صحف إيران: طهران تبحث "ردا مناسبا" على مقتل قائد بالحرس الثوري وتصدير النفط بـ"شكل سري"

اعترفت إيران بمقتل أحد قادتها العسكريين الكبار في هجوم إسرائيلي بريف دمشق، وقالت إن غارات إسرائيلية قتلت رضي موسوي الملقب بـ"السيد رضي"، وهو أحد المقربين من القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وأحد أقدم قواد الحرس الثوري في ‎سوريا.

اللافت أن الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 26 ديسمبر (كانون الأول)، ورغم أن الحدث وقع في الساعة 2 من ظهر أمس الاثنين، إلا أنها لم تتناول هذا الموضوع بانتظار ما ستؤول إليه الأحداث، وخوفا من المحاسبة والتعنيف في حال خرجت هذه الصحف بتحليل أو تقرير لا يتفق مع رغبات السلطة.

صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، هي من قلائل الصحف التي ذكرت هذا الخبر، لكنها اكتفت بنشر بيان الحرس الثوري الذي أكد الحادثة، وروى تفاصيلها.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، سلكت هي الأخرى نفس ما سارت عليه صحيفة "جوان"، واكتفت ببيان رسمي باهت.

لكن الصحيفة مع ذلك لم تتردد في الحديث عن "الانتصارات الكبرى" لمحور المقاومة، وادعت أن أشكال "هذه الانتصارات باتت تتجلى يوما بعد يوم".

الصحيفة نقلت أيضا، سهوا ربما أو جهلا من معد التقرير، كلاما سابقا للمرشد خامنئي قال فيه إن "حيفا وتل أبيب سيتم تسويتهما بالأرض إذا ارتكبت إسرائيل خطأ ما". ويأتي نقل هذا الكلام الخطابي بعد ساعات قليلة من مقتل أكبر الجنرالات العسكريين وأقدمهم في سوريا على يد إسرائيل، دون أن تحدد إيران بعد طبيعة ردها وتوقيته.

لكن المتوقع، هو أن تكتفي إيران بتحريك هذه الجماعة أو تلك أو تطلق صاروخا على سفينة تجارية في المياه الدولية، لتدخل في صمت جديد بعد أن تشغل إعلامها بالحديث عن "إنجازات" هذا الرد وعظمته.

وزارة الدفاع الإيرانية قالت اليوم الثلاثاء إنها سترد على مقتل القائد العسكري الإيراني "في الوقت والمكان المناسبين"، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذا الرد "لن يوفر المجال لأي استغلال من إسرائيل".

على صعيد آخر انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" محاولات بعض المسؤولين في حكومة رئيسي تحريف الحقيقة في ما يتعلق بموضوع ملف الفساد الكبير في قطاع الشاي، حيث يدعون أن بعض معارضي الحكومة حاولوا تضخيم الموضوع وتصويره بشكل يتعارض مع حقيقته، مؤكدة أنه لا يصح إنكار هذا الفساد الكبير عبر هذا التهرب وتجاهل تصريحات السلطة القضائية التي أكدت وقوع الفساد خلال العامين الماضيين في عهد الحكومة الحالية.

الصحيفة أوضحت كذلك أن إنكار الفساد وحقيقته لا يغير شيئا من الواقع، بل سيساهم فقط بزيادة الشرخ وفقدان الثقة بالمسؤولين وكلامهم.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"جمله": الحكومة غير مبالية بالغلاء ولا تستمع إلى مطالب الناس

قالت صحيفة "جملة" في تقرير لها إن الغلاء في إيران وصل إلى مستويات قياسية، وأن المواطنين باتوا يواجهون صعوبة في الحصول على الأساسيات من السلع والحاجات.

وأشارت الصحيفة إلى تجاهل الحكومة لهذا الواقع الاقتصادي السيئ، وكتبت: "الحكومة التي تسمي نفسها حكومة الشعب باتت غير مبالية بواقع المواطنين، فهي تلتزم الصمت حيال هذا الغلاء، وباتت بعيدة عن هموم الناس ومعاناتهم".

وأكدت جملة أن حكومة رئيسي لا تقدم على إجراءات وسياسات من شأنها حل المشكلات الاقتصادية، وهي ليست مستعدة كذلك لسماع مطالب الناس وكلامهم.

"توسعه إيراني": صادرات النفط أصبحت "سرية" وتقوم بها القوات المسلحة

أشارت صحيفة "توسعه إيراني" إلى صادرات إيران النفطية، وذكرت أنه وبعد الإجراءات الأخيرة والظروف التي تعيشها البلاد أصبح بيع النفط "عملا سريا"، وتقوم القوات المسلحة ببيعه وتصديره دون إشراف من الجهات المعنية.

الصحيفة لفتت إلى قرار الحكومة في الفترة الأخيرة، حيث سمحت للقوات المسلحة ببيع مشتقات النفط والخام بـ"هدف تعزيز البنية الدفاعية للقوات المسلحة"، ما يعني أن الحكومة تضغط على المواطن عبر رفع نسبة الضرائب وتسهل إجراءات التصدير وبيع النفط للقوات المسلحة لتقوم بكل سهولة بتصدير أحد الموارد الوطنية إلى الصين، دون أن ترجع العائدات إلى خزانة الدولة، كما ورد في الصحيفة.

وقال الباحث الاقتصادي مهدي بازوكي للصحيفة إن جعل صادرات النفط "عملا سريا" وبيد القوات المسلحة يمهد الطرق للانتهازية والاستغلال، وهو يتعارض تماما مع فكرة "تأميم النفط" التي تؤكد على ضرورة أن تقوم الشركة الوطنية للنفط بتصديره وليست القوات المسلحة.

"ستاره صبح": تصريحات ظريف حول مواقف روسيا من قضية الجزر الثلاث

صحيفة "ستاره صبح" نقلت كلام وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف حول المواقف الروسية الأخيرة من قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات، وقال ظريف إن السلطة في إيران توقعت أشياء غير منطقية من روسيا، وأكد أن الروس لن يضحوا بمصالحهم من أجل إيران.

وأضاف ظريف: لقد كانت لدينا قناعات خاطئة وقدمنا على أساسها امتيازات كبيرة لروسيا، والآن لا ينبغي أن نتوقع أن تقوم موسكو بفعل نفس الشيء، موضحا: "لو كان لدينا إدراك صحيح عن العالم والعلاقات الدولية لما استغرقنا في حب روسيا، ولما أصبحنا ننفر منها إلى حد البغض".

"أرمان ملي": روسيا تريد التقارب مع الدول العربية وليس إيران

الباحث في الشؤون الدولية بير محمد ملازهي قال لصحيفة "أرمان ملي" إن خطأ إيران الرئيسي هو أنها تظن بأن روسيا "حليف استراتيجي" لها، في حين أن الروس لم ولن يعتقدوا بمثل هذا الرأي، ويعملون وفق ما تمليه عليهم مصالحهم.

الكاتب أشار إلى الواقع الذي تعيشه روسيا سيما بعد الحرب مع أوكرانيا، وقال إنها باتت أكثر حاجة للتعزيز علاقاتها مع الدول العربية لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات للتغلب على مشكلتها في صادرات النفط.

وأضاف: في الوقت الذي تسعى موسكو لتوريط إيران في أزمتها مع أوكرانيا والغرب نرى أنها تخطو خطوات للتقارب مع الدول الخليجية، لافتا إلى أن روسيا تعلم جيدا بأن السعودية هي التي تستطيع التأثير على أسعار الطاقة عالميا وليس إيران، لهذا تضع السعودية في الألوية ثم تأتي طهران في المرحلة التالية.