار مولوي عبد الله كرد، خطيب جمعة أهل السُّنّة في مهرستان بمحافظة بلوشستان، إلى التمييز القائم ضد الشعب البلوشي ومجتمع أهل السُّنّة وأعلن: "نحن لا نصوّت لكسب الأجر، ولدينا مطالب لم تُحسم، لذلك لن نشارك في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة".
وقال: نحن أهل السُّنّة قدمنا ضحايا على حدود إيران، ففي أي حكومة كان لدينا وزير ومحافظ سُنّي حتى نشارك في الانتخابات، وأضاف: "من واجبنا التعبير عن مطالب الناس من خلال المنبر الذي قدمه لنا هذا الشعب".
وكتب فؤاد شوبين، أحد أفراد الأسر المطالبة بتحقيق العدالة في حسابه على X)): "لا ننسى أنه في نوفمبر2022، أطلق علينا عناصر أمن النظام الرصاص وقتلوا أرتين رحماني بالرصاص الحي. وإزاء هذه الجرائم لن نشارك في الانتخابات ولن نصوّت لأي من رجال خامنئي المتعطش للدماء".
وكتب العديد من الطلاب والتربويين والناشطين السياسيين والمدنيين والسجناء السياسيين في إيران، خلال الأيام الماضية، رسائل ووقّعوا على بيانات مختلفة يطالبون فيها الشعب بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات.
وأعلن 520 تربويًا إيرانيًا، يوم أمس السبت، 22 يونيو (حزيران)، في بيان مشترك، أن المشاركة في الانتخابات غير مجدية في حل المشاكل و"الأسوأ من ذلك كله، أنها تزيد من شرعية النظام، وستكون دافعاً له لمزيد من قمع المحتجين والمتظاهرين".
وأعلنت نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة، في رسالة من سجن إيفين، يوم أمس أيضًا، أنها لن تشارك في "الانتخابات غير الشرعية للنظام الفاسد وغير الشرعي".
وانتقدت السجينة السياسية، كلروخ إيرايي، في وقت سابق، وتحديدًا يوم 16 يونيو (حزيران)، في رسالة لها من سجن إيفين، الإصلاحيين؛ لتشجيعهم الناس على المشاركة في الانتخابات، ووصفت هذا النهج بالخيانة.
وكتبت في نص نشرته على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي: "على الإصلاحيين أن يعلموا أننا، شعب إيران، نتذكر خيانتهم منذ اليوم الأول، ولن ننسى ذلك".
وأشارت محبوبة رضائي، السجينة السياسية، في رسالة لها أيضًا من سجن إيفين، إلى أنه لو كانت الانتخابات فعالة في الأنظمة الديكتاتورية والشمولية، فلن يُمنح الناس بالتأكيد حق الاختيار، وشددت على أن النظام الإيراني ليس له شرعية، والانتخابات رهان على حصان النظام الخاسر وتكرار للأخطاء السابقة".
وردت شعله باكروان، والدة ريحانة جباري، التي أُعدمت في إيران، على سؤال من "إيران إنترناشيونال"، حول سبب عدم المشاركة في الانتخابات، قائلة: "لن أصوّت لأنني لم أنس جرائم هذا النظام".
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة يوم 28 يونيو (حزيران) الجاري، رغم حملات المقاطعة وإصرار المواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على عدم المشاركة فيها.