صحف إيران: استهداف الحوثيين بموافقة روسية.. وتهديدات بريطانية لإيران.. وخفض التضخم مستحيل

تستمر ردود الفعل المحلية والدولية على تطورات الملف الأمني في المنطقة بعد أيام من قيام كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بشن سلسلة من الغارات الجوية على مواقع وأهداف للحوثيين.

تطرقت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأحد، أيضًا إلى هذه الأحداث بتفصيل أكثر، وحاولت ربطها بالخيوط العامة للأزمة التي اندلعت بشكلها الحالي، عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر ضد إسرائيل.

ولم تتردد بعض الصحف، لاسيما المقربة من الإصلاحيين، في الإعراب عن خوفها في أن تؤدي التطورات الأخيرة في جر إيران إلى حرب لا تريدها، لاسيما أن أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية لا تسمح بالانخراط في مواجهة عسكرية مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

صحيفة "إسكناس" أشارت إلى اتهام واشنطن لطهران بدعم الحوثيين ماليًا، وأن هذا الدعم السخي من جانب إيران ساعد الحوثيين في أعمالهم المزعزعة للأمن والاستقرار بمنطقة البحر الأحمر.

كما لفتت الصحيفة إلى العقوبات الأميركية الجديدة ضد شركتين ضالعتين في نقل التمويلات الإيرانية إلى جماعة الحوثي في اليمن.

صحيفة "تجارت" أيضًا كتبت في عددها اليوم، أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تحاولان جر إيران إلى حرب مباشرة، لافتة إلى تهديدات وزير الخارجية البريطاني التي وجهها لإيران، وتأكيده أن "صبر العالم بدأ ينفد"، وأن على طهران دفع الحوثيين إلى التوقف عن أعمالهم.

في سياق متصل تطرقت بعض الصحف إلى الانعكاسات الاقتصادية للتصعيد الأخير؛ حيث سجلت العملة الإيرانية تراجعًا ملحوظًا في الأيام القليلة الماضية مقابل الدولار الأميركي، وبات التداول قريبًا من 53 ألف تومان مقابل كل دولار أميركي.

صحيفة "جهان اقتصاد" توقعت ارتفاع سعر الدولار في إيران إلى 60 ألف تومان في ظل السياسات المالية الحالية، والتوترات الإقليمية التي لا يُعرف إلى أي شيء تؤول في نهاية المطاف.

صحيفة "اقتصاد ملي" أيضًا لفتت إلى التضخم الكبير في الأسواق وعجز المواطنين عن تلبية حاجاتهم الأساسية من طعام وشراب، كما انتقدت كثرة التقارير الحكومية التي تتحدث عن خفض نسب التضخم دون أن تكون هناك آثار ملموسة في الأسواق وكتبت في عنوانها: "خفض التضخم.. أمر لا يُصدق".

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان امروز": الغارات على الحوثيين جاءت بضوء أخضر روسي

هاجمت صحيفة "آرمان امروز" روسيا وقياداتها بعد تصريحاتهم الأخيرة التي انتقدوا خلالها الغارات الجوية الأميركية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن واعتبروها انتهاكًا للقانون الدولي.

وقالت الصحيفة إن الروس قد أصيبوا بـ "الخرف"؛ إذ إنهم سرعان ما نسوا أن هذه الغارات جاءت مباشرة بعد مصادقة مجلس الأمن الدولي على إدانة الحوثيين وأعمالهم في البحر الأحمر.

الصحيفة لفتت أيضًا إلى امتناع روسيا عن التصويت عن القرار الذي أدان الحوثيين؛ حيث إنهم لم يستخدموا حق النقض الفيتو ضد المشروع؛ ما يعني ضوءًا أخضر لأميركا وحلفائها للقيام بهذه الغارات.

الصحيفة ذكَّرت بالحالة المشابهة التي حدثت في ليبيا عام 2011؛ حيث زعم الروس أنهم انخدعوا عندما وافقوا على قرار مجلس الأمن والذي ترتب عليه شن سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على مقرات جيش معمر القذافي ومنظومته العسكرية.

"ستاره صبح": تطورات البحر الأحمر تصب في صالح روسيا
قال المحلل السياسي علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، إن التطورات الأخيرة والعمليات الأميركية- البريطانية ضد الحوثيين في اليمن تصب في صالح روسيا، التي أدركت ذلك مقدمًا، وهو ما دفع بها إلى السماح ضمنيًا لهذه العمليات عبر امتناعها عن استخدام حق النقض ضد مشروع قرار إدانة الحوثيين في مجلس الأمن.

أضاف: إن أكبر فائدة تجنيها روسيا من تطورات البحر الأحمر هو الانشغال الغربي، وتحديدًا الأميركي والبريطاني عن الملف الأوكراني؛ حيث ثبت أن معظم الميزانية العسكرية لهذين البلدين باتت تتوجه إلى الشرق الأوسط وليس أوكرانيا، كما كان هو الحال قبل التطورات الأخيرة.

وأشار الكاتب إلى أن الروس يلعبون بورقة الحرب في غزة والتطورات في البحر الأحمر مقابل الملف الأوكراني، وحتى الآن قد حققوا هذه الغاية.

"كيهان": احتجاز إيران للسفينة الأميركية تحقير لواشنطن ونحن في حرب إرادة مع الولايات المتحدة

أشارت صحيفة "كيهان" أيضًا إلى هذه التطورات وتهديدات وزير الدفاع البريطاني إلى إيران يوم أمس، لكنها اعتبرت ذلك بأنه "طلب بريطاني للوساطة الإيرانية" في حين أن الوزير البريطاني وقبله الرئيس الأميركي خاطبا إيران باعتبارها المسؤول عن أعمال الحوثيين التخريبية في البحر الأحمر، وأن المطالبة تأتي من هذا الباب حصرًا؛ كون الحوثيين يعملون بالوكالة عن إيران.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى احتجاز البحرية الإيرانية لسفينة نفط أميركية قبل أيام في بحر عمان بحجة أنها ساعدت قبل سنوات في تسليم حمولة النفط الإيراني إلى السلطات الأميركية بموجب العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، وقالت إن هذا الرد الإيراني حمل "تحقيرًا" للولايات المتحدة الأميركية بعد أن كان الشيء نفسه قد وقع لبريطانيا عندما احتجزت إيران سفينة بريطانية سابقًا.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إننا اليوم "في حرب إرادة مع الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من ظهور واشنطن بمظهر القوي في هذه الحرب، لكن هناك فرقًا أساسيًا بين الجانبين، وهو أن إيران متوكلة على الله في حين أن أميركا محرومة من هذا الشيء".