لا يحدث إلا في إيران.. سيارات إطفاء بلا ماء تتسبب في مصرع 32 شخصاً

بعد يومين على حريق مخيم لانغرود لمدمني المخدرات، شمالي إيران، لا تزال التحقيقات جارية حول أسباب الفشل في إخماد هذا الحريق بسرعة. وبالإضافة إلى اعتراف رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، بـ"تكرار" مثل هذه الحوادث، قال والد أحد الضحايا: "جاءت سيارة الإطفاء لكن لم يكن فيها ماء".

وتتواصل التحقيقات حول سبب هذا الحريق، اليوم الأحد 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، من خلال أخذ عينات الحمض النووي من أهالي الضحايا، ولم تتمكن السلطات حتى الآن من التعرف على الجثث المحترقة بشدة في هذا الحريق.

وبحسب البيان الرسمي، فقد قُتل 32 شخصاً، صباح أول من أمس الجمعة، خلال الحريق الذي اندلع في مخيم "كام أول رهايي" لمدمني المخدرات في لانغرود بمحافظة كيلان. كما أصيب ما لا يقل عن 17 شخصا، بعضهم في حالة خطيرة ويرقدون في وحدة العناية المركزة بالمستشفى.

وفي الأثناء، أعلن سعيد كريمي، مساعد مدير الطب بوزارة الصحة والعلاج، أثناء زيارته أحد مستشفيات رشت، أن ضحيتين من الحريق يرقدان في وحدة العناية المركزة، و13 آخرين أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 22 و57 عاماً، لديهم حروق تتراوح نسبتها بين 10 إلى 60 في المائة.

وبحسب قوله، فقد تم علاج اثنين من هؤلاء المصابين وخرجا من المستشفى بسبب حروق سطحية.

سيارة الإطفاء لم يكن بها ماء

ونشر موقع "جنائي" الإخباري، الأحد، مقابلة مع والد أحد الضحايا، قال فيها: "عندما كنت هناك، قال الناس إن سيارة إطفاء جاءت لكن لم يكن بها ماء".

وأضاف أنه في المقابل كانت الأبواب مغلقة ولم يكن أمام إدارة الإطفاء أي وسيلة للدخول وإطفاء الحريق، ولم تتمكن السيارة من الذهاب إلى الساحة.

وبحسب ما قاله والد أحد الضحايا، فإنه بسبب تهالك المبنى كان من الصعب جداً وصول المساعدات إليه.

كما أشار إلى طبيعة إدارة هذا المبنى، قائلا: "إن مفتاح المبنى كان بيد حارس من المدمنين أنفسهم. يجب أن يكون الحارس بصحة جيدة حتى يتمكن من القيام بالعمل، ولا ينبغي تسليم المفتاح لشخص مريض".

ووفقا لما قاله هذا الأب المكلوم، سيتم تحديد هوية الجثث خلال أسبوع، وحتى ذلك الحين لن يتم تسليم الجثث لذويها.

اعتراف قاليباف بـ"تكرار" الحوادث في مخيمات الإدمان

عقب رد فعل المسؤولين الحكوميين، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد: "تم إرسال عضوين من اللجنة الاجتماعية بالبرلمان إلى هذا المكان للتحقيق في سبب الحادث". واعترف قاليباف بأن مثل هذه الحوادث "تكررت كثيرا" في مخيمات الإدمان في إيران.

وقال أيضاً: "لدينا مشاكل في دورة التعافي من الإدمان وطريقة التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص مع هذه المجموعات والإرشادات التي يجب اتباعها".

ونقلت وكالة أنباء "إيسنا"، اليوم الأحد، عن خبير الإدمان، هومن نارنجي ها، قوله إن المدمنين محتجزون في مركز علاج الإدمان في إيران وجميع الأبواب مغلقة ولا يوجد مخرج أثناء الحوادث.

وفي وقت سابق، كتبت صحيفة "هم ميهن" أيضًا عن وفاة عدد كبير من الأشخاص في حريق مخيم علاج الإدمان في لانغرود، أن ارتفاع عدد الضحايا ربما يرجع إلى حقيقة أن الأبواب كانت مغلقة ولم يتمكن الأشخاص من الهروب.

تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الحرائق والحوادث الأخرى، فقد تم نشر العديد من التقارير حول سوء معاملة مدمني المخدرات في مراكز علاج الإدمان في إيران.