"انتحار" سجين سياسي إيراني في سجن أورميه.. وانتقادات حقوقية لـ"الوفيات المشبوهة" بالسجون

أفادت وسائل إعلام ناشطة في مجال حقوق الإنسان في إيران، أن السجين السياسي، شاهين كله داري، "انتحر" مساء الأحد 25 فبراير (شباط) في سجن "أورميه"، وأنهى حياته، لينضم إلى عشرات "الوفيات المشبوهة" التي تقع للسجناء في السجون الإيرانية، والتي أثارت انتقادات حقوقية واسعة.

ونقل موقع "هرانا" الإخباري التابع لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، عن مصدر مطلع قوله، مساء الأحد، إن مسؤولي السجن أعلنوا وفاة السجين البالغ من العمر 46 عاما، إثر عملية الانتحار.

وتم نقل جثمان السجين السياسي إلى الطب العدلي في "أورميه"، والذي قام بتسليم جثمان السجين إلى عائلته.

وفي عام 2019، حُكم على كله داري بالسجن لمدة عامين من قبل الفرع الثالث لمحكمة "أورميه" الثورية بتهمة "العمل ضد الأمن القومي".

واعتقل في فبراير (شباط) 2023، ونُقل إلى سجن "أورميه" لقضاء عقوبته.

وقبل ذلك، في عام 2015، اعتقلت قوات الأمن شاهين كله داري، وبعد فترة تم إطلاق سراحه بعد دفع الكفالة.

وفي الأيام القليلة الماضية، نُشرت عدة تقارير حول سوء الوضع الصحي للسجون الإيرانية، بما في ذلك سجن "إيفين".

وبحسب هذه التقارير، فإن الاكتظاظ ووجود الحشرات الضارة مثل بق الفراش، يعرض صحة السجناء الجسدية والعقلية للخطر، ولا يبالي مسؤولو السجن بالاحتجاجات في هذا الصدد.

"الوفيات المشبوهة" في السجون الإيرانية

إن وفاة كله داري، بسبب ما أُعلن أنه انتحار، ليست الحالة الأولى للوفيات المشبوهة بين السجناء الإيرانيين. ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان "هنغاو"، توفي ما لا يقل عن 35 سجينا في سجون إيران في عام 2023.

وفي 20 فبراير (شباط)، أعلن مركز الاستشارة القانونية والتدريب للناشطين (دادبان) عن وفاة أريان قرباني شناس، البالغ من العمر 18 عاماً، بشكل مريب بعد نقله إلى سجن "شهرضا" في محافظة أصفهان.

وأوضح الطبيب الشرعي في تقريره أن سبب وفاة هذا الشاب هو "موت دماغي نتيجة التسمم الكحولي".

وقبله، في 1 فبراير (شباط)، أفاد موقع "حال وش" أن سبهر شيراني، طالب بلوشي يبلغ من العمر 19 عامًا، توفي بعد ثلاثة أيام من اعتقاله في مركز احتجاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني بزاهدان.

وتم القبض على شيراني من قبل عناصر أمن زاهدان، الثلاثاء 30 يناير (كانون الثاني) 2024، بسبب أنشطته في الفضاء الإلكتروني.
وتوفي أشكان بلوش، لاعب الكيك بوكسينغ والسجين السياسي السابق وأحد معتقلي الانتفاضة الشعبية، بشكل مريب في سجن طهران الكبرى في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وصرح ميلاد عبدي، السجين السياسي السابق الذي كان مسجونا مع أشكان بلوش في سجن طهران الكبرى لفترة، أن وفاته كانت انتحارا.

وإحدى حالات الوفاة المشبوهة من هذا النوع كانت مرتبطة بجواد روحي، أحد معتقلي الانتفاضة الشعبية، الذي توفي بشكل مريب في سجن "نوشهر" صباح 31 أغسطس (آب) 2023.

وكما هو الحال في حالات القتل السابقة الأخرى؛ وصفت السلطات الإيرانية سبب وفاة روحي بأنه "نوبة عصبية"، وحاولت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني في تقارير مختلفة جعل هذه الوفاة تبدو وكأنها وفاة طبيعية.

وتوفي روحي بعد مرور 100 يوم على نقض عقوبته في المحكمة العليا، وكان روحي خلال هذه الفترة يقبع في السجن ولا يعلم بإعادة المحاكمة، وتحديد موعد المحكمة.

وفي العام الماضي، حققت منظمة العفو الدولية، في تقرير بحثي، في ما لا يقل عن 96 حالة وفاة في السجون الإيرانية.

وشددت "العفو الدولية" على أن سجون إيران أصبحت "غرف انتظار الموت"، وأضافت أن سلطات النظام الإيراني ترتكب انتهاكًا مروعًا للحق في الحياة من خلال منع السجناء عمدًا من الحصول على الرعاية الطبية الأساسية.

وفي السنوات الماضية، فقد العديد من السجناء السياسيين حياتهم في مراكز الاحتجاز والسجون الإيرانية، لكن النظام الإيراني لم يقبل أي مسؤولية عن وفاتهم، والتي كانت بسبب الضغط والتعذيب وعدم تقديم الخدمات الطبية.

وكان كاووس سيد إمامي، وساسان نيك نفس، وبهنام محجوبي، وبكتاش أبتين من بين السجناء الآخرين الذين ماتوا في السجون الإيرانية.