صحف إيران: بكين تدعو إلى حلحلة الملف النووي والحكومة تتجاهل أزمة الفقر بالتركيز على الحجاب
بعد أسابيع من الحديث عن احتمالية التوصل إلى اتفاق بين إيران والأطراف الغربية يبدو أنه لا شيء منتظر على أرض الواقع في المدى القريب على الأقل، وهو ما تؤكده تصريحات الأميركيين وبعض المسؤولين الإيرانيين الذين نفوا وجود مفاوضات حول الملف النووي.
لكن الصحف الإصلاحية والمعتدلة لا تتوقف عن التأكيد على أهمية حل هذه الأزمة وتقديمها على أي مشكلة أخرى، إذ إنها تعتبر "أم المشاكل" بالنسبة لإيران، وما لم تعالج الخلافات بين طهران والعواصم الغربية فلا أمل يرجى في تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، حسبما ترى صحف الإصلاحيين في إيران.
صحيفة "سازندكي"، في عدد اليوم الأربعاء 23 أغسطس (آب)، لفتت إلى أهمية الاتفاق النووي، ونقلت تصريحات وزير الخارجية الصيني الذي أكد أهمية التزام أطراف الاتفاق النووي بهذا الاتفاق، وكونه محورا في حل باقي المشكلات بالنسبة لإيران.
صحيفة "اعتماد" نقلت كلام الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، الذي قال إنه ووفقا للإحصاءات واستطلاعات الرأي فإن الشعب الإيراني يفضل وجود علاقات طبيعية ومسالمة مع الغرب، وكتب: "موقف الإيرانيين يوضح وجود رغبة بالتوافق والانسجام في علاقات إيران الخارجية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا وأخيرا الصين حسب الترتيب، ما يعني أن المواطن الإيراني يفضل العلاقات مع أوروبا وأميركا على العلاقات مع روسيا والصين".
في موضوع آخر أشارت بعض الصحف إلى انتقاد عدد من نواب البرلمان الإيراني الوضع السيئ بالنسبة للإنترنت منذ انتفاضة مهسا أميني، حيث قيدت السلطات الوصول الحر إلى الإنترنت، كما حجبت العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية.
صحيفة "ثروت" أشارت إلى حضور وزير الاتصالات الإيراني إلى البرلمان، أمس الثلاثاء، للرد على بعض الأسئلة، وانتقدت تهربه من تحمل مسؤولية هذا الوضع المزري، كما انتقدت دفاع الوزير عن الوضع الحالي بحجة ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
صحيفة "جمهوري إسلامي" عنونت في المانشيت وكتبت: "في البرلمان.. انتقاد رداءة الإنترنت ومشكلات الحجب".
أما صحيفة "هم ميهن" فرأت أن مواقف البرلمانيين المنتقدة للإنترنت تأتي بهدف سياسي، إذ إنهم يعتزمون خوض الانتخابات البرلمانية مرة أخرى بعد أشهر قليلة، ولهذا باتوا يهاجمون وينتقدون الوضع السيئ للإنترنت لكسب أصوات الناخبين وليس من باب المسؤولية الوطنية، مؤكدة أن البرلمان الحالي الذي يسيطر عليه الأصوليون من المؤيدين لقرار السلطات فيما يتعلق بموضوع الإنترنت وتقييدها.
في شأن آخر أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى حشود النخب الإيرانية الراغبة في الهجرة من البلاد، وعنونت في صفحتها الأولى وكتبت: "النخب في طوابير الهجرة"، وقالت نقلا عن تقرير للأمم المتحدة إن السويد وهولندا وفرنسا هي الدول الأكثر استضافة للإيرانيين الجدد الراغبين في الهجرة.
وانتقدت الصحيفة عدم اهتمام المسؤولين بهذه المعضلة وقالت: "المسؤولون الحكوميون إما يجهلون أو لا يريدون أن يقروا بالحقائق على أرض الواقع"، لافتة إلى المشكلات العديدة التي يعاني منها الشباب في إيران ما يدفعهم إلى التفكير في الهجرة وترك البلد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سازندكي": الصين تدعو إيران للعودة إلى الاتفاق النووي
علقت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية على الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الصيني، وانغ يي، الذي دعا طهران صراحة إلى قبول العودة إلى الاتفاق النووي، وقال إن الحل الوحيد لحل قضية إيران النووية هو التنفيذ الكامل والمؤثر للاتفاق النووي.
الصحيفة رأت هذه التصريحات بأنها موقف صريح وواضح من بكين لطهران تطالب فيها صناع القرار الإيرانيين قبول العودة إلى الاتفاق النووي، وقالت الصحيفة إن الأحرى بإيران أن تلبي طلب الصين كما فعلت بالنسبة لعودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وأن تدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية لحل قضيتها النووية.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأميركية أكدت عدة مرات خلال السنة الأخيرة أن الاتفاق النووي لم يعد على الطاولة، وإن الاتفاق الأخير مع طهران كان محصورا بملف المواطنين الأميركيين المسجونين لدى إيران، لكن تصريحات المسؤول الصيني بثت أملا جديدا لدى الصحيفة الإصلاحية، ودعتها من جديد إلى تشجيع النظام تلبية هذه الدعوة الصينية لحلحلة الملف النووي.
"خراسان": السفير الياباني ينفي وجود مستحقات لطهران لدى طوكيو
صحيفة "خراسان" الأصولية هي الأخرى أجرت مقابلة مع السفير الياباني في طهران، كازو توشي أيكاوا، الذي أكد أن إحياء العلاقات التجارية الحقيقية بين طوكيو وطهران مشروط بإحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن بلاده قلصت حجم التبادل التجاري بشكل ملحوظ مع إيران منذ إعلان الولايات المتحدة الأميركية فرض العقوبات عليها.
وسألت الصحيفة السفير الياباني بالقول: لماذا اليابان تلتزم بالعقوبات الأميركية بشكل تام؟ ليؤكد لها السفير أن البنوك والشركات اليابانية تعتبر التعامل مع إيران "مهمة محفوفة بالمخاطر"، وبسبب العقوبات الأميركية فلو حدث تعاون بينها وبين إيران ستكون الغرامات التي ستفرضها واشنطن عليها كبيرة للغاية، ما يجعل هذه الشركات والبنوك تحجم عن التعامل مع الجهات الإيرانية.
كما ذكرت الصحيفة أن هناك 3 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في اليابان وهي من عائدات النفط والغاز، الأمر الذي رفضه السفير الياباني وأكد أنه لا توجد وثيقة تثبت هذا المبلغ.
كما رأى كازو توشي أيكاوا أن برنامج إيران النووي ليس سلميا، مطالبا طهران بكسب ثقة المجتمع الدولي إزاء نشاطاتها النووية.
"اعتماد": الحكومة تتجاهل الفقر والأزمة الاقتصادية وتركز على قضية الحجاب الإجباري
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية انتقد الخبير الاجتماعي والباحث في الشؤون الدينية، محمد فاضل ميبدي، إصرار السلطات الإيرانية على المضي قدما في موضوع فرض الحجاب الإجباري على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي أربكت حياة الإيرانيين بشكل ملحوظ.
وقال الكاتب إن إحصاءات الفقر والانتحار تزاد بشكل يومي، وهناك كثير من الأسر تفككت، ولجأ الأزواج إلى الطلاق وإنهاء حياتهم الزوجية نتيجة المشكلات الاقتصادية وعدم الاستقرار المعيشي.
وأضاف ميبدي أن الغريب في كل ذلك هو موقف الحكومة من هذه الأزمات، إذ إنها ورغما من رؤيتها لحجم المشكلات والتحديات إلا أنها وبمعية من البرلمان يركزان فقط على قضية الحجاب الإجباري.