اجتماع بين مسؤولين إيرانيين وجماعات تابعة لطهران في العراق استعدادا لحرب محتملة

بينما نفى المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة أمام القوات المسلحة، تورط نظامه في هجوم حركة حماس على إسرائيل، أشارت بعض التقارير إلى أن "طهران تسعى لإشراك قوات تابعة لها في الحرب بين إسرائيل وحماس، في حال استمر النزاع بين الطرفين، وهو ما قد يؤدي لاتساع نطاق التوتر في المنطقة".

يأتي هذا التقرير الذي تلقاه موقع "راديو فردا" الأميركي الناطق بالفارسية، بينما قال حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إيران، مساء أمس الخميس لدى وصوله إلى بيروت، إنه "إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية على غزة، فهناك احتمال لفتح جبهة جديدة في هذه الحرب".

وقال مصدران مقربان من الجماعات العراقية في النظام الإيراني لـ"راديو فردا"، إن "اجتماعا عقد في بغداد يوم 8 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد يوم من الهجوم الضخم الذي شنته حماس على إسرائيل، وحضر هذا الاجتماع مسؤولون إيرانيون، ورؤساء بعض الجماعات العراقية التي تدعمها طهران".

وبحسب المصدرين، كان السفير الإيراني في العراق، محمد كاظم آل صادق، ونائب قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، محمد رضا فلاح زاده، حاضرين. وعلى الجانب العراقي، حضر الاجتماع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وقادة عدد من الميليشيات المدعومة من طهران، بما في ذلك جماعة كتائب حزب الله.

ووفقا للمعلومات فقد دعا المسؤولون الإيرانيون في الاجتماع، إلى تكثيف الدعاية الإعلامية في العراق ضد إسرائيل ودعما لحماس، فضلا عن إنشاء مركز لتسجيل المتطوعين للحرب ضد إسرائيل في المرحلة الثانية.

كما دعا مسؤولون إيرانيون في الاجتماع إلى استعداد الجماعات المسلحة العراقية، لكنهم أكدوا على ضرورة الحرص على عدم اتخاذ أي إجراء "حتى إعطاء الأمر".

وطلب من مسؤولي الميليشيات العراقية أيضًا تجهيز الصواريخ متوسطة المدى، المخزنة في عدد من المدن، وكذلك إعداد الطريق المؤدي إلى الحدود السورية من محافظة الأنبار بشكل سري، لأي تنقل محتمل.

وهدد الأمين العام لكتائب حزب الله في العراق، حسين الحميداوي، الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 10 أكتوبر (تشرين الأول)، باستهداف قواعدها في العراق إذا تدخلت في حرب غزة.

وهنأ حميداوي في بيانه حماس على هجومها المكثف على إسرائيل، وهو هجوم مفاجئ أسفر عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي واحتجاز العشرات كرهائن.

كما هدد حزب الله في لبنان، المدعوم إيرانيًا، بمهاجمة المواقع الأميركية في الشرق الأوسط، إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب بين إسرائيل وحماس.

يأتي هذا التهديد بعد أن "أعلنت الولايات المتحدة نشر حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" رفقة 5 آلاف جندي، وطائراتها الحربية، إلى جانب الطرادات والمدمرات، للرد على أي تهديد، بما في ذلك منع وصول أسلحة إضافية إلى حماس".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم أمس الخميس 12 أكتوبر (تشرين الأول)، في اجتماع مع القادة اليهود في واشنطن، إن "نشر السفن والطائرات العسكرية الأميركية بالقرب من إسرائيل يجب أن يكون بمثابة رسالة لإيران، مفادها "توخي الحذر".

وبعد هجوم حماس على إسرائيل يوم السبت الماضي 7 أكتوبر، شهد حزب الله اللبناني أيضًا اشتباكات متفرقة على حدود هذا البلد مع إسرائيل. واليوم الجمعة 13 أكتوبر وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان لبيروت، قال مسؤول في حزب الله إن "هذه الجماعة على استعداد تام للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل".

وفي اليوم السابع من حرب إسرائيل مع حماس، تزايدت المخاوف بشأن الانضمام الرسمي لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة لدعم حماس وحلفائها الفلسطينيين.

وذكرت وكالة"رويترز" نقلًا عن مصادر مطلعة على الأمر أن "حزب الله صمم حتى الآن تصرفاته لإبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة". كما أن "الجميع ينتظرون معرفة ما سيفعله حزب الله، وما هو نصيبه من الحرب مع إسرائيل".

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان خلال زيارته للبنان اليوم: "اليوم نحن في بيروت لنعلن بصوت عال أن الدول والشعوب الإسلامية لن تتسامح مع استمرار جرائم الحرب ضد شعب غزة وفلسطين". وأن "النظام الإيراني يواصل دعم المقاومة الفلسطينية سياسيا، ودوليا، وإعلاميا".

كما أفاد أمير عبداللهيان بإمكانية دخول حركات وجماعات متشددة أخرى الحرب بين إسرائيل وحماس، قائلا: "في سياق استمرار جرائم الحرب والحصار الإنساني لغزة، فإن أي حادث وقرار من قبل حركات المقاومة الأخرى ممكن".