صحف إيران: وساطة عربية للتوصل إلى تفاهم بين طهران وواشنطن وإقصاء الإصلاحيين من الانتخابات
التوترات الإقليمية والأزمة الاقتصادية في الداخل والقلق من مقاطعة الانتخابات البرلمانية هي المحاور الرئيسية التي سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 10 يناير (كانون الثاني) الضوء عليها.
صحف عدة مثل "هم ميهن" لفتت إلى المخاوف من الحرب الشاملة والتحركات الدبلوماسية التي تتم في هذا الصدد بهدف احتواء الأزمة، وقالت إن واشنطن وطهران لديهما مصلحة مشتركة في عدم التصعيد.
كما ادعت الصحيفة أن هناك وساطات تقوم بها بعض الدول العربية في المنطقة من أجل التوصل إلى تفاهم بين إيران وأميركا.
في شأن آخر تطرقت صحف أخرى إلى الإقصاء الواسع والرفض الكبير لآلاف المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، وعنونت صحيفة "همدلي" حول ذلك وكتبت: "الأصوليون مقابل الأصوليين"، في إشارة إلى أن الساحة قد فرغت للأصوليين وحدهم، بعد أن أقصى مجلس صيانة الدستور- الذي يسيطرون عليه- معظم الشخصيات والمرشحين البارزين.
صحيفة "اعتماد" كانت قد أشارت إلى أعداد المرفوضين من قبل مجلس صيانة الدستور، وقالت إن 14 ألف شخص تم رفض تزكيتهم وحرموا من المشاركة في الانتخابات، على الرغم من دعوات النظام والمرشد نفسه إلى المشاركة الواسعة في تلك الانتخابات، وأن يكون الجميع حاضرا فيها.
في سياق غير بعيد اهتمت الصحف الموالية، للنظام مثل "وطن أمروز" المقربة من الحرس الثوري، بتصريحات المرشد علي خامنئي أمس الثلاثاء، والتي دافع خلالها عن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بعد انتقادات طالتها بسبب ضعف أدائها و"فشلها" في منع انفجارات كرمان التي استهدفت المشاركين في ذكرى اغتيال قاسم سليماني.
ورفض خامنئي هذه الانتقادات قائلا: "الأجهزة الأمنية أفشلت عشرات الحالات المشابهة لما حدث الأربعاء الماضي".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": عدم المشاركة في الانتخابات عداء مع الإسلام وإيران
كتب مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من علي خامنئي مقالا علق فيها على تصريحات المرشد قبل أيام حول أهمية المشاركة في الانتخابات، حيث دعا المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة والمزمع عقدها بعد شهرين.
خامنئي اعتبر عدم المشاركة في الانتخابات ومقاطعتها "عداء" مع الإسلام والجمهورية الإسلامية، واصفا تلك الدعوات بأنها من عمل أعداء إيران وثورتها.
حسين شريعتمداري، مدير تحرير الصحيفة، أشار إلى كلام خامنئي عن الانتخابات وعلاقتها بالإسلام والجمهورية الإسلامية، ولفت إلى تصريحات مماثلة لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، حيث كان يقول إن "إيران اليوم هي جبهة الحق وإن الجمهورية الإسلامية كالحرم الذي ينبغي حراسته فإن سقط هذا الحرم وانتهى لن يبقى حرم للإسلام".
كما أشار الكاتب إلى دعوات المقاطعة وهاجم من يقولون بأن عدم المشاركة في الانتخابات لا تؤثر على مستقبل إيران لأن الانتخابات أصبحت شكلية، وقال إن مثل هذا الكلام هو من "أقوال العدو" وسياساته.
"اعتماد": معظم الإيرانيين يائسون من التغيير وتحسن الأوضاع
تطرق الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي المعروف عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى حالة اليأس والاستياء التي يعيشها الإيرانيون هذه الأيام، وكتب: "مثلي مثل معظم الإيرانيين أشعر باليأس وفقدان الأمل بتحسن الأوضاع في المستقبل في ظل بقاء هؤلاء المسؤولين على سدة المسؤولية".
وأضاف: "أملي الوحيد في أن نشهد تغييرات في السياسات والاستراتيجيات ليتحسن بعد ذلك الوضع في البلد. لم يعد خافيا أن المسؤولين الحاليين غير قادرين على حل المشكلات والأزمات والأهم من كل ذلك أنهم فاقدون لأي برامج وخطط".
كما علق الكاتب على سياسات إيران الخارجية وقال: "على صعيد السياسة الخارجية لا توجد رؤية مستقبلية واضحة من أجل الوصول إلى الاستقرار النسبي، فالاتفاق النووي أُبعد عمليا من دائرة الاهتمام. والذين كانوا يعارضون انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية ويقللون من أهميتها باتوا اليوم نادمين ومدركين لأهمية هذا الانضمام، لكن الوقت بات متأخرا".
كما لفت الكاتب إلى دعوات المسؤولين المتكررة حول بث الأمل في المجتمع، وقال: "عن أي أمل يتحدثون؟ وهل الأمل يمكن أن يزرع عبر الكلام فقط؟ لماذا هم يفشلون في نشر الأمل في المجتمع رغم احتكارهم لـ99 في المائة من وسائل الإعلام في البلد؟"
"هم ميهن": مصالح إيرانية أميركية مشتركة في خفض التصعيد في المنطقة
على صعيد الحرب في غزة اعتبرت صحيفة "هم ميهن" إن إيران والولايات المتحدة الأميركية لهما مصالح مشتركة في خفض التصعيد في المنطقة، وهناك شواهد للتعاون غير المباشر بين البلدين.
الصحيفة أشارت إلى ما صرح به السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري، حيث ادعى أن طهران قد تسلمت رسائل من الولايات المتحدة عبر وفد من دولة خليجية، وتضمنت هذه الرسالة دعوة إلى التوصل لحل شامل للقضايا والأزمات الإقليمية.
كما لفتت الصحيفة إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وقالت إن أحد الأهداف من هذه الزيارة هو التواصل غير المباشر مع إيران بهدف خفض التصعيد والتوتر في المنطقة.
كما قالت الصحيفة إن زيارة بلينكن إلى أنقرة تهدف أيضا إلى دفع تركيا لاستخدام نفوذها على إيران بهدف خفض التصعيد وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة والبدء في مشاريع إعادة الإعمار في القطاع بعد انتهاء الحرب.