صحف إيران: سياسة الحكومة ستتسبب في "سقوط" البلاد و"المراجع" يدعمون النظام رغم استياء الشعب

الغلاء واستمرار دوامة الارتفاع المتزايد في الأسعار على الرغم من حديث المسؤولين عن اقتراب الانفراجة الاقتصادية، هو أحد المحاور الرئيسية في تغطية الصحف الإيرانية اليوم، الثلاثاء 22 أغسطس (آب)، كما في الأيام والأشهر الماضية.

صحيفة "روزكار" الاقتصادية تحدثت عن موجة غلاء جديدة تضرب الأسواق، وتحديدا أسواق الهواتف المحمولة بعد قرار السلطات رفع تكاليف الجمارك لدخول هذه الهواتف، معتبرة أن ارتفاع أي قطاع من القطاعات بما فيها قطاع الهواتف والأجهزة الإلكترونية سينعكس سلبا على باقي السلع.

في موضوع آخر علقت بعض الصحف مثل "ستاره صبح" على موضوع الصفقة الأميركية – الإيرانية الأخيرة، والتي تم بموجبها الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران مقابل سماح واشنطن بدفع كوريا الجنوبية أموالا إيرانية مجمدة لديها تقدر بـ6 مليارات دولار.

وذكرت الصحيفة أنه وخلافا لما كان يتداول سابقا من تحويل هذه الأموال إلى قطر ثم قيام الدوحة بنقل هذه الأموال إلى بنوك إيرانية، ذكرت مصادر أن كوريا الجنوبية قامت مباشرة بتحويل الأموال إلى البنك المركزي السويسري لتحول إلى دولار ثم يورو، لتستخدمها إيران في قضايا غير خاضعة للعقوبات، وتحت إشراف ورقابة الدول الأوروبية.

في سياق غير بعيد نقلت صحيفة "مردم سالاري" تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الذي قال إن طهران لا نية لديها الآن لخوض مفاوضات مع واشنطن، مطالبا الولايات المتحدة الأميركية بـ"وقف تدخلاتها في شؤون إيران الداخلية".

من الملفات الأخرى التي تناولتها صحف إيران اليوم هو موقف مراجع التقليد الداعم للحكومة والنظام خلال اجتماع لهم مع الرئيس الإيراني، أمس الاثنين، رغم الغلاء المستمر والاستياء الشعبي المتزايد من السياسات والإجراءات الحكومية.

صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، احتفت بهذا الدعم من مراجع التقليد وعنونت في مانشيتها بخط عريض: "ثناء مراجع التقليد على أداء الحكومة الشعبية" واصفة حكومة رئيسي الأصولية بأنها "حكومة الشعب" التي "تسهر- ليل نهار- لحل مشكلات الناس" وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"اترك": إيران تسير نحو السقوط والانحدار

في مقابلة مع صحيفة "أترك" قال الخبير والمحلل الاقتصادي، حسين راغفر، إن مشكلة الاقتصاد الإيراني هو احتكار بعض المؤسسات الحكومية والعسكرية للنشاط الاقتصادي، بحيث ضاقت السبل بالقطاع الخاص للعمل والاستثمار ما جعل كثير من المستثمرين يغادرون البلاد وينقلون استثماراتهم إلى الخارج.

وذكر راغفر أن الاقتصاد في إيران سيبقى بهذه الحالة السيئة ما لم تنسحب هذه المؤسسات من الاقتصاد وتفتح المجال للقطاعات الاقتصادية.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن المصدر الرئيسي الذي تتغذى منه هذه المؤسسات هو العائدات من الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز وما شابه، ما جعل القطاعات الإنتاجية تترنح في مكانها أو تتراجع إلى الخلف، إذ إن معظم هذه العوائد المالية التي تحتكرها هذه المؤسسات لا تنفق في دعم القطاع الإنتاجي في البلاد.

ورأى راغفر أنه لا أمل في إصلاح الوضع الاقتصادي في إيران على المدى القريب، مؤكدا أن البلاد تسير نحو الانحدار والسقوط، وهو ما يفرض على السلطات العمل بشكل جدي لمنع هذا السقوط والتعامل معه بشكل جاد وحاسم.

"آفتاب يزد": المتشددون السبب في قطع العلاقات مع السعودية

انتقدت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية الأزمة التي افتعلها المتشددون في إيران قبل سنوات وتم بموجبها قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وكتبت في تقرير لها أن "العلاقات بين طهران والرياض انقطعت بقرار سطحي وغير مدروس من قبل البعض بعد أن تم التفريط بالمصالح القومية لإيران"، حسب ما جاء في الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أنه وبعد تلك الأحداث اعتمد النظام الإيراني والمتشددون بالتحديد سياسة العداء والخصومة مع السعودية.

ونوهت إلى أنه و"خلال فترة انقطاع العلاقات بين البلدين، كان الأصوليون لا يتوانون في الهجوم على المملكة العربية السعودية، ويتعاملون مع المملكة وكأن هناك عداءً "متجذرا" بين البلدين، لكن وبقرار سيادي واستراتيجي قررت طهران إصلاح علاقاتها مع السعودية، وأرسلت وزير خارجيتها إلى الرياض ليلتقي بالمسؤولين هناك، ويجري لمدة ساعة ونصف حوارا "شفافا" و"صريحا" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

"روزكار": أسباب لجوء طالبان إلى الخيار العسكري والمواجهة مع إيران

تساءلت صحيفة "روزكار" عن الأسباب والعوامل التي تدفع بحركة طالبان إلى التصعيد ضد إيران بعد أكثر من سنة من الهدوء النسبي في العلاقات، وقالت إن هناك 5 عوامل تجعل طالبان تستفيد من التصعيد والمواجهة العسكرية مع النظام الإيراني.

أول العوامل، حسب تقرير الصحيفة، هو هدف طالبان المتمثل بصرف أنظار الرأي العام الأفغاني وإشغاله بأزمة عسكرية مع دولة أخرى، مدعية أن الحركة فشلت فشلا ذريعا في إدارة الأوضاع في الداخل الأفغاني، وبالتالي فإن خيار التصعيد ضد إيران يساعد في صرف الأنظار عن هذا الملف.

ثاني العوامل التي تستفيد منها الحركة هو جذب الحلفاء الأجانب، موضحة أن إيران لديها خصوم دوليين وإقليميين، وإذا ما خاضت طالبان مواجهة ضد طهران فإنها بكل تأكيد ستحظى بدعم خصومها.

كما ستنتفع طالبان عبر "تجييش" الأطراف والتيارات الأفغانية في كتلة واحدة لمواجهة طهران، بالإضافة إلى أنها ستحصل على مشروعية دولية إذا ما لجأت إلى الخيار العسكري للضغط على الجانب الإيراني للدخول في مفاوضات معها، وهو ما يظهر طالبان بمظهر شرعي أمام إيران والمجتمع الدولي.

وأخيرا رأت الصحيفة أن وجود بعض العسكريين وقادة الحروب بين قيادات حركة طالبان يجعلهم يقومون ببعض الأعمال والتصرفات التي لا تكون بالضرورة مقبولة لدى جميع قيادات الحركة.