عشية الذكرى الأولى لانتفاضة الإيرانيين.. اعتقال العشرات ومحاكمة محامي عائلة مهسا أميني

عشية الذكرى الأولى لانتفاضة الشعب الإيراني، تكثفت جهود النظام لقمع الاحتجاجات باستدعاء واعتقال عدد كبير من المواطنين والمحامين والناشطين المدنيين. فيما أعلنت بعض المصادر عن محاكمة صالح نيكبخت، محامي عائلة جينا (مهسا) أميني، الأسبوع المقبل.

وذكرت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، نقلاً عن مصدر مطلع، أن صالح نيكبخت سيحاكم في الفرع 28 لمحكمة الثورة في 29 أغسطس (آب) بشكوى من وزارة المخابرات.

وهو متهم بـممارسة "نشاط دعائي ضد النظام" من خلال إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، والاحتجاج على رأي خبراء لجنة الطب الشرعي فيما يتعلق بوفاة مهسا أميني.

وبحسب هذا المصدر المطلع، فإن وزارة المخابرات ذكرت بوضوح في شكواها أن صالح نيكبخت لعب الدور الرئيسي في "تشجيع عائلة أميني على متابعة قضية وفاة ابنتهم"، ولهذا السبب عليه أن يقبل رأي لجنة الطب الشرعي حول سبب الوفاة، ويعلن عنه أو يمثل أمام المحكمة.

وفي وقت سابق، اعترض نيكبخت على رأي الطبيب الشرعي الذي أعلن أن سبب وفاة مهسا أميني هو "أزمة قلبية" و"مرض كامن"، وطالب "بإعادة النظر وتشكيل لجنة أخرى بحضور أطباء بارزين وموثوقين في الطب في البلاد".

لكن، في 11 مارس (آذار) الماضي، وصف النظام القضائي احتجاج هذا المحامي- في فرع التحقيق الثاني التابع لمكتب المدعي العام والثورة في طهران- بأنه مثال على اتهام "الدعاية ضد النظام"، وأطلق سراحه بكفالة مؤقتة حتى المحاكمة.

اعتقال متزامن لعشرات المواطنين والناشطين

وأفادت الأنباء أن شرمين حبيبي، زوجة فريدون محمودي، أحد ضحايا الانتفاضة الشعبية، اعتقلت يوم الثلاثاء 22 أغسطس في سقز، واقتيدت إلى مكان مجهول.

وقُتل فريدون محمودي في 19 سبتمبر (أيلول) 2022 في سقز بنيران مباشرة من قبل رجال الأمن، والآن تم اعتقال زوجته بتهمة "الدعاية ضد النظام وتضليل الرأي العام".

وذكرت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان أيضًا أنه تم القبض على علي بابي، أحد سكان دورود، أثناء متابعة القضية القانونية لزوجته.

وكانت مهتاب ياراحمدي، زوجة علي بابي قد اعتقلت منذ 49 يومًا.

كما أفاد موقع "هرانا" الإلكتروني بإلقاء القبض على فروغ تقي بور، ومرضية فارسي، وهما سجينتان سياسيتان سابقتان، من قبل عناصر الأمن في طهران.

في الوقت نفسه، في كردستان، تم اعتقال 5 مواطنين في مدن مهاباد، ومريوان، وجوانرود، وكامياران، وهم: "مانج خسته، وزانا بروانه، ومعين فقيهي، وحسام كرمي، وسيروان كرمي".

وأكدت الشبكة الكردستانية لحقوق الإنسان أن اعتقال هؤلاء الأشخاص تم دون أمر قضائي، ولا تتوفر معلومات عن التهم الموجهة إليهم، ومكان وجودهم.

وأشارت هذه المجموعة أيضًا إلى أنه في الأيام العشرة الماضية، اعتقلت قوات الأمن ما لا يقل عن 28 ناشطًا ومواطنًا كرديًا في مدن طهران، وبيرانشهر، وجوانرود، وكامياران، وأشنويه، ومهاباد وسنندج.

في هذا السياق، نشرت منظمة العفو الدولية بياناً، يوم الاثنين، قالت فيه إنه عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني، كثفت سلطات النظام الإيراني حملة مضايقة لعائلات ضحايا الاحتجاجات بهدف إسكاتهم، وكذلك الإفلات من العقاب.

وشددت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، ديانا الطحاوي، على ضرورة حماية عائلات قتلى الاحتجاجات من الاعتقال التعسفي والتهديدات وغيرها من الإجراءات الانتقامية من قبل النظام.