صحف إيران: تجاهل نشر صور دمار غزة وخامنئي "يتهرب" من الانخراط في الحرب
في موقف لافت لم تنشر الصحف الإيرانية، جميعها الأصولية أو الإصلاحية اليوم الأربعاء 11 أكتوبر (تشرين الأول)، ولا صورة واحدة عن دمار غزة والهجوم الإسرائيلي عليها، وكأنه أمر من السلطات العليا، حيث اكتفت الصحف بدلا من ذلك بنشر صورة خامنئي وهو يتحدث أمام عسكريين في الصفحات الأولى.
رأى الكثير من المراقبين للشأن الإيراني تصريحات المرشد علي خامنئي وخطابه يوم أمس بأنه محاولة صريحة لـ"الهروب" من تبعات الانخراط في المواجهة العسكرية المباشرة.
تأتي هذه التصريحات منسجمة مع الدعوات الكثيرة التي أطلقها سياسيون ونشطاء في إيران، طالبوا خلالها الحكومة بعدم التدخل في الحرب، والتفكير في المصالح القومية الإيرانية حصرا.
لكن يبدو أن موقف خامنئي الضعيف مما يجري في فلسطين وإسرائيل سيجعله في موقف محرج أمام أنصار ما يسمى بـ"تيار المقاومة"، لا سيما في ظل ظروف عصيبة يمر بها قطاع غزة نتيجة الهجوم الإسرائيلي العنيف ضد القطاع وساكنيه.
الصحف الإصلاحية أبرزت خطاب خامنئي وتأكيده على أن ما جرى في فلسطين خلال الأيام الأخيرة كان بأيدٍ فلسطينية حصرا ولا دخل لإيران أو أطراف أخرى فيها.
اللافت أن صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، تجاهلت هذه الجزئية من خطاب خامنئي واكتفت بثنائه على "المقاومة الفلسطينية"، وأن ما حل بإسرائيل هي "هزيمة لا يمكن ترميمها" بأي شكل من الأشكال.
الكاتب الإصلاحي سعيد ليلاز أشاد بموقف إيران وحزب الله بعدم التدخل في الحرب بجانب حماس، وقال إن إيران تحاول بذكاء أن لا تقع في فخ نتنياهو، معتقدا أن الولايات المتحدة الأميركية لا ترغب أيضا في توسع نطاق المواجهات العسكرية.
صحيفة "شرق" انتقدت تغطية بعض وسائل الإعلام المقربة من النظام، وقالت إنه وعلى الرغم من أن الدول الغربية والولايات المتحدة وإسرائيل تؤكد عدم ضلوع إيران في هجوم حماس، إلا أن طريقة تغطية بعض وسائل الإعلام الإيرانية توهم أن حماس قد نفذت الهجوم بتنسيق ودعم من جانب إيران.
في شأن اقتصادي تحدثت صحيفة "ستاره صبح" عن احتمالية انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) والخروج من حالة الجمود الراهنة، وأشارت إلى تصريحات لوزير الاقتصاد الإيراني زعم فيها اقتراب موعد تنفيذ قوانين FATF من قبل إيران، وعنونت بالقول: "هل تخرج "FATF" من حالة الإغماء؟"، لافتة إلى الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة في تخفيف الضغوط الاقتصادية عن إيران، ودخول الشركات والدول الأخرى في العلاقات التجارية.
لكن بعض الخبراء يستبعدون اتخاذ مثل هذه الخطوة، لا سيما وأنها تتزامن مع أحداث غزة وإسرائيل، إذ إن من أُسس هذه المجموعة الدولية هو الإشراف على جميع عمليات النقل المالي، التي تُتهم إيران في القيام بها عبر تمويل المجموعات التي تصنفها الدول الغربية إرهابية مثل حزب الله وحماس.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": تدخل إيران في الحرب مع إسرائيل سيحمل الشعب الإيراني مزيدا من المعاناة والعقوبات
في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية قال الكاتب والمحلل السياسي، حسين نقاشي، إن المتابع يلاحظ التأثر السريع للاقتصاد الإيراني بالأحداث الخارجية وما يجري في غزة، مؤكدا أن هذه الحقيقة ينبغي أن تقنع صناع القرار في طهران بعدم اتخاذ قرارات من شأنها أن تعقد الأوضاع الداخلية أكثر، وتحمل مزيدا من الضغوط والمعاناة على الشعب الإيراني.
ولفت الكاتب إلى الحالة الإيرانية الخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذكر أن كثيرا من المقاطع والصور أظهرت تعاطف شعوب الدول العربية والإسلامية مع القضية الفلسطينية، لكن في إيران لاحظنا أن التعاطف مع هذه القضية أصبح محدودا للغاية، وذلك نتيجة لكثرة استغلال السلطة السياسية للقضية الفلسطينية.
وأضاف: "التضاد والتعارض الشديد بين الشعب وقيم السلطة السياسية في إيران بات واضحا ومعلوما، وكل موضوع يحظى بدعاية ودعم من قبل السلطة الحاكمة يواجه بمعارضة من قبل الشعب".
"شرق": استمرار إغلاق المقاهي والمطاعم بسبب الحجاب الإجباري
في سياق منفصل تطرقت صحيفة "شرق" في تقرير لها إلى موجة المضايقات التي تتعرض لها المقاهي والمطاعم في إيران بسبب عدم إجبار أصحاب هذه المحال الزبائن من النساء على ارتداء الحجاب الإجباري، وقالت إنه وخلال أقل من 200 يوم شهدت مدينة "مشهد" وحدها إغلاق أكثر من 50 مقهى، ما يعادل غلق مقهى واحد كل 4 أيام.
الصحيفة لفتت إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بذلك بكثير، كون أن الأخبار التي تنشر في العادة تركز على المقاهي المشهورة، في حين أن هناك العديد من المقاهي أيضا يتم إغلاقها دون أن يتحول ذلك إلى خبر في وسائل الإعلام.
وأشارت الصحيفة على الآثار الاقتصادية المدمرة على أصحاب هذه المحال، ونقلت عن أحدهم أنه أصبح في وضع اقتصادي عسير بعد أن أغلق محله 4 مرات حتى الآن.
كما قال عضو مجلس بلدية "مشهد" السابق، مير شهلا، إن إغلاق هذه المحال والمقاهي أدى إلى فقدان 500 فرصة عمل، ما يعني أن 500 عائلة أصبحت بلا مصدر رزق بسبب هذه الإجراءات الحكومية.
"مهد تمدن": الاقتصاد الإيراني يمر بظروف عصيبة وغير مسبوقة في الـ80 سنة الماضية
قال الخبير الاقتصادي مرتضى عزتي في مقابلة مع صحيفة "مهد تمدن" إن الاقتصاد الإيراني يمر بظروف عصيبة وغير مسبوقة خلال الثمانين سنة الماضية.
وأضاف عزتي: "سوء الإدارة والفشل والكيانات الموازية وفقدان الحرية الاقتصادية بجانب العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد جعلتنا نشهد حالة اقتصادية غير مسبوقة خلال العقود الماضية".
وشدد الكاتب على ضرورة القيام بالإصلاحات والتغييرات الجدية، وقال إذا لم يتم اتخاذ خطوات سريعة في هذا المجال فسنشهد أوضاعا أكثر سوءا في الفترة المقبلة.
كما علق الكاتب على التضييق المستمر على القطاع الخاص، وقال إن حصة الشعب من النشاط الاقتصادي أصبحت محدودة للغاية، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تدخل المؤسسات العسكرية في الشؤون الاقتصادية، موضحا أن الجيش والحرس الثوري والمؤسسات التابعة لهما يعملون في كافة القطاعات الاقتصادية في البلد.