النظام الإيراني يواصل "هندسة" الانتخابات.. تحفيز وهدايا للمشاركين واعتقال وتهديد المعارضين

عشية يوم التصويت لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس خبراء القيادة في إيران، المقرر الجمعة 1 مارس (آذار)، تزايدت جهود النظام الإيراني لإغراء المواطنين بالتصويت، وتهديد المعارضين والمنتقدين.

وقال مسؤولو النظام الإيراني في القطاعين العسكري والتعليمي إنهم سيستخدمون أدواتهم ومرافقهم لإحضار الجنود والطلاب الذين يصوتون للمرة الأولى إلى صناديق الاقتراع.

ويحاول المسؤولون استغلال الطلاب والوصول إلى عائلاتهم وأصدقائهم لزيادة مشاركتهم في الانتخابات، وجرهم إلى صناديق الاقتراع.

وطلب المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطابه يوم الأربعاء 28 فبراير (شباط)، من الناخبين الذين يصوتون للمرة الأولى تشجيع زملائهم وأولياء أمورهم وأصدقائهم وأقاربهم على التصويت.

كما أعلنت بعض مؤسسات النظام، بما فيها جامعة "تبريز"، أنها ستمنح الطلاب الناخبين الذين يصوتون للمرة الأولى "هدايا" لمشاركتهم في الانتخابات.

مكافأة التصويت.. إجازة للجنود

وإلى جانب الطلاب الذين لهم حق التصويت لأول مرة، تحاول السلطات العسكرية الاستعانة بالعسكريين والجنود لزيادة عدد الأصوات.

وأعلن القائد العام لقوى الأمن الداخلي، أحمد رضا رادان، أن جنود قوة الشرطة سيحصلون على إجازة تحفيزية لمدة أربعة أيام مقابل المشاركة في الانتخابات.

وقال رادان إنه من أجل ضمان أمن الانتخابات، فمن "واجب" المواطنين المشاركة في التصويت.

تهديد المعارضين واعتقالهم

وبينما أعلنت جماعات سياسية ومدنية وعائلات المطالبين بتحقيق العدالة مقاطعة الانتخابات في الأيام الأخيرة، كثفت المؤسسات الأمنية والاستخباراتية ضغوطها لمنع حملات المقاطعة.

وفي إحدى الحالات، أعلن قائد شرطة أذربيجان الغربية، رحيم جهانبخش، أنه تم القبض على 50 شخصًا يديرون صفحات افتراضية تدعو المواطنين إلى عدم التصويت.

في الوقت نفسه، أفاد بعض الناشطين السياسيين المؤيدين لمقاطعة الانتخابات، على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم تلقوا رسائل تهديد عبر الهاتف من السلطة القضائية لنشرهم منشورات لمقاطعة الانتخابات.

قفزة إحصائية في استطلاعات الرأي الرسمية

بالتوازي مع الجهود التي يبذلها النظام لـ"هندسة" العملية الانتخابية، تظهر استطلاعات الرأي الجديدة التي أجرتها أو أبلغت عنها المؤسسات التابعة للنظام قفزة في العدد المحتمل للناخبين.

وأعلن معهد "إيسبا" التابع لمنظمة الجهاد الأكاديمي وتحت إشراف المجلس الأعلى للثورة الثقافية، عن إمكانية مشاركة أكثر من 50 في المائة من المواطنين.

وذكر التلفزيون الإيراني أيضًا أن حوالي 70 في المائة من المواطنين سيصوتون.

يذكر أن معهد "إيسبا" الذي سبق وذكر في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023 أن المشاركة المؤكدة في الانتخابات ستبلغ حوالي 28 في المائة، أعلن في استطلاعه الأخير، يومي 26 و27 فبراير (شباط) 2024، عن زيادة مفاجئة بنسبة 10 في المائة، وقال إن الرقم المؤكد للمشاركة في الانتخابات حوالي 38 في المائة.

كما حاول بعض المسؤولين والناشطين الإعلاميين، في خطاباتهم، التأكيد على أن نسبة مشاركة ستزيد عن 50 في المائة. ومن بين هؤلاء الأشخاص عبد الله كنجي، رئيس التحرير السابق لصحيفتي "جوان" و"همشهري"، ومحمد رضا باهنر، الناشط السياسي الأصولي.

وتظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها هيئات مستقلة أعدادا أقل بكثير من المشاركين المحتملين في الانتخابات.

ووفقاً لنتائج أحدث استطلاع أجراه معهد "ستاسيس"، فإن نسبة مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات البرلمانية الثانية عشرة ستكون نحو 34 في المائة.

ويظهر هذا الاستطلاع الذي أجري في منتصف فبراير (شباط)، أن الأسباب الرئيسية التي ستدفع بالمواطنين لعدم المشاركة في الانتخابات تتعلق بعدم ثقتهم بالمرشحين.

كما أعلن معهد "كمان" في وقت سابق أن ثلاثة أرباع المواطنين لا يعتزمون المشاركة في الانتخابات.

وقال نحو 7 في المائة من المشاركين في هذا الاستطلاع إنهم لم يتخذوا قرارا نهائيا بعد بهذا الشأن، وقال نحو 15 في المائة فقط إنهم ينوون بالتأكيد المشاركة في الانتخابات النيابية.

وستجرى انتخابات الفترة الثانية عشرة للبرلمان الإيراني بالتزامن مع الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة يوم الجمعة 1 مارس (آذار) 2024.