غضب في الشارع الإيراني بسبب نقص البنزين.. وطوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود
أظهرت مقاطع فيديو من مدن إيرانية مختلفة أن الأزمات بخصوص إمدادات البنزين والطوابير الطويلة في محطات الوقود مستمرة، ومع ذلك نفت وسائل الإعلام الإيرانية وجود أزمة، ملقية باللوم على السفر الصيفي للمواطنين، وتعطل أجهزة التزود بالوقود.
وفي الأيام الأخيرة، تم نشر العديد من مقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية والتي وصلت إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، والتي أظهرت إغلاق محطات الوقود أو تشكل طوابير طويلة للسيارات أمامها ونقص البنزين في العديد من المدن الإيرانية، بما في ذلك طهران وكرمان وكرج وكرمانشاه والعديد من المدن في بلوشستان ومحافظات إيرانية أخرى.
وعلى الرغم من غضب الشارع الإيراني واحتجاجه على قيود النظام المرتبطة بالتزود بالوقود، نفى التلفزيون الإيراني ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني وجود نقص في البنزين.
وقالت صحيفة "جام جم"، التابعة لإذاعة النظام الإيراني، أن أحد أسباب تشكل الطوابير أمام محطات الوقود هو "تعطل أجزاء بعض أجهزة التزود بالوقود"، ونقلت عن المتحدث باسم اتحاد محطات الوقود، رضا نواز، قوله إنه "يجب استبدال هذه الأجزاء، لكن لا يزال يتم الاكتفاء بإصلاحها".
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن "تعطل أجزاء بعض أجهزة التزود بالوقود، خاصة في طهران، يعد السبب الرئيسي لتشكل الطوابير في بعض محطات الوقود".
ووفقا لصحيفة "جام جم"، أحيانًا يصل الوقود بعد 30 دقيقة إلى المحطة، مما يخلق طوابير في المحطات المجاورة.
وزعمت الصحيفة أنه "في بعض المحافظات والمدن، لا يتم توفير بطاقة وقود للمحطة، مما يتسبب بتشكل طوابير"، مقترحة أن "يستخدم المواطنون بطاقة الوقود الخاصة بهم، بدلا من استخدام بطاقة وقود المحطة، لمنع تشكل الطوابير".
كما نقلت صحيفة "همشهري"، التابعة لبلدية طهران، عن رضا نواز قوله: "لقد شهدنا تأخيرات في تسليم الوقود، بسبب زيادة الاستهلاك في المحافظات الأخرى، بينما يتم إغلاق كل محطة وقود لمدة نصف ساعة، لتغيير المناوبات".
ووفقا للصحيفة، تسبب "فشل أجهزة الدفع الإلكترونية لنظام الوقود الذكي"، بتشكل طوابير.
كما نفى المسؤولون التنفيذيون في الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات النفطية في آبادان، وكرمانشاه، وكردستان، "زيادة الأسعار ونقص البنزين" في الأيام الأخيرة، وقالوا إن "ازدحام المحطات كان بسبب السفر الصيفي".
وعلى الرغم من هذا النفي، قال نشطاء اقتصاديون إن "النظام يريد إعداد الناس لقبول زيادة أسعار الوقود من خلال انتظارهم الطويل في الطوابير".
وبحسب تقارير إعلامية وتقارير من مواطنين، فقد انخفض عدد بطاقات محطة البنزين من 5 إلى 2، ليلجأ الناس إلى استخدام بطاقات البنزين الخاصة بهم، ومن ناحية أخرى، وفقا للمسؤولين، فإن استهلاك الوقود يصبح محدودًا، حيث إذا قام صاحب السيارة بضخ 40 لترا من البنزين ببطاقته الخاصة، لن يمكنه استخدام تلك البطاقة مرة أخرى لمدة 8 ساعات.
وكان مسؤول بوزارة البترول قد قال، أمس الاثنين، لقناة "إيران إنترناشيونال": "كان من المفترض أن تستورد الوزارة نحو 10 ملايين لتر من البنزين من روسيا يومياً لتعويض العجز، لكن الروس توقفوا عن بيع البنزين لإيران، على الرغم من علمهم بحاجتها إليه".
ووفقًا لهذا المصدر المطلع، فقد رفضت دول الكومنولث الأخرى أيضًا بيع البنزين لإيران بناءً على أوامر روسية.
ووقعت الأحداث الأخيرة في مجال إمدادات الوقود منذ أن "خفضت وزارة البترول الإيرانية توزيع هذا المنتج بعد، نقص إنتاج واستهلاك البنزين".
ووفقا للمعلومات التي تلقتها قناة "إيران إنترناشيونال"، خفضت وزارة البترول توزيع البنزين في بعض المناطق، بما في ذلك المحافظات الحدودية، بحجة منع التهريب، للتعويض عن بعض العجز.
وكان مصدر مطلع على الأمر قد أخبر قناة "إيران إنترناشيونال" في وقت سابق أن "البنزين وصل إلى حالة حرجة، مما أجبر شركة التوزيع والتكرير على إطلاق 900 مليون لتر من احتياطيات البنزين الاستراتيجية".
وأكد المصدر أن "احتياطيات البلاد من البنزين وصلت الآن إلى حوالي 500 مليون لتر، وهو ما لن يلبي حاجة البلاد لمدة 4 أيام، في حالة حدوث مشكلات في قطاع الإنتاج".
وبحسب هذا المسؤول المطلع، هناك مشكلات في استيراد البنزين محليا وخارجيا، وإلى أن يتم حلها، سيتم تقليل توزيع البنزين بشكل مستمر في بعض المناطق، وبشكل متقطع بمناطق أخرى.
وتم استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية في حين أن "النظام الإيراني يمكنه أن يغطي العجز الناتج من خلال واردات البنزين، ولكن هذا لم يتم مع المشكلات التي تم إنشاؤها للواردات، ليضع النظام على جدول أعماله خفض العرض والتعطيل المتعمد لتوزيع البنزين".