تقرير معهد أوروبي: إيران توسع نفوذها في سوريا ولبنان و"قلقة" من التقارب العربي مع دمشق

قال معهد أبحاث "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" في مقال تحليلي إن إيران مصممة، ليس فقط على الحفاظ على نفوذها في لبنان وسوريا، لكن أيضا على توسيع دائرة هذا النفوذ في هذين البلدين.

وجاء في هذا المقال، الذي نشر الأربعاء 5 يونيو (حزيران)، أنه نظراً للعلاقات الوثيقة بين إيران وحزب الله، وسيطرة هذا الحزب على معادلات القوة في لبنان، فإن النظام الإيراني لا يجد عائقا كبيرا أمام تعزيز نفوذه في هذا البلد.

وبحسب النتائج التي توصل إليها معهد أبحاث "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، المعروف باسم "ECFR"، فإن الوضع في سوريا ليس مطمئنا بالنسبة لإيران كما هو الحال في لبنان، وإن توطيد سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، وإعادة العلاقات بين دمشق والدول العربية الأخرى في المنطقة، من الممكن أن يؤثر سلبا على نفوذ إيران في سوريا.

ونتيجة لذلك، حاولت إيران في السنوات الأخيرة التركيز على الحفاظ على قدراتها في سوريا بشكل مستقل عن النظام السوري، وإعداد نفسها لسيناريوهات مختلفة، بما في ذلك احتمال الإطاحة بالأسد أو قرار دمشق التقليل من الدور الإيراني.

ويضيف "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" أنه بالنظر إلى الدعم الواسع الذي تقدمه إيران للنظام السوري خلال الصراعات التي تشهدها سوريا، يبدو من غير المرجح أن يرغب الأسد في التخلي عن الشراكة مع طهران، حتى لو تطورت العلاقات بين دمشق والدول العربية وأصبحت أكثر دفئا.

وأدت الحرب الأهلية السورية، التي بدأت بمظاهرات سلمية ضد نظام الأسد في عام 2011، إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الملايين.

يشار إلى أن دخول تنظيم داعش من جهة، والقوى الداعمة لنظام الأسد مثل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني من جهة أخرى إلى الصراع السوري، بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، أدى إلى تدمير اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية بشكل كبير.

وفي مقاله، وصف "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" استراتيجية إيران في سوريا ولبنان بأنها "دفاع متقدم"، وكتب أن طهران تحاول الحفاظ على قوتها الردعية ضد تهديدات إسرائيل بهذه الطريقة.

ويستخدم المسؤولون الإيرانيون استراتيجية "الدفاع المتقدم" كوسيلة لزيادة "العمق الاستراتيجي" لإيران في الشرق الأوسط.

وقد أصبحت هذه الاستراتيجية أكثر بروزاً خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته حماس على إسرائيل، وحاولت إيران الضغط على إسرائيل من خلال دعم الجماعات المتحالفة معها، بما في ذلك حزب الله، ولكن في الوقت نفسه، امتنعت عن المواجهة المباشرة مع تل أبيب.

ووفقا لهذا المعهد البحثي، يمكن رؤية الاستراتيجية "المزدوجة" للنظام الإيراني في الهجوم الأخير الذي شنته إيران على إسرائيل.

وهاجمت طهران إسرائيل مساء يوم 13 أبريل (نيسان) بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم إسقاط 99% مما أطلقته إيران نحو إسرائيل بواسطة أنظمة الدفاع الإسرائيلية وحلفائها.

وأضاف "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" أن هذا الهجوم تم بطريقة تمنع "مواجهة مفتوحة" بين البلدين.

وفي إطار استراتيجية طهران "المزدوجة" تجاه إسرائيل، أصبح دور سوريا ولبنان أكثر بروزاً من ذي قبل بعد أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وبحسب الإحصائيات التي عرضها مقال "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، فإن حزب الله أطلق منذ بداية الصراع الحالي نحو ألف صاروخ وقذيفة مضادة للدبابات باتجاه شمال إسرائيل، وخلال هذه الهجمات قتل ما لا يقل عن 22 إسرائيليا من العسكريين والمدنيين.