صحف إيران: انحسار خطاب "مواجهة إسرائيل" وتدهور الوضع المعيشي يزداد في عهد رئيسي
يوما بعد يوم تنكشف حقيقة الموقف الإيراني من شعارات "المقاومة" ومواجهة إسرائيل، فبعد أيام من الوعيد عادت وسائل الإعلام الإيرانية لتؤكد أن طهران لا تنوي الدخول في الحرب، وأن مهمتها لا تتمثل في دعم "محور المقاومة" عسكريا، وإنما ينحصر دعمها على الجانب الإعلامي أو الحقوقي والسياسي.
صحيفة "همشهري"، المقربة من أروقة الحكم في إيران، كتبت في عددها الصادر اليوم الأربعاء 25 أكتوبر (تشرين الأول): "الجمهورية الإسلامية تدافع عن المظلومين في العالم، لكن دعمها يتمثل في العمل على إبقاء هذه المقاومة في الميدان، فهي تمد لها يد العون لكنها لن تحل محلها (لن تحارب بجانبها)".
وأضافت الصحيفة: "إيران تعطي المدد لكي تتوسع المقاومة وتندلع جبهات الحرب، هذه هي نقطة النصر وليس الدخول في حرب بالنيابة".
الصحف الأخرى مثل "جام جم" و"جوان" بعد أيام من الصراخ والتهديد، عادت لتهاجم مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة كونهما لم يقوما بالإجراءات التي تمنع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
في شأن داخلي علقت بعض الصحف على مصادقة البرلمان الإيراني على مشروع "الحجاب الإجباري" المثير للجدل، وكتبت صحيفة "شرق" أنه ووفقا لاستطلاع رأي أجرته شارك فيه أكثر من 12 ألف شخص، فقد عارض أكثر من 84% من المشاركين في الاستطلاع هذا الموضوع، وأكدوا على ضرورة ابتعاد الحكومة والبرلمان عن القضايا الخلافية، والتي تساهم في زيادة الشرخ المجتمعي والأزمة السياسية في البلاد.
وذكرت الصحيفة أن هذه النسبة من المواطنين المعارضين لفرض قانون الحجاب الإجباري يعتقدون أن القانون القهري هذا لن يؤدي إلى أن تصبح النساء أكثر التزاما بالحجاب، بل بالعكس فإنه سيولد رد فعل عكسي في هذا الموضوع.
اقتصاديا أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى الوضع المتأزم في المستشفيات الإيرانية، وقالت إنه وبعد موجة هجرة الأطباء والممرضين من إيران أصبح الوضع في المستشفيات حرجا ومتأزما للغاية.
الصحيفة نقلت كلاما عن إحدى طبيبات الإنجاب في المستشفيات، والتي أعربت عن أسفها مما تشاهده، وقالت في بعض الأحيان تكون هناك طبيبتان فقط، بينما تكون في نفس اللحظة 9 نساء في حالة وضع، ما يخلق حالة من الفوضى والاضطراب داخل غرف الولادة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": الشعب في عهد حكومة رئيسي ينام على أسطح المنازل
سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في عهد الحكومة الأصولية الحالية بقيادة إبراهيم رئيسي، حيث تشهد البلاد ظواهر غير مسبوقة، مثل العيش فوق أسطح المنازل أو في الأزقة والشوارع أو المنازل المشتركة حيث تعيش عدة عوائل في بيت مشترك.
وأضافت الصحيفة: خلال العامين الماضيين ارتفعت أسعار المنازل بشكل غير مسبوق، لدرجة أن الناس اضطرت للهروب إلى الأرياف أو العيش في المنازل المشتركة.
كما لفتت الصحيفة إلى تنامي الشرخ بين الفقراء والأغنياء، حيث يعيش في شمال العاصمة مواطنون بمنازل تقدر بمئات مليارات التومانات، فيما ينام الفقراء فوق أسطح المنازل وفي الشوارع أو في البيوت المشتركة.
وعن إجراءات الحكومة لمعالجة هذه الأزمة، قالت الصحيفة إن الحكومة لم تعمل شيئا في هذا المسار سوى إعطاء وعود ببناء ملايين الشقق، دون أن يكون لها القدرة والإرادة على تنفيذ هذا الوعد، فهذا الوعد لا ينسجم مع واقع الاقتصاد الإيراني، وهو ما دفع بعدد من المسؤولين عن التراجع عن مثل هذه الوعود غير المنطقية.
"كيهان": الانضمام إلى "FATF" يعني فرض عقوبات على أنفسنا
بعد حدوث تراجع ملحوظ في داخل التيار الأصولي حول موضوع الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) ورغبة دائرة السلطة في الالتحاق بهذه المنظومة بأمل تخفيف حدة العقوبات، عادت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، لتهاجم هذه التحركات وحذرت من التبعات السلبية التي تترتب على انضمام إلى "FATF".
الصحيفة كتبت أن الانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية يعني أن إيران ستقوم بفرض عقوبات على نفسها دون أن تجني فائدة من وراء ذلك، مشيرة إلى أن الحكومة السابقة قد سلكت نفس الطريق، ونفذت بنود هذه الاتفاقية، وعرقلت سبل الالتفاف على العقوبات بلا فائدة تعود لإيران، حسب قراءة الصحيفة.
وهاجمت الصحيفة كذلك الشخصيات الإصلاحية ووسائل إعلامهم التي تشجع إلى هذا المسار، وتدعو الحكومة إلى قبول الاتفاقية والانضمام إلى "FATF"، وكتبت: "على الرغم من أن الغربيين يصرون على أن يدوسوا كل يوم على الجثة الهامدة للاتفاق النووي، نرى أن الإصلاحيين يستمرون في الدعوة إلى الانضمام إلى "FATF"، دون أن يبينوا ما هي الأسباب والفوائد التي تجنيها إيران في حال انضمت إلى هذه الاتفاقية التي ستفرض قيودا صارمة على النشاط المالي الإيراني.
"أرمان ملي": إيران تعتبر الدول الغربية عدوة وهذا لا يخدم أحدا
في سياق غير بعيد شدد المحلل السياسي، فريدون مجلسي، على ضرورة العمل على إحياء العلاقات بين إيران والعالم الغربي، مشيرا إلى أن الدول الغربية تُعتبر دولا معادية من وجهة نظر إيران.
وأضاف مجلسي: إذا خرجت الأطراف عن التفكير العدائي، سيمكنها التفكير في السلام والتقدم، وإذا حدث حوار فسيتم تهميش التهديد وإزالة العلاقات العدائية.
ورأى الكاتب أن الدبلوماسية ترفض العلاقات العدائية وتفتح كل السبل أمام الدول للتفاعل مع بعضها البعض، بينما تظهر التهديدات في العلاقات الدولية كمرحلة ما قبل العمل العسكري.
وأوضح أن الدول المعادية هي الدول التي تقطع علاقاتها الدبلوماسية، وبالنسبة لإيران فإن الدول المعادية هي الدول الغربية، لافتا إلى أنه عندما تصبح العلاقات بين البلدين عدائية، يتخذ الجانبان ضد بعضهما قرارات لا يمكن إلغاؤها بالقانون الدولي، لأنها مسألة ثنائية ولا تشمل هذا القانون.